تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مناقشة حول الحديث الوارد في قنوته - صلى الله ع... - الالبانيالسائل : عن أبي هريرة : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبِّر ويرفع رأسه : "سمع الله لِمَن حمده ربنا ولك ا...
العالم
طريقة البحث
مناقشة حول الحديث الوارد في قنوته - صلى الله عليه وسلم - في الفجر أنه ليس خاصًّا في الفجر .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : عن أبي هريرة : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبِّر ويرفع رأسه : "سمع الله لِمَن حمده ربنا ولك الحمد" .

الشيخ : هذا الحديث - أخي - اللي عزيتوه لمسلم هو موجود - أيضًا - في البخاري .

السائل : نعم .

الشيخ : هذا فيه تخصيص ؟

السائل : كان يدعو على هشام وعباس ، ثم الحديث الثاني قنتَ بعد الركعة في صلاة شهرًا إذا قال : "سمع الله لمن حمده" يقول في قنوته وكان يدعو على رعل وذكوان . وهذه نازلة أم ليست نازلة ؟

الشيخ : بارك الله فيك ، أنا أقول لك غير النص أن هذا خاصٌّ لصلاة الفجر ؟

سائل آخر : هو الالتباس عليه - أستاذ - أنُّو ذكر بس في الفجر ، هل فيه أحاديث أُخَر ... ؟

الشيخ : أنا عارف ، ما ذكرنا له نحن هلق ! كان يقنت في صلاة المغرب ، وهذا موجود - أيضًا - في " صحيح البخاري " !

السائل : ثم هذا حديث .

الشيخ : اسمح لي - بارك الله فيك - خلِّينا نتفاهم شوية ؛ هل ذكر الشيء ينفي عدمه غيره ؟ ذكر الشيء ينفي غيره ؟

السائل : لا .

الشيخ : يعني إذا ذكر هنا صلاة الصبح ينفي أن يقنت لصلاة - مثلًا - المغرب ؟

السائل : ... لكن ما هو التخصيص هون ؟

الشيخ : اسمح لي شوية اسمح لي شوية ، خلينا نتَّفق على نقط ، قد يكون يعني يكون فيها خلاف وهي ما فيها خلاف ، فأنت الآن عم تجيب حديث أنُّو الرسول قنت في صلاة الفجر في النازلة ؛ أليس كذلك ؟ طيب ؛ نحن ما نفينا هذا ، بالعكس قرَّرنا أنُّو القنوت يُشرع في الصلوات الخمس ، أنت قلت أن الرسول خصَّص ، قلنا لك نحن : ما في تخصيص ، صلاة الفجر قنت فيها للنازلة وبقية الصلوات قنت فيها للنازلة ؛ فهون ذكر صلاة الفجر ؛ هل هذا ينفي عدم قنوته ؟

السائل : لا ، لا ينفي .

الشيخ : فإذًا وين التخصيص اللي عم تدعيه يا أخي ؟

سائل آخر : الحديث لأنُّو ذكر الفجر ، وهذا لا يُفهم منه ... بس هذا ... .

السائل : ذكر الفجر خصوصيًّا .

سائل آخر : ذكر في أحاديث ثانية المغرب .

السائل : أنا فاهم ... يا أخي .

سائل آخر : المقصود شهرًا يعني .

السائل : قنت في الفجر والظهر والعشاء ، وقنت في الظهر والعشاء ، وقنت يعني في عدة روايات في الـ .

سائل آخر : صحابة رأوا أنُّو قنت الصبح فنقلوا عنه الصبح ، صحابة رأوه قنت المغرب فنقلوا عنه كذا ؛ ما في تخصيص .

السائل : لكن أيضًا ورد في كتاب ابن القيم الذي ذكرت أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قنت في صلاة الفجر ، وعقَّب ابن القيم على ذلك فقال : هو أحيا سنة ، والذي يترك القنوت - أيضًا - اتَّبع السنة ، كلاهما اتبع السنة .

الشيخ : يعني أنت عم تدندن حول شيء ما في خلاف فيه .

السائل : ما في خلاف .

الشيخ : إذًا ؟

السائل : أبو هريرة أقول قنت في الفجر - أيضًا - وحدَها كان يدعو للمسلمين ، ويدعو ... .

الشيخ : يا أخي ، لما تقول وحدها ؛ يعني ما قنت في غيرها تعني ؟ سبحان الله ! إذا جاءك النَّصُّ عن رسول الله أو عن صحابي رسول الله أنه قنت في صلاة ما يعني أنه ما قنت في غيرها ؟

السائل : لا يعني ، و - أيضًا - لا ينفي أنه يعني .

الشيخ : ومين الذي نفى ؟

السائل : قنت في الفجر .

الشيخ : من الذي نفى ؟

السائل : لكن أنا - أيضًا - لا أرى مثلًا هناك مانعًا أن تُخصَّص صلاة معيَّنة كصلاة الفجر كما يفعل الناس هنا !

الشيخ : ... أقول لك يا أخي ، هذا أصل كلامي معك كان بهالنقطة هَيْ ، كيف يجوز لك أن تخصِّص صلاة بالقنوت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يخصِّصها بالقنوت ، وإنما عمَّمَ في كلِّ الصلوات الخمس كما لو قلت - مثلًا - : أنا بدي خصِّص صلاة من الصلوات بقراءة الصلاة على الرسول - عليه السلام - في تشهُّد مثلًا ، من أين يجوز لك هذا ؟ ونحن نعلم أن الرسول - عليه السلام - شرع للمسلمين أن يصلوا عليه في كلِّ تشهُّد ؛ فمن أين تأتي بالتخصيص ؟ ثم ماذا أنت تبغي - بارك الله فيك - من قولك : شو المانع أنُّو نخصِّص صلاة الصبح بقنوت النازلة ؟! ما الذي ترمي إليه ؟ لو قال لك قائل - صاحبنا هذا الشَّيخ أحمد - : أنا بدي خصِّص قنوت النازلة بصلاة المغرب ، وقال ثالث بصلاة الظهر ، ورابع العصر إلى آخره ؛ هل يجوز هذا في الإسلام ؟ لماذا ما تترك الحكم كما جاء ؛ تقنت في الصلوات الخمس ، ثم إيش القنوت هو أليس دعاء ؟ طيب ؛ ليه تخصِّص هذا الدعاء اللي فيه خير للمسلمين بصلاة من خمس صلوات ؟ ما في داعي يا أخي لهذا التخصيص ، لكن أنا في الحقيقة أقول لك بكل صراحة : أخشى ما أخشاه أنك أنت تخصِّص القنوت للنازلة في صلاة الفجر - وأرجو أن لا تكون كذلك - إرضاءً للناس ، أو تسليكًا لوظيفة ، أو ما شابه ذلك ، وهذا لا يفعله مسلم مثلك ؛ فإذًا لماذا التخصيص ؟ خليها عامة ؛ كما فعل الرسول ، وأنفع - أيضًا - للمسلمين .
ثم خلينا كمان ندقق الموضوع أكثر وأكثر ؛ هل القنوت الذي جاء في المذهب الذي أخذ بحديث أنس الأول المنكر ؛ هل هو قنوت نازلة ؟ ولَّا هو الدعاء بـ : اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ؟ طيب ؛ إذًا هذا ليس قنوت نازلة ، فإذًا أنت لما بدك تقنت قنوت يتناسب مع نازلة المسلمين شو مصيبة المسلمين اليوم الأخيرة ؟ احتلال الروس لأفغانستان ، اللي قبلها هَيْ فلسطين بجنبنا إلى آخره ، وبيروت ، وهكذا مصائب مع الأسف ، فندعو بالصلوات الخمس بما يناسب هذه النوازل وهذه المصائب ، أما اللهم اهدني فيمن هديت ؛ أنا أقول لك شيئ قد لا تقرؤه في كتاب ، لأنُّو هذا يأتي في الواقع من البحث وتمحيص الأقوال وأدلة الرجال ، من عجائب المفارقات التي يجدها الباحث في كتب الفقه المتأخرين =
-- ابدأ باليمين يا أستاذ ابدأ باليمين ... --
= قنوت الوتر الذي علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي بن أبي طالب نَقَلَه الشافعية إلى قنوت الفجر ، وهذا ليس له أصل إطلاقًا ، وعلى العكس من ذلك ؛ الأحناف المتأخِّرون نقلوا القنوت الذي كان يقنت به عمر بن الخطاب في الفجر وغيره يدعو فيه على المشركين : " إن عذابك " الإيش ؟

سائل آخر : " الجدَّ بالكفار ملحق " .

الشيخ : " ملحق " ، فنقلوه وضعوه وين ؟ محلَّ قنوت الوتر اللي علمنا إياه الرسول أن ندعو به ... فالعكس هو الصواب ؛ لو أن داعيًا دعا اليوم بالقنوت اللي كان يقنت به عمر بن الخطاب حينما يدعو على الكفار حوله كالروم وغيرهم دعا اليوم فيه لَأحيا سنَّة عمريَّة ، وكان أحسن من دعائه هاللي هو بدو يركبه من عنده .

Webiste