تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز إطلاق تسمية لفظ الجلالة بألفاظ أعجمية... - الالبانيعيد عباسي : طيب ، هل يجوز إطلاق تسمية غير لفظ الجلالة أو الأسماء الحسنى على الرب ؛ مثل ... مع العلم أن هذه ألفاظ أعجمية ومتداولة بين المسلمين في بلاد ال...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز إطلاق تسمية لفظ الجلالة بألفاظ أعجمية هي متداولة بين المسلمين في بلاد الهند وباكستان وإيران ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
عيد عباسي : طيب ، هل يجوز إطلاق تسمية غير لفظ الجلالة أو الأسماء الحسنى على الرب ؛ مثل ... مع العلم أن هذه ألفاظ أعجمية ومتداولة بين المسلمين في بلاد الهند وباكستان وإيران ؟

الشيخ : لا شك بجواز ذلك في ما عدا العبادة ، في لغة الأمة التي هي لغته فلا مانع من استعمال هذه الألفاظ ؛ لأنه لا يُقصد بها التقرُّب إلى الله - عز وجل - ، أما إقامة هذه الألفاظ في العبادات كالصلاة - مثلًا - وكالحج ونحو ذلك فهو غير جائز ، كالتكبير - مثلًا - في الصلاة ، فبدل أن يقول : الله أكبر ، يقول - مثلًا - بالتركية : " Tanrı büyük " مثلًا ، أو بالألباني " ... " أو نحو ذلك ، هذا وإن كان وُجِدَ في بعض العلماء المتقدمين مَن أجاز ذلك مع التفريق حيث قال : بأن الركن هو الدخول في الصلاة بتكبيرة الإحرام بأيِّ لفظ كان وبأيِّ لغة كانت ، أما نوعية اللفظ فهو واجب ، فإذا قلت : الله أكبر فقد أتيت بالركن والواجب معًا ، إذا قلت : الله أجل أو الله أعظم لا تزال بلغتك العربية فقد أتيت بالركن دون الواجب ؛ لأن الواجب أن تقول : الله أكبر ، فإذا جئت به فقد جئت بالركن معه ، أما إذا عدلت عن هذا التكبير الذي واظَبَ عليه الرسول - عليه السلام - وأمر به إلى التعظيم بعبارة أخرى فقد جئت بالركن دون الواجب .
كذلك تمامًا إذا كبَّرت ربك حينما دخلت في الصلاة بلغتك غير العربية أيَّة لغة كانت فقد أتيت بالركن ولم تأتِ بالواجب ، هذا قاله علماء الحنفية وفي مقدمتهم إمامهم أبو حنيفة ، أما الجمهور فقد أبوا ذلك عليهم وأوجبوا التزام التكبير ؛ لأن الرسول - عليه السلام - قال للمسيء صلاته : إذا قمْتَ إلى الصلاة فتوضَّأ كما أمَرَك الله ، ثم استقبل القبلة ، ثم كبِّر ، ثم كبِّر هو لفظ يمكن أن يقال : إنه مُجمَل ، ولكن قد جاء بيانه في بعض الروايات المتعلِّقة بحديث المسيء صلاته بلفظ : ثم قل : الله أكبر ، وتأكد ذلك بصفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان كما تقول السيدة عائشة وغيرها : كان إذا دخل في الصلاة قال : الله أكبر .
فإذًا التعبير عن الله - عز وجل - بأسماء أعجمية باللغات الأعجمية لا مانع من ذلك ؛ لأن الله - عز وجل - قال في القرآن الكريم : وَمِنْ آيَاتِهِ [ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَ ] اخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ، ومن الحرج كل الحرج أن نُوجب على هؤلاء الشعوب لا سيَّما إذا كانوا حديث عهد بالإسلام أن يتجنَّبوا الألفاظ التي توارَثُوها خلفًا عن سلف ، وأن يتلفَّظوا بالألفاظ العربية إلا في العبادات ، فلا بد من إلزامهم بذلك كما تحدَّثنا في الصلاة ، ومن هنا نعلم أن ما يُروى عن أبي حنيفة - رحمه الله - أنه أجاز ترجمة القرآن ، عفوًا ترجمة فاتحة القرآن إلى لغة القوم وقراءتها في الصلاة بلغتهم ؛ هذه الرواية يذكرها الأحناف أنفسهم في كتبهم الفقهية كرواية مرويَّة عن أبي حنيفة أنه إذا قرأ الفاتحة بلغته مترجمة إلى لغته فقد قام بالواجب ، هذا القول شاذ لا يجوز الأخذ به لا سيما وأنه لا يمكن عمليًّا ترجمة القرآن الكريم ترجمة حرفية ، يمكن ترجمة القرآن ترجمة تفسيرية ، فإذا كانت الآية - مثلًا - خمس كلمات فبالترجمة ح تصير كلمات ست أو سبع ، وهكذا .
ولا بأس أن أذكر لكم نكتة من باب يعني الترويح عن النفس وبيان إعجاز القرآن في الوقت نفسه ؛ جمعني مرة قطار مع راهب أو قسيس ماروني لبناني ، فجرى الحديث في قصة طويلة لسنا الآن في صددها ، جرى الحديث بيني وبينه في مسائل تتعلق بالإسلام وبالنصرانية بطبيعة الحال ، إلى أن سأل القسيس هذا عن السبب الذي يمتنع المسلمون مِن ترجمة القرآن إلى اللغات العالمية المشهورة ؛ مع أن ترجمة القرآن لصالح دينهم ، لأنُّو يساعد على النشر ؟ فلماذا يحرِّمون هذه الترجمة ؟ وأنا قلت له ما يأتي : قلت : الإسلام يحرِّم شيئًا ممكنًا ، أما الشيء الذي لا يمكن قربانه ولا إتيانه فلا يوجد عندنا تحريمه ؛ لأنُّو أمر غير مستطاع كيف يُقال : لا تفعل ؟هذا جبر كما قيل :
ألقاهُ في اليمِّ مكتوفًا ثم قالَ لَهُ *** إيَّاكَ إيَّاكَ أن تبتلَّ بالماءِ
فليس في الإسلام تحريم شيء لا يمكن إتيانه ؛ لأن التحريم والتحليل هو ابتلاء من الله لعباده ، والابتلاء إنما مناطه فيما يستطيعه الإنسان المكلَّف ، أما ترجمة القرآن تغيير ممكن ، قلت له هذا بعد أن استوثقتُ منه فقلت له : ماذا تريد بالترجمة ؟ آلترجمة اللفظية الحرفية أم الترجمة التفسيرية ؟ قال : لا ، أعني الترجمة الحرفية . فأجبتُه بما سبق ، قال : كيف هذا غير ممكن ؟ قلنا له : إن شئت دخلنا في التجربة ، هو رجل لبناني ، بطبيعة الحال اللبنانيين كانوا مستعمرين من فرنسا ، ويحسنون اللغة الفرنسية ، وكان معي بعض الشباب المسلم وفيهم مَن يتكلم اللغة الفرنسية ، فقلت له : لندخل في تجربة ، قال : هات لنشوف . قلت له : آتيك بأوجز آية ، فأنت فسِّرها على الشرط السابق تفسيرًا حرفيًّا لفظيًّا . قال : هات . قلت : قال الله - تعالى - : وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ترجم لنشوف . قال : ما عسعس ؟ قلت : هنا يكمن التجربة ، عسعس في اللغة العربية تعطي معنيين متعاكسين متقابلين متضادين ، أقبل أدبر ، عسعس معناه أقبل ومعناه أدبر ، فهل عندك في لغتك الإفرنسية كلمة فيها ما يؤدي معنى عسعس بالمعنيين المتعاكسين المتضادين ؟ قال : لا . قلت : فإذًا ماذا تفعل ؟
انظروا ماذا قال ، وكان الرجل في الحقيقة منصف ، ومع الأسف الشديد أقولها آسفًا آسفًا نستطيع أن نتجادل مع الكفار هدول وإخواننا هدول المشايخ المسلمين ما نستطيع أن نتجادل معهم !! لأنهم لا يحسنون الجدل أوَّلًا ، ما في عندهم منطق ، وثانيًا قد امتلأت صدورهم بالغيظ والحقد و و إلى آخره ، هذا الرجل ركبنا القطار من محطة البرامكة في دمشق إذا كان فيكم مَن يعرفها إلى " مضايا " قرية " مضايا " ، طوال الطريق ونحن معه في نقاش ما ارتفع صوت أحدنا مطلقًا أبدًا ، مع أنُّو عم نجادل في مسائل ... يعني ... على دين و ... وإلى آخره ، طبعًا بعدما أنا حرَّكت الموضوع بطريقة قلت أنُّو لسنا بحاجة للدخول بتفاصيلها ، ووصلنا إلى ... قال : إذًا نقول : قال : أنا أدرس الآية وأنظر السياق والسباق فأختار من المعنيين المعنى المناسب للسياق والسباق . قلت : لا بأس ، اختر ما شئت . قال : أقول : وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ إذا أقبَلَ باللغة الفرنسية . قلت له : قد أضعْتَ المعنى الآخر . قال : إذًا نفتح قوس ونقول : أو أدبر . طيب ، كان الكلام إذا عسعس صار الآن إذا أقبل أو أدبر ؛ زِدْنا كلمتين ، هذا مشكل ، أوَّلًا انتقضت دعواك أنَّه بإمكان تفسير القرآن ترجمة القرآن ترجمة حرفية .
لكن انظر المشكلة التي بسببها وقعتم فيما وقعتم فيه مِن وجود سبعين ثمانين إنجيل ، وصفُّوا الأناجيل كلها وبقوا على أربعة ، ولسا مو متفقين عليها أيضًا !! سيأتي مترجم غيرك فيفكِّر كما فكَّرت أنت ، فيختار عكس ما اخترت أنت ، أنت اخترت أن تقول : والليل إذا أقبل أو أدبر ، فسيأتي ثانٍ فيقول : والليل إذا أدبر أو أقبل . ثم يأتي ثالث أخيرًا فيقول : لا هذا ولا هذا ، والليل إذا أقبل وأدبر ، وهذا هو فعلًا المقصود من المعنى ؛ لأن الله لما وضع هذه الكلمة - وهي كلمة تعطي معنيين متقابلين كما قلنا - لم يضَعْها - حاشاه - عبثًا ، وإنما - على التعبير الشامي - ليرمي عصفورين بحجر واحد ، فيلفت نظرك بلفظ واحد إلى آيتين ، آية إقبال الليل وآية إدبار الليل ، وهذا منتهى الفصاحة والبلاغة والإعجاز ، فأُسقِطَ في يد الرجل وتبيَّن له أنه لا يمكن ترجمة القرآن ترجمة حرفية ؛ لذلك لا يمكن أن يقال : يجوز قراءة القرآن وفي القرآن وفي الصلاة وتصح الصلاة والقرآن مترجم إلى لغة غير لغة العرب ؛ هذا مستحيل .
غيره ؟

Webiste