تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أم بتحية... - الالبانيالسائل : ... في حديث المسيء صلاته .الشيخ : نعم .السائل : ... .الشيخ : نعم .السائل : فيُستفاد منها إذا دخل المسجد ... فيسلِّم عليه .الشيخ : ما يُستفاد - ...
العالم
طريقة البحث
إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أم بتحية المسجد ؟ مع بعض المداخلات .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ... في حديث المسيء صلاته .

الشيخ : نعم .

السائل : ... .

الشيخ : نعم .

السائل : فيُستفاد منها إذا دخل المسجد ... فيسلِّم عليه .

الشيخ : ما يُستفاد - بارك الله فيك - استفادة مطلقة ، بل لا بدَّ من التفصيل ؛ لأنُّو المبدأ في السلام كما هو مذكور في حديث : للمسلم على المسلم خمس : إذا لقيتَه فسلِّم عليه ، فإذا دخل الداخل المسجد إما أن نتصوَّر أنه تحقَّق اللقاء بينه وبين أحد الجالسين على الأقل ، أو أن نتصوَّر أنه لم يلقَ أحدًا ؛ يعني نأخذ صورتين متباينتين تمامًا ، دخل المسجد فلَقِيَ أحدًا ، دخل المسجد لم يلق أحدًا ؛ ففي الصورة الأولى يبادره بالسلام تحقيقًا لمبدأ الحقوق هذه : للمسلم على المسلم خمس : إذا لقيتَه فسلِّم عليه ، في الصورة الأولى ما فيه لقاء فما فيه سلام .
بعد هذا نقول : دخل الداخل للمسجد ، وفي الزاوية - مثلًا - اليمنى أو اليسرى شخص وهو بعيد عنه بحيث أنه لا يظهر معنى أنه لَقِيَه ، طبعًا هو يبدأ بالصلاة ؛ سواء كان تحيَّة أو كان فرض ، فإذا ذهب إليه تحقَّق حين ذاك أنه لَقِيَه ، فيسلِّم عليه ، فحديث المسيء صلاته ليس فيه أنه لَقِيَ الرسول - عليه السلام - ، وعلى الرغم من ذلك بدأ بالصلاة ولا أقول التحية ؛ لأنه ليس في الحديث أنه بدأ بالتحية ، إي نعم ، لكن المهم أنه ليس في الحديث أنه لَقِيَ الرسول - عليه السلام - ، مع ذلك بدأ بالصلاة ثم سلَّم عليه ، بل على العكس من ذلك في الحديث ما يُشعر أن اللقاء لم يتحقَّق ؛ لأن الحديث يقول أنه بعد أن صلى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقوله : أتى النبي كما لو قلنا : لَقِيَ النبي ، فحينما لَقِيَه - عليه الصلاة والسلام - بادَرَه بالسلام ؛ فلذلك نستطيع أن نجمع بين قاعدة : إذا لقيتَه فسلِّم عليه ، وبين حادثة المسيء صلاته بأن نفصِّل ، فنقول : إن كان حين دخل المسجد لَقِيَ أحدًا لا بد أن يبادره بالسلام ، وإذا لم يلقَ لكن هناك بعيد عن مكان صلاته إنسان ، فذهب إليه فسلَّم عليه ، فيكون جمع بين الحديثين تمامًا ، أما أن نقول - إي نعم - : للمسلم على المسلم خمس : إذا لقيتَه فسلِّم عليه إلا في المسجد ، تبدأ بالتحية ثم سلِّم عليه ، لا يصلح أبدًا حديث المسيء في تخصيص ذلك المبدأ العام لمثل هذه الحادثة التي ليس فيها ذلك الوضوح الذي يصحُّ أن يُسلَّط على النَّصِّ العام فيخصِّصه بما عدا هذه الصورة ... .

السائل : ... .

الشيخ : بلا شك ؛ ولذلك قلنا في الحديث : " ثم أتى النبيَّ " ؛ فهمنا أن الرسول موجود .

السائل : إذًا يبقى سيسلِّم على المسجد أو على الحاضرين في المسجد ، يعني سوف يمرُّ على الذي يلقاه - مثلًا - على المسجد أو أمامه .

الشيخ : أمامه نعم .

السائل : ... يسلِّم عليه ، لكن هل يشرع أن يسلِّم الإنسان على الحضور في المسجد ؟

الشيخ : دون لقاء ؟ دون لقاء ؟

السائل : ... ولكن قد يكون واحد يقرأ هنا ، وواحد يقرأ هناك ، واحد يصلي هناك ... .

الشيخ : على كل حال يعني أنا أريد أن أفرِّق ، وسؤالك طبعًا يوحي بهذا ، أريد أن أفرِّق أنُّو السلام حين يدخل للمسجد ليس للمسجد ، وإنما هو لِمَن يلقاهم من المصلين ، يعني - مثلًا - أنا دخلت ووجدت واحد جالس يقرأ ، فأنا لقيته فأسلِّم عليه ، أو دخلت = -- وعليكم السلام -- = دخلت والناس في الصلاة ، فوقفت ، فلقيت ، فقلت : السلام عليكم ، لكن دخلت وهناك في قبلة المسجد - مثلًا - بعض الناس ، وأنا في مؤخرة المسجد ، فأقول : السلام عليكم ؛ هذا لا أصل له في السنة ، فإذًا السلام = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = السلام للِّقاء لا للمسجد ، هذا هو القول الفصل في الموضوع ، للِّقاء ، فالمسيء صلاته لما أتى الرسول ولَقِيَه سلَّم عليه ، هو ما سلَّم حين دخل المسجد ، ولا هذا معروف في السنة إطلاقًا .

السائل : بَقِيَت نقطة ثانية .

الشيخ : نعم .

السائل : ... هل ترون في نصوص تبيِّن أنه سُلِّم على الرسول في مسجد المدينة ... مسجد قباء الذي - مثلًا - ... ؟

الشيخ : لا ، ما فيه نصوص ، لكن هذا يعني نفتكر لا يمكن طرد مثل هذا ؛ لأنُّو سنجد حوادث تدل على التريُّث في مكان الحادثة ، ولم يقع ذلك في حادثة أخرى قد يختلف فيها الوضع بعض الاختلاف ، لكن ما دام ليس هناك مانع أوَّلًا من اختلاف الصورتين إحداهما عن الأخرى خلافًا شكليًّا ، وما دام أن المشروع هناك في الحادثة الأولى - مثلًا - هي داخلة تحت القاعدة الشرعية - مثلًا - التي هي هنا فيما يتعلَّق بالسلام قولُه - عليه الصلاة والسلام - في غير ما حديث صحيح : أفشوا السلام ، فما دام أنَّ أفشوا السلام بينكم شَمَلَ المصلي في حادثة مسجد قباء ... التالي فيما عزوته لمسلم والإمام أحمد ، فلماذا لا يشمل المصلي في مسجد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؟ والمبدأ ماشي ، أفشوا السلام بينكم ، فإفشاء السلام يعني كما تعلم حتى لو فصل بينهم حجر وشجر ، فدخلنا المسجد ؛ لماذا لا نسلِّم للِّقاء لا للمسجد ؟ وهذه النقطة لا بد من توضيحها .

السائل : ... كلُّ مَن يدخل ويرى لزامًا عليه أن يسلِّم على الناس الموجودين في المسجد ، والناس تعرف يتأخَّرون ، واحد خلف واحد ، ويسلِّم هذا والناس راكعين ، وهدول الناس جالسين ... جميعًا بالرَّدِّ عليه يمكن ... بصراحة ، مو مجرَّد انشغال بشيء - مثلًا - عرضي قد يحدث أحيانًا كمثلًا ارتحال الحسن والحسين الرسول ، أو ... - مثلًا - أمامة ، وإنما سيبقى ... .

الشيخ : هو إذا نحن طبَّقنا السنة أوَّلًا مع أهل السنة كما قلنا قبل ما تجوا بالنسبة للقيام للداخل ، فأنا قلت كلمة طويلة خلاصتها أنَّ هذا القيام كان يكرهه - عليه الصلاة والسلام - ، وكان أصحابه لا يكرمونه بذلك ؛ لأنه ليس وسيلة إكرام في السنة ، فنحن على الأقلِّ نفعل هذا الشيء بعضنا مع بعض ، وإذا استطعنا هيك نوسِّع الدائرة شوية يكون خير ، لكن مع الناس الذين لا يعرفون هذه السنة أو لا يتعرَّفون عليها لو عرفوها ، فحينئذٍ نقوم ولسان حالنا على الأقل يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا قلته آنفًا مع بسط وتفصيل يعني .
فالآن بالنسبة للسلام إذا دخلنا مسجد لأهل السنة ، وهم قد تفقَّهوا بأنُّو السلام على المصلي سنة ؛ هَيْ وحدة ، ثانيًا ما نرفع صوتنا كما لو كنَّا في العراء أو في الصحراء أو في الدار أو في أيِّ مكان ، وإنما بقدر ما نحقِّق هذه الشعيرة الإسلامية : أفشوا السلام بينكم ، فأنا إذا وقفت بجانب أبو خالد - مثلًا - وهو آخر رجل في الصف ، فقلت : السلام عليكم ؛ ح يسمعني هو والثاني والثالث وانتهى الأمر . أقول هذا إذا كنا في مسجد لأهل السنة ، أو في مكان فيه أهل السنة وهم يصلُّون ؛ ما فيه أي مانع من هذا ، أما لو نكون بقى في مسجد له صبغة ثانية ؛ فهنا بقى يأتي مجال الحكمة في الدعوة ، الحكمة في الدعوة ما تحمِلُنا على أن نغيِّرَ رأينا وعقيدتنا في المسألة ، نبقى نحن محتفظين في المسألة ولو أنَّنا لم نتمكَّن من تطبيقها لظروف وعوارض تعرض للإنسان ، فأنا - مثلًا - شخصيًّا ما أبرِّئ نفسي ، فقد أقوم لبعض الناس ، لكن هذا لا يُنسيني أنُّو خلاف السنة ، فحيث استطعت تطبيقها طبَّقتُها ، وحيث وجدْتُ لي عذرًا تركتُها ، وليكن السلام من هذا القبيل يعني .

السائل : ... القاعدة الأصولية .

الشيخ : ... إيش ؟

السائل : القاعدة الأصولية أنُّو ما يتعارض قول الرسول مع فعله يُقدَّم قوله ؛ فهل هذه القاعدة لها ضوابط أم تُؤخذ على إطلاق ذلك ؟

الشيخ : دائمًا تُؤخذ على إطلاقها حينما يكون هناك تعارض إلا في صور طبعًا لا بد لها مُستثنيات ، مثلًا لو ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ ذلك الأمر المخالف لقوله أمام الناس ، ومن تمام الثابت أنه فَعَلَه بعد قوله ، فيكون - والحالة هذه - القاعدة لا تُطبَّق ، وإنما يُفسَّر النَّصُّ القولي على ضوء التطبيق الفعلي ، هذا إذا كان الفعل بعد القول ، زائد الفعل بعد القول مع وجود الناس ؛ واضح هذا ؟ هذا قيد للقاعدة ، وهذا نادر بلا شك ، قلَّما يأتي مثل هذه الصورة ؛ يعني - مثلًا - هناك حديث صحيح أنه رُئِيَ - عليه الصلاة والسلام - وهو يقضي حاجته مستدبر القبلة ، فذهب بعض العلماء إلى جواز استدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البنيان ؛ لأن الرسول - عليه السلام - فَعَلَ ذلك ، لكن هذا كما ترى المفروض أنُّو هو يقضي حاجته وما أحد يشوفه ، ففلت بصر أحدهم ورآه ، فمثل هذه الحالة لا يجوز أبدًا ، نأتي إلى قوله - عليه السلام - كقاعدة عامة : إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط نجي نقول : إلا في البنيان ؛ لأنُّو ما نعرف هذه الحادثة أوَّلًا وقعت قبل الحديث أو بعده ، وثانيًا هذه الحادثة وقعت ما أحد شايفه ، صدفة هذا الرجل شافه ، وهو اللي شافه فعلًا هو عبد الله بن عمر ، وذكر أنه صعد على سطح بيت حفصة اللي هي زوجة الرسول - عليه السلام - لأمرٍ ما ، فشَرَدَ بصره وراح شاف ؛ هذا لا يُتصوَّر أن الرسول جالس في هالوضعية منشان الناس يشوفوه ومنشان يأخذوا منه حكم شرعي ، وأنه يجوز استقبال أو استدبار القبلة في أثناء قضاء الحاجة .
فلذلك هذه القاعدة في المئة تسعة وتسعين مطَّردة ، في ظرف خاص كما وصفنا آنفًا يمكن أن يُشرح الموضوع شرح ثاني ، كأن يُقال - مثلًا - إذا كان نهى عن شيء وفعله بعد ذلك على مشهد من الناس ، ولعلكم شعرتم ماذا أقصد بمشهد من الناس ؛ لأن الناس لما يشوفون الرسول - عليه السلام - يفعل هذا الفعل يفهمون جوازه بلا شك ، وبخلاف لو أنه فَعَلَه في فراغه في خلوته ، فحينئذٍ يُقال : هذا الفعل إذا كان يعارض نهيًا يُحمل النهي على التَّنزيه ، يخالف أمرًا يُحمل الأمر على الاستحباب وليس على الوجوب ، فمثل هذه الأشياء ينبغي ملاحظتها ، أما القاعدة فهو القول مقدَّم على الفعل .

السائل : ... .

الشيخ : لا يكفي ... .

Webiste