هل يشرع لمن دخل المسجد والناس يصلون أن يسلِّم عليهم ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يسأل سائل فيقول : إذا دخل المسلم المسجد وهم يصلُّون ؛ فهل يسلِّم عليهم ؟ إذا كان مَن في المسجد يصلُّون ؟
الشيخ : نعم .
السائل : هل يُسنُّ له - هنا - أو يستحبُّ له السلام ؟
الشيخ : لقد جاء في غير ما حديث أن الصحابة كانوا إذا دخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - سلَّموا عليه ، وأكتفي الآن بذكر حديث واحد اختصارًا ؛ ألا وهو حديث عبد الله بن عمر الخطاب - رضي الله عنه - قال : زار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مسجد قباء ، فبلغ خبره الأنصار ، فجاؤوا إليه وهو يصلي ، فكانوا كلما دخل طائفة منهم قالوا : السلام عليك يا رسول الله ، وهو يصلي ، فكان - عليه الصلاة والسلام - يردُّ السلام عليهم إشارة بيده . وقال أحد رواة الحديث وهو واسمه جعفر بن عون قال : ورفع يده ، جعل بطنَها إلى الأرض وظهرَها إلى السماء ، كلما سلَّم عليه بعض الأنصار ، السلام عليك يا رسول الله يفعل الرسول - عليه السلام - هكذا ، السلام عليك يا رسول الله يفعل الرسول - عليه السلام - هكذا ، فإذا دخل الرجل المسجد والناس في الصلاة ؛ فالسُّنَّة إفشاء السلام خلاف ما يظنُّ كثير من الناس ، إفشاء السلام معناه ليس مجرَّد إلقاء السلام ، وإنما معنى إفشاء السلام تكثير إلقاء السلام ، فشا الأمر إيش معناه ؟ يعني انتشر بكثرة ، فلما قال الرسول - عليه السلام - : والذي نفس محمد بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا ، أفلا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبْتم ؛ أفشوا السلام بينكم ، وكذلك قال في الحديث الآخر : السلام اسم من أسماء الله ، وضعَه في الأرض ، فأفشوه بينكم ، فإفشاء السلام معنى أوسع من إلقاء السلام ، إفشاء السلام معناه أن تستعمله بأدنى مناسبة ، مثلًا - فأنا أضطرُّ أننا أطيل الكلام شوية هنا ؛ لأني أعلم أن الناس في غفلة من هذه الأحاديث النبوية - ، مثلًا : يكون الرجل جالسًا ضيفًا في غرفة أحدهم ، فيستأذن لحاجة ما ، فيخرج ، ثم يرجع ، وكأنه لا خرج ولا دخل ؛ ليه ؟ لأنُّو كما خرج بدون سلام دخل بدون سلام ، هذا خلاف لهذا الأمر النبوي : أفشوا السلام بينكم ، بل هو خلاف حديث صريح في هذا الصَّدد ؛ ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إذا دخل أحدكم المجلس فَليُسلِّم ، وإذا خرج فَلْيسلِّم ؛ فليست الأولى بأحقَّ من الأخرى ، إذًا أنت دخولًا وخروجًا بتسلِّم ، يعني - كما يقولون عندنا في الشام - " كالمنشار عالطالع وعالنازل " يُكتب لك الثواب ؛ لأنه قول المسلم : " السلام عليكم " عشر حسنات ، كما جاء في الحديث الصحيح ، وإذا قال : " السلام عليكم ورحمة الله " عشرون حسنة ، وإذا قال : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثلاثون حسنة ، فثلاثون وثلاثون ستون بخمس دقائق ، يُسجَّل لك بسبب إيش ؟ استعمالك لهذه الكلمة ، هذا من جملة تفصيل الرسول - عليه السلام - ، تفصيل الرسول بكلامه لكلمته السابقة : أفشوا السلام بينكم .
وأخيرًا : أذكر لكم ما هو أدهش من ذلك ، يكون الرجلان يمشيان في الطريق ، فيفصل بينهما حجر أو شجر ، فكان السلف الصحابة إذا فصل بينهم حجر أو شجر يبادر أحدهم الآخر السلام عليكم ، نحن نفعل هذا اليوم ؛ فيستغرب الناس على من تُسلِّم ؟ كنا ماشيين مع بعض ، على من تسلِّم ؟ أقول له أسلِّم عليك ، إيش صار ؟ أقول تفرق بيننا حجر أو شجر ، هذا من جملة تحقيق لقوله - عليه السلام - : أفشوا السلام بينكم .
أخيرًا : من جملة إفشاء السلام تدخل على رجل في بيته ، في مسجده وهو يصلي ، تقول : السلام عليكم ، هذا إفشاء السلام ، لكن المصلي باعتباره مشغول بصلاته ذكرًا وتلاوةً ؛ فهو لا يسعه أن يردَّ عليك السلام لفظًا ، وإنما إشارة بيده ، وتارة إشارة برأسه ، ولكلٍّ محله ، وهذا على كل حال له بحث آخر ، وفي ما ذكرنا كفاية - إن شاء الله - .
السائل : إذا كان في الركوع ؟
الشيخ : نعم .
السائل : هل يُسنُّ له - هنا - أو يستحبُّ له السلام ؟
الشيخ : لقد جاء في غير ما حديث أن الصحابة كانوا إذا دخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - سلَّموا عليه ، وأكتفي الآن بذكر حديث واحد اختصارًا ؛ ألا وهو حديث عبد الله بن عمر الخطاب - رضي الله عنه - قال : زار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مسجد قباء ، فبلغ خبره الأنصار ، فجاؤوا إليه وهو يصلي ، فكانوا كلما دخل طائفة منهم قالوا : السلام عليك يا رسول الله ، وهو يصلي ، فكان - عليه الصلاة والسلام - يردُّ السلام عليهم إشارة بيده . وقال أحد رواة الحديث وهو واسمه جعفر بن عون قال : ورفع يده ، جعل بطنَها إلى الأرض وظهرَها إلى السماء ، كلما سلَّم عليه بعض الأنصار ، السلام عليك يا رسول الله يفعل الرسول - عليه السلام - هكذا ، السلام عليك يا رسول الله يفعل الرسول - عليه السلام - هكذا ، فإذا دخل الرجل المسجد والناس في الصلاة ؛ فالسُّنَّة إفشاء السلام خلاف ما يظنُّ كثير من الناس ، إفشاء السلام معناه ليس مجرَّد إلقاء السلام ، وإنما معنى إفشاء السلام تكثير إلقاء السلام ، فشا الأمر إيش معناه ؟ يعني انتشر بكثرة ، فلما قال الرسول - عليه السلام - : والذي نفس محمد بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا ، أفلا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبْتم ؛ أفشوا السلام بينكم ، وكذلك قال في الحديث الآخر : السلام اسم من أسماء الله ، وضعَه في الأرض ، فأفشوه بينكم ، فإفشاء السلام معنى أوسع من إلقاء السلام ، إفشاء السلام معناه أن تستعمله بأدنى مناسبة ، مثلًا - فأنا أضطرُّ أننا أطيل الكلام شوية هنا ؛ لأني أعلم أن الناس في غفلة من هذه الأحاديث النبوية - ، مثلًا : يكون الرجل جالسًا ضيفًا في غرفة أحدهم ، فيستأذن لحاجة ما ، فيخرج ، ثم يرجع ، وكأنه لا خرج ولا دخل ؛ ليه ؟ لأنُّو كما خرج بدون سلام دخل بدون سلام ، هذا خلاف لهذا الأمر النبوي : أفشوا السلام بينكم ، بل هو خلاف حديث صريح في هذا الصَّدد ؛ ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إذا دخل أحدكم المجلس فَليُسلِّم ، وإذا خرج فَلْيسلِّم ؛ فليست الأولى بأحقَّ من الأخرى ، إذًا أنت دخولًا وخروجًا بتسلِّم ، يعني - كما يقولون عندنا في الشام - " كالمنشار عالطالع وعالنازل " يُكتب لك الثواب ؛ لأنه قول المسلم : " السلام عليكم " عشر حسنات ، كما جاء في الحديث الصحيح ، وإذا قال : " السلام عليكم ورحمة الله " عشرون حسنة ، وإذا قال : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثلاثون حسنة ، فثلاثون وثلاثون ستون بخمس دقائق ، يُسجَّل لك بسبب إيش ؟ استعمالك لهذه الكلمة ، هذا من جملة تفصيل الرسول - عليه السلام - ، تفصيل الرسول بكلامه لكلمته السابقة : أفشوا السلام بينكم .
وأخيرًا : أذكر لكم ما هو أدهش من ذلك ، يكون الرجلان يمشيان في الطريق ، فيفصل بينهما حجر أو شجر ، فكان السلف الصحابة إذا فصل بينهم حجر أو شجر يبادر أحدهم الآخر السلام عليكم ، نحن نفعل هذا اليوم ؛ فيستغرب الناس على من تُسلِّم ؟ كنا ماشيين مع بعض ، على من تسلِّم ؟ أقول له أسلِّم عليك ، إيش صار ؟ أقول تفرق بيننا حجر أو شجر ، هذا من جملة تحقيق لقوله - عليه السلام - : أفشوا السلام بينكم .
أخيرًا : من جملة إفشاء السلام تدخل على رجل في بيته ، في مسجده وهو يصلي ، تقول : السلام عليكم ، هذا إفشاء السلام ، لكن المصلي باعتباره مشغول بصلاته ذكرًا وتلاوةً ؛ فهو لا يسعه أن يردَّ عليك السلام لفظًا ، وإنما إشارة بيده ، وتارة إشارة برأسه ، ولكلٍّ محله ، وهذا على كل حال له بحث آخر ، وفي ما ذكرنا كفاية - إن شاء الله - .
السائل : إذا كان في الركوع ؟
الفتاوى المشابهة
- زيارة المسجد النبوي والسلام على الرسول ص... - اللجنة الدائمة
- كلام عن السلام وافشائه - الالباني
- مَن دخل المسجد هل يسلِّم أوَّلًا أم يصلي تحية... - الالباني
- من دخل المسجد هل يسلم أولا أم يصلي تحية المسجد ؟ - الالباني
- متى يشرع السلام ومتى لا يشرع.؟ - الالباني
- حكم السلام عند دخول المسجد والناس يصلون - ابن عثيمين
- إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أو بتحية... - الالباني
- إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أم بتحية... - الالباني
- السلام في المسجد - اللجنة الدائمة
- هل يسلم من دخل المسجد على من يصلون؟ - ابن باز
- هل يشرع لمن دخل المسجد والناس يصلون أن يسلِّم... - الالباني