تفسير قوله تعالى: (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)]
ثم تحداهم، فقال: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [الطور:٣٤] أي: إذا كنت أنت تقولته فأنت مثلهم، بشر تتكلم كما يتكلمون، وتخطب كما يخطبون، وتقول كما يقولون، فإذا كنت متقولاً له وهو من عندك فليأتوا بحديث مثله؛ لأن البشر يمكن أن يأتوا بكلامٍ يشبه كلام البشر الآخر، فإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم تقوله فهاتوا مثله، (فليأتوا) واللام هنا للأمر، والمقصود به التحدي والتعجيز، بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ وهذا غاية التحدي، عجزوا وما استطاعوا أن يأتوا بحديثٍ مثله مع أنهم أمراء البلاغة وسلاطين الفصاحة لكنهم عجزوا، فماذا يدل عجزهم عليه؟ يدل على أن القرآن ليس من كلام البشر بل هو من كلام الله عز وجل، ولهذا قال: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ومع قوة المعارضة وقوة البلاغة والفصاحة عجزوا أن يأتوا بحديثٍ مثله، وما استطاعوا، فدل ذلك على أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتقوله، ولم يستطع أن يأتي بمثله.
وفي قوله: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ كلمة: (حديث) نكرة، والنكرة تدل على الإطلاق، لكن جاء في آية أخرى أن الله قال: قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ [يونس:٣٨] ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ [هود:١٣] وجاء في آية أخرى الإخبار بأنه لن يستطيع أحدٌ أن يعارض القرآن، فقال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ [الإسراء:٨٨] حتى ولو تعاونوا؟! ولهذا قال: وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:٨٨] تبين الآن بطلان قولهم: إنه تقوله؛ لأن الله تحداهم أن يأتوا بمثله ولكنهم عجزوا، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [الطور:٣٤] أي: إن كانوا صادقين في دعواهم أنك تقولته فليأتوا بحديثٍ مثله.
ثم تحداهم، فقال: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [الطور:٣٤] أي: إذا كنت أنت تقولته فأنت مثلهم، بشر تتكلم كما يتكلمون، وتخطب كما يخطبون، وتقول كما يقولون، فإذا كنت متقولاً له وهو من عندك فليأتوا بحديث مثله؛ لأن البشر يمكن أن يأتوا بكلامٍ يشبه كلام البشر الآخر، فإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم تقوله فهاتوا مثله، (فليأتوا) واللام هنا للأمر، والمقصود به التحدي والتعجيز، بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ وهذا غاية التحدي، عجزوا وما استطاعوا أن يأتوا بحديثٍ مثله مع أنهم أمراء البلاغة وسلاطين الفصاحة لكنهم عجزوا، فماذا يدل عجزهم عليه؟ يدل على أن القرآن ليس من كلام البشر بل هو من كلام الله عز وجل، ولهذا قال: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ومع قوة المعارضة وقوة البلاغة والفصاحة عجزوا أن يأتوا بحديثٍ مثله، وما استطاعوا، فدل ذلك على أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتقوله، ولم يستطع أن يأتي بمثله.
وفي قوله: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ كلمة: (حديث) نكرة، والنكرة تدل على الإطلاق، لكن جاء في آية أخرى أن الله قال: قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ [يونس:٣٨] ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ [هود:١٣] وجاء في آية أخرى الإخبار بأنه لن يستطيع أحدٌ أن يعارض القرآن، فقال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ [الإسراء:٨٨] حتى ولو تعاونوا؟! ولهذا قال: وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:٨٨] تبين الآن بطلان قولهم: إنه تقوله؛ لأن الله تحداهم أن يأتوا بمثله ولكنهم عجزوا، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [الطور:٣٤] أي: إن كانوا صادقين في دعواهم أنك تقولته فليأتوا بحديثٍ مثله.
الفتاوى المشابهة
- تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ليسأل الصادق... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وإن كنتم في ريبٍ مما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ويقولون متى هذا ال... - ابن عثيمين
- ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أوتيت ا... - الالباني
- تتمة تفسير الآية : (( ... والصادقين )) وبيان... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد الآية (( وإن كنتم في ريبٍ مما نزل... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( والصادقين والصادقا... - ابن عثيمين
- معنى قوله "أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فليأتوا بحديث مثله إن كان... - ابن عثيمين