تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن... - ابن عثيمينولهذا عقبه بقوله :  لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ  يقول ثم أخذ الميثاق ليسأل الصادقين عن صدقهم قوله :  لِيَسْأَلَ  اللام للتعليل من حيث المعن...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن صدقهم ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ولهذا عقبه بقوله : لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ يقول ثم أخذ الميثاق ليسأل الصادقين عن صدقهم قوله : لِيَسْأَلَ اللام للتعليل من حيث المعنى وهي من حيث الإعراب حرف جر والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام الجر وقوله : لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ السائل هو الله والضمير هنا ضمير غيبة وإذ أخذنا ضمير متكلم حتى يكون فيه التفات من التكلم إلى الغيبة والالتفات أسلوب من أساليب اللغة البلاغية ويختلف قد يكون من غيبة إلى حضور ومن حضور إلى غيبة فقوله تعالى : وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا [المائدة :12] هذا التفات من أين ؟ من الغيبة إلى الحضور وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ ...وبعثنا منهم وهنا وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ ثم قال : ليسأل ولم يقل لنسأل فهو التفات ما فائدة الالتفات ؟ فائدة الالتفات العامة في كل موضع هو التنبيه تنبيه من ؟ تنبيه القارئ والمخاطب وجه ذلك أن الكلام إذا كان على أسلوب واحد فإن الإنسان يسير معه من غير أن يكون هناك شيء ٌيوجب انتباهه فإذا تغير الأسلوب حصل حينئذ توقف كيف ؟ انتقل من هذا إلى هذا فيكون في هذا تنبيه للقارئ وللمخاطب واضح هذه فائدة عامة في كل التفات ثم هناك فوائد خاصة تكون بحسب السياق والقرينة انظر إلى قوله تعالى : عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى [عبس1 :2 :3]ما قال وما يدريه موافقة لعبس ولا قال عبست موافقة ليدريك لماذا ؟ عللوا ذلك بأن الله عز وجل كره أن يخاطب نبيه بوصف يقتضي الذم وهو العبوس والتولي فقال : عبس كأنه يتحدث عن غير الرسول عليه الصلاة والسلام وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى ثم قال : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى خاطبه بذلك ليتبين أن الرسول عليه الصلاة والسلام ليس عنده علم من الغيب وهذا ليس فيه قدح في الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يكون عالماً للغيب لأن هذا هو شأن جميع البشر والحاصل أن الالتفات الفائدة العامة منه هو التنبيه ثم يكون في كل موضع فائدة خاصة في ذلك الموضع هنا فائدته والله أعلم أنه لما قال : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وكان ميثاق الأنبياء دائراً بين أمر يقومون به وأمر يواجهون به من البشر وكلا الأمرين يكون صدقاً ويكون غير صدق لكن غير الصدق في جانب الأنبياء مستحيل لكن غير الصدق في جانب المدعوين، ممكن، والا لا ؟ قال : ليسأل كراهية أن ينسب السؤال لنفسه عز وجل مع أنه يدخل في علمه من ؟ الأنبياء لأن التحدث بضمير الحضور لنسأل أقوى في النفس من أن يكون التحدث بضمير الغيبة يقول الله عز وجل : لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ قال المؤلف " الله " تفسير للضمير المستتر لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ قال المؤلف "في تبليغ الرسالة " وهذا بناء على ما يراه في تفسير الآية أن السؤال للأنبياء فقط والصواب أن السؤال لهم ولمن دعوا قال الله تعالى : فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف :6]فكل منهما يسأل فالصواب أنه لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ في تبليغ الرسالة بالنسبة للأنبياء وفي قبول ذلك بالنسبة للمدعوين قال تبكيتاً للكافرين بهم تبكيتاً هذا تعليل لسؤال الأنبياء يعني يقول المؤلف إن الله عز وجل يسأل الأنبياء لا لأنه يمكن ألا يقوموا بالواجب ولكن تبكيتاً للكافرين بهم يعني تقريعاً ولوماً للكافرين بهم فإنه إذا سأل الرسل هل بلغتم الرسالة أمام المدعوين سيقولون نعم ، فيكون في هذا تبكيتٌ لهؤلاء الكافرين وسؤال الغير لتبكيت غيره جاء به القرآن كما في قوله تعالى : وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير8 :9] الْمَوْءُودَةُ هي الطفلة أو بعبارة أعم هي الأنثى التي توأد وكان من طريق بعض الكفار أنهم يئدون البنات يدفنونهن وهن حيات لماذا ؟ خوفاً من العار أن يعير يقال هذا رجل ما عنده إلا بنت أو هذا الرجل جاءه بنت ولهذا وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ يستتر يخاف أن يعير يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أعوذ بالله ثم يقول في نفسه أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ما يمكن أن يمسكه على عز وكرامة أبداً طيب إذاً على رأي المؤلف يكون المراد بسؤال النبيين عن تبليغ الرسالة إيش ؟ تبكيت هؤلاء الكافرين بهم وتقريعهم

Webiste