تتمة تفسير الآية : (( ... والصادقين )) وبيان فضله.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الصابرين والصادقين الصدق هو المطابق للواقع المطابقة للواقع تسمى صدقا، فالصادق هو الذي يكون خبره مطابقا للواقع، والكاذب ؟ خلاف ذلك، الصدق يكون بالقول، ويكون بالفعل، ويكون مع الله، ويكون مع عباد الله، كم الأقسام؟ أربعة: يكون بالقول، ويكون بالفعل، ويكون مع الله، ويكون مع عباد الله، أما الصدق بالقول فهو مطابقة القول للواقع، فإذا قال لك جاء زيد وكان قد جاء فهو مطابق للواقع فيكون صدقا، والصدق من صفات المؤمنين والكذب من صفات المنافقين، وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على الصدق وقال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا والصديقية ليست مرتبة دنية بل هي التي تلي مرتبة النبيين ولهذا كانت الصديقية في المرتبة الثانية من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، طيب هذا صدق القول، صدق الفعل: أن يكون مطابقا للقلب هذا صدق الفعل أن يكون مطابقا للقلب، فرجل يظهر لك المودة وقلبه يبغضك هذا صادق؟ لا، رجل يظهر أنه مؤمن ويصلي ويتصدق ويحضر مجالس العلم لكن قلبه منطو على الكفر ـ والعياذ بالله ـ هذا صادق ؟ لا هذا كاذب كذبا فعليا، أظهر خلاف ما يبطن، المثالان الآن واحد مع العباد وواحد مع الله، فالمنافق كاذب مع الله والذي يظهرك التودد وهو يكرهك هذا كاذب مع الناس لم يصدق معك، طيب إذا الصادقون في قوله:ط الصادقين يشمل هذا وهذا الصدق في القول مع الله ومع عباد الله وقد أمر الله عزوجل بالصدق في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين والنبي صلى الله عليه وسلم حث عليه حثا عظيما يطلق عليه علماء النحو أيش؟ الإغراء وهو الطلب بحث وإزعاج قال: عليكم بالصدق، وعاقبة الصادقين لا تخفى عليكم ولو لم يكن منها إلا ذلك المثال الفذ فيما نعلم الذي جرى من كعب بن مالك رضي الله عنه وهلال بن أمية ومرارة بن ربيع حيث تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة راجعا جاء المنافقون السطحيون يعتذرون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيعذرهم لأنه صلوات الله وسلامه عليه لا يعلم الغيب ولا يأخذ الناس إلا بالظاهر يعذرهم ويستغفر لهم ويولوهم ويظنون أنهم كسبوا يظنون أنهم هم الأذكياء الذين جمعهم بين تهدئة النبي عليه الصلاة والسلام وتهدية الكفار فصاروا إخوانا للمسلمين في الظاهر وإخوانا للكافرين في الباطن إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم ما قالوا: إنا كفرنا قالوا: إنا معكم يعني كفرهم زيادة يعني إنهم يكفرون ويعينون الكفار، طيب أم كعب بن مالك رضي الله عنه كان قد أوتي جدلا وخصوما وجيدا في ذلك لكنه أمام من ؟ ليس أمام بشر يستطيع أن ستخلص منه بحيلة، لكنه بين يدي علام الغيوب عزوجل الذي لو كذبه اليوم لفضحه غدا كما وقع في المنافقين قال الله عز وجل: سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون أتريدون أشد من هذا الذم وأشد من هذا العقاب؟ إنهم رجس هذا الذم والتقبيح، العقاب : ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون لكنه رضي الله عنه قال لن أتخلص بحيلة اليوم وبعذر فيفضحني الله عزوجل غدا وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بالحق بالصدق فجاء التوبيخ من الله عزوجل امتحان هؤلاء الثالثة هجرهم النبي عليه الصلاة والسلام وأمر بهجرهم وبعد أن مضى أربعين ليلة أو أربعون ليلة أمرهم أن يعتزلوا النساء حتى قال كعب رضي الله عنه لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر باعتزال أهله قال: أأطلقها؟ قال: لا لكن اعتزلها، فهل قال: والله هذه زوجتي من أنام عنده الليلة؟ أو قال: الحقي بأهلك ؟ الحقي بأهلك، قال: سمعا وطاعة، فصبروا هذا الصبر العظيم أولا على الصدق وثانيا على هذا الهجر الذي يقول كعب رضي الله عنه: كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا؟ الله أكبر ـ النبي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا وأعظم الناس بشاشا وأحسن الناس ردا يسلم عليه كعب ولا يدري هل رد السلام أم لا، ويسلم على أبي قتادة ابن عمه وهو أحب الناس إليه يسلم عليه ولا يرد عليه أبو قتادة مع أنك لو جئت اليوم في العصبية هل يترك ابن عمه لمثل هذه الأمور؟ أبدا والعلم عند الله ما يترك، لكن أبو قتادة رضي الله عنه يسلم عليه كعب ما يرد عليه السلام يقول: فقلت له أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ فقال بعد أن سكت هنيهة قال: الله أعلم، ما أتى بالخطاب ما قال نعم ولا لا، قال: الله أعلم، والعلم عند الله أن أبا قتادة ما أراد بذلك جواب كعب إنما أراد الخبر أن الله سبحانه وتعالى أعلم من كل أحد، ولكن بعد هذا الصبر العظيم ويش النتيجة ؟ النتيجة نزول آيات تتلى في شأنهم إلى يوم القيمة لن ينسى ذكرهم أبدا، يمكن ينسى من هو أفضل منه من الصحابة ولكن هؤلاء لا ينسى ذكرهم شف الجزاء العظيم على هذا الصبر وعلى الثلاثة الذين خلفوا يعني وتاب على الثلاثة الذين خلفوا حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ثم أمر المؤمنين بمثله بأن يكونوا مثلهم فقال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين والمهم أن الصدق خلق عظيم عال رفيع لا يناله إلا من وفق حتى يكون في الدرجة الثانية ممن أنعم الله عليه لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى في وصف الذين اتقوا عند ربهم والذين لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد من أين ؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى في وصف الذين اتقوا عند ربهم والذين لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد من أين ؟
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : ثم رسله صادقون مصدوقون - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قوله تعالى : << قال رجلان من الذي... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف :وفيهم الصديقون والشهداء - ابن عثيمين
- تتمة تفسير الآية . - ابن عثيمين
- تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ليسأل الصادق... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقي... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقي... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( والصادقين والصادقا... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير الآية : (( ... والصادقين )) وبيان... - ابن عثيمين