الشيخ : فأقول : العمرة في رمضان سنة. لكن الناس يخطئون، يخطئون فيها في أشياء نذكر منها. أولا : بعضهم يأخذ عمرة لنفسه أول ما يقدم. وإذا بقي يومين أو ثلاثة خرج إلى التنعيم وأخذ عمرة ثانية لمن؟ لأمه. وإذا بقي يومين أو ثلاثة أخذ عمرة ثالثة. لمن؟ لأبيه. وإذا أخذ يومين أو ثلاثة أخذ عمرة رابعة. لمن؟ لجدته. وهلم جرا. وربما أخذ بعضهم عمرتين في اليوم. وتجد رأسه أصلع قد حلقه في أول مرة ثم يعتمر. وإيش يبقى للعمرة الثانية؟ نعم؟ لا شيء، إلا شيئا واحدا منكرا. رأيت رجلا يسعى بين الصفا والمروة وقد حلق نصف رأسه تماما حلق النصف أبيض ما فيش شعر. والثاني فيه الشعر كثيف، فقلت له لماذا؟ قال : هذا الذي حلقته لعمرة أمس. وهذا لعمرة اليوم، نعم؟ وعلى قياس قوله لو أراد أن يعتمر أربع مرات أه؟ حلق الربع. نعم؟ والثاني الربع الثاني، والثالث الربع الثالث، والرابع الرأس كله. كل هذا من الغلط. وسببه حب الناس للخير لكن جهلهم بالشريعة. ومعلوم يا إخواني أن العبادة لابد لها من شرطين أساسيين هما : الإخلاص والمتابعة. هل هم أحرص على الخير من الصحابة؟ لا والله ما هم أحرص. ليسوا بأحرص. وليسوا أعلم بشريعة الله من الصحابة. فليأتوا بحديث واحد على أن الصحابة كرروا العمرة في رمضان ولا في غير رمضان أيضا. إذا أتوا بحثنا. أما والمسألة ما فيها أي حرف لا صحيح ولا ضعيف يدل على أن الصحابة يكررون العمرة في رمضان أو غيره إذا أحل الإنسان من عمرته هذه خرج إلى التنعيم وجاء بعمرة أخرى. حتى قال عطاء رحمه الله -وهو فقيه أهل مكة - قال : " لا أدري هؤلاء الذين يذهبون إلى التنعيم فيأتون بعمرة لا أدري أيأثمون أم يؤجرون ". يقول : ما أدري هم يأثمون أم يؤجرون، يعني كأن ما لهم أجر إلا التعب والعياذ بالله ، لأنهم على غير شريعة، هذه واحدة.