تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة أنا شاب لا يساويني أبي بإخواني وجعلني م... - ابن عثيمينالسائل : يقول : فضيلة الشيخ أنا شاب لا يساويني أبي بإخواني وجعلني منبوذاً من بينهم دون سبب يذكر، فما نصيحتك لي يا فضيلة الشيخ مع العلم أني أدعو له في كل...
العالم
طريقة البحث
تتمة أنا شاب لا يساويني أبي بإخواني وجعلني منبوذاً من بينهم دون سبب يذكر، فما نصيحتك لي يا فضيلة الشيخ مع العلم أني أدعو له في كل يوم.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول : فضيلة الشيخ أنا شاب لا يساويني أبي بإخواني وجعلني منبوذاً من بينهم دون سبب يذكر، فما نصيحتك لي يا فضيلة الشيخ مع العلم أني أدعو له في كل يوم ؟

الشيخ : أما نصيحتي لك فالصبر، اصبر فإن العاقبة للمتقين، عليك بالصبر والتحمل، لكن لا مانع من أن توعز إلى أحد من أصحاب أبيك الذين تثق بهم أن ينصح أباك، أو أن تأتي إليه بشريط تسمعه، أو برسائل صغيرة تسمعه أنه يجب عليه أن يعدل بين أولاده، ولقد أهدى بشير بن سعد الأنصاري إلى ابنه النعمان بن بشير، أهدى إليه هدية، فجاء إلى أم النعمان بن بشير وأخبرها، فقالت له : أشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره، قال : هل لك بنون ؟ قال : نعم. قال : أعطيتهم مثل ما أعطيت النعمان ؟ قال : لا. قال: أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور فتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : إني لا أشهد على جور فدل ذلك على أن عدم العدل بين الأولاد من الجور، حتى كان السلف رحمهم الله يعدلون بين أولادهم في القبل، يعني : إذا قبل واحداً قبل الثاني، وإذا ضحك في وجه واحد ضحك في وجه الثاني، والله تبارك وتعالى يحب المقسطين أي العادلين، وقال النبي عليه الصلاة والسلام : المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، وهم الذين يعدلون في أهليهم وما ولوا ، وبهذه المناسبة أنبه على مسألتين مهمتين : المسألة الأولى : أن الإنسان يكون عنده أولاد كبار وصغار، الكبار يحتاجون إلى سيارة للدراسة أو للعمل أو ما أشبه ذلك لأنهم ما يستطيعون ثمنها، فيشتري لهم سيارة ولا يعطي الآخرين الصغار، وهذا لا يجوز، لأن هذا جور، فإذا قال الأب : ابني الكبير يحتاج إلى سيارة ولا يقدر على ثمنها، نقول : الحمد لله، اشتر السيارة باسمك أنت وقيدها باسمك، وأعطها إياه على سبيل العارية، نحن لا نقول : لا تساعده، ساعده، لكن السيارة باسمك وأعطها إياه على سبيل إيش ؟ العارية، تقضي حاجته ولا تجور على إخوانه، وكثير من الناس لا يفقه هذا الشيء كثير من الناس لا يفقه هذا الشيء وتجده يشتري السيارة لهذا الكبير ولا يعطي الصغار، المسألة الثانية : بعض الأولاد كبار يحتاجون إلى تزويج فيزوجهم، والآخرون صغار لا يحتاجون إلى التزويج، فهل يجب عليه أن يعطي الصغار مثل ما أعطى هؤلاء لمهر النكاح ؟ لا. ما يجب، بل ولا يجوز، لأن الصغار لا يحتاجون إلى المهر، يعني : إلى الصداق، لكن هل يجب عليه أن يوصي لهم ويقول : إذا مت فأعطوا ابني الفلاني والفلاني والفلاني مثلما أعطيت الابن الذي تزوج ؟ أقول : هل يجب أن يوصي بذلك أو لا ؟ لا يجوز، لا يجب ولا يجوز يا سعيد، لا يجوز أن يوصي لهم، ليش ما يجوز ؟ لأن التزويج مثل النفقة، كل يعطى ما يحتاج، هؤلاء صغار مات وهم صغار لم يبلغوا أن يتزوجوا فلا يجوز أن يوصي لهم، لا يجب ولا يجوز، أرأيت الآن إنسان عنده بنت وعنده ابن، البنت تحتاج إلى حلي : تحتاج إلى خروص في الأذن، وإلى خواتم في اليد، وإلى قلادة في العنق، وإلى ذهب فوق الرأس، والابن يحتاج إلى غترة وطاقية، كم قيمة الغترة والطاقية ؟ كم ؟
الطالب : ...

الشيخ : لا مائة وخمسون كثيره يا شيخ الطاقية بخمسة ريالات والغتره بعشرين ريال والجميع خمسة وعشرون، وتلك بكم اشترى لها الذهب ؟ يمكن بخمسة آلاف أو ستة آلاف، هذا ليس بجور لأنه اشترى للبنت ما تحتاج واشترى للولد ما يحتاج، والنفقة ليست بالقدر بالكمية ولكن بالحاجة، طيب إنسان منهم مرض وأنفق على علاجه نفقات كثيرة، هل يعطي الآخرين الأصحاء مثلها ؟ لا، لأن هذه حاجة، إنسان طالب علم يحتاج إلى كتب يعني قصدي إنسان من الأولاد طالب علم يحتاج إلى كتب والآخرون لا يحتاجون إلى الكتب، اشترى لهذا كتباً يحتاجها هل يلزم أن يعطي الآخرين ؟ لا، إذاً العدل: أن يعطي كل إنسان ما يحتاج نعم .

Webiste