الشيخ : الجواب ليس هناك حرج في إزالة هذا الأصبع الزائد لأنه من باب إزالة العيوب ، وما كان من باب إزالة العيوب فإنه لا بأس به ، ولهذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قطع أنفه أن يتخذ أنفاً من ورق أي من فضة فلما أنتن جعله من ذهب ، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك .
وهنا يجب أن تعرف الفرق بين العملية التي قصد بها إزالة العيب وبين العملية التي يقصد بها زيادة الجمال ، ولهذا نقول إن العملية التي يقصد بها إزالة العيب لا بأس بها لأن المقصود بها التخلي مما يشوه كما دل على ذلك الأثر السابق .
وأما العملية التي يقصد بها زيادة التجميل فإنها محرمة ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النمص بل لعن فاعله وعن الوشم وعن الوشر وهو برد الأسنان للتحسين ، ونهى أيضاً عن الوصل وصل الشعر لأن فيه زيادة جمال للأنثى ، فكل عملية يقصد بها التجميل فهي محرمة قياساً على النمص والوشم والوشر ، وكل عملية يقصد بها زوال العيب فإنها جائزة ولا بأس بها قياساً على اتخاذ الصحابي أنفاً من ذهب وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم له .
وعلى هذا فقطع الأصبع الزائدة وقطع الثالول وما أشبهها مما يكون عيباً مشوهاً لا بأس به ، ولكن بشرط أن يستشار في ذلك الأطباء المختصون حتى لا يعرض الإنسان نفسه للخطر .