السائل : شيخنا بالنسبة للجمع في الصلاة في مركز في مؤسسة أو دائرة حكومية شو حكم الجمع بين الصلاتين؟

الشيخ : الجمع في مكانٍ ما يلحق حكم صلاة الجماعة فيه, هذا تسجيل إذا ما سجلته نبشرك الجمع في مكان ما يلحق حكم صلاة الجماعة في ذاك المكان فإن كانت الجماعة في ذاك المكان واجبة جاز الجمع وإن كانت الجماعة في ذاك المكان غير واجبة وغير الواجب إما أن يقال إنه يعني غير جائز والذين يجمعون هناك يكونون آثمين أو ما هم آثمين جمعهم جائز لكنه غير واجب, فإذًا الجمع يكون مع الجماعة الواجبة هذا كلام في ظني مفهوم لكن يحتاج إلى زيادة توضيح وبيان بمثال بسيط, الجمع في شركة من الشركات, في غرفة من الغرف التي هناك الآن أنا أطبق ذلك الكلام الذي أجملته آنفا وقلت إنه ظاهر لكن يحتاج إلى توضيح صلاة الجماعة في هذه الشركة إما أن تكون جائزة أو غير جائزة فإذا كانت غير جائزة فالجمع غير جائز واضح نأتي للتقسيم الآخر أن الصلاة في تلك الشركة جماعة جائزة فنقول إذا كانت جائزة فهل هي واجبة أم غير واجبة؟ فإذا كانت واجبة جاز الجمع وإذا كانت غير واجبة بل جائزة فالجمع غير وارد, أيضا النقطة هذه أيضا تحتاج إلى شرح فأقول متى تكون الجماعة واجبة في تلك الشركة ومتى لا تكون؟ أقول إذا لم يكن هناك مسجد قريب يسمع الأذان العادي مش بمكبر الصوت أي هو ليس بعيدا عنهم بعدا لو أذّن المؤذن على ظهر المسجد أذانا عاديا لا يسمع أذانه فإذا كان يسمع أذان مثله فصلاتهم جماعة في الشركة غير جائزة لأنهم أخلوا بالواجب إجابة نادي الله وإذا كان ليس حولهم مسجد فحينئذ تكون صلاتهم جماعة في الشركة واجبة وبالتالي يكون جمعهم جائزا إلى هنا واضح؟

السائل : نعم.

الشيخ : اسمع لأنه بقي شيء أخير وهو إذا كان الجمع في ذلك المكان يتطلب خروج الموظفين إلى الهواء, إلى الشّمس, إلى البرد, إلى الثلج إلى آخره يجمعون وإلا فلا يعني مثل بعض دوائر الدولة ينتقلون من غرفة لغرفة لغرفة ما يخرجون للهواء إطلاقا ولا يتعرضون لبرد ولا لمطر ولا لأي شيء ونفترض أن صلاتهم الجماعة من النوع الجائز لأنه ليس عندهم مسجد قريب فهؤلاء لا يجوز لهم الجمع لأن الجمع ما هو المقصود فيه؟ المقصود فيه تحصيل فريضة الجماعة بتوفير مشقة التعرض للمطر أو الثلج أو للبرد أو نحو ذلك, هؤلاء ليسوا كذلك إذا نظرت إلى هذه المجموعة من الشروط حينئذ تعرف متى يمكن الجمع في الشركة أو في الدائرة ومتى لا يمكن أظن الآن هاللي كان في بالك من السؤال طاح؟

السائل : نعم.

الشيخ : هذا عاقبة الصابرين.

السائل : خروج الموظفين قد يعرضهم إلى غرامات من الشركة نفسها أو أشياء تأديبية والمسجد قريب إذا خرجوا قد يؤذوا.

الشيخ : في سبيل الله, " إن أنت إلا أصبع دميت *** وفي سبيل الله ما لاقيت " هذه حجة يا أستاذ داحضة المفروض في كل مسلم أن يطيع الله أكثر من أن يطيع عباد الله قد يكون في شركة لا يسمح للموظّف في صلاة الجمعة هل تسقط عنه الجمعة؟ ستقول معي لا قل معي أيضا صلاة الجماعة كذلك لأن الحكم في صلاة الجمعة والجماعة من حيث النصوص الشرعية واحد, الحكم واحد وإن كان الإخلال بترك صلاة الجمعة أشد لكن الحكم واحد ما هو؟ الحكم الواحد أن الآية الكريمة إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ لكن عندنا مثله في الحديث جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " يا رسول الله إن داري شاسعة وفي طريقي الأشجار والأحجار وليس لي قائد يقودني أفتجد لي رخصة في أن أدع الصلاة مع الجماعة؟ " قال له في أول الأمر نعم ثم قال أتسمع النداء؟ قال " نعم " قال فأجب إذا كان الضرير أمره أجب, فإذًا البصير من باب أولى هذا حكم صلاة الجماعة التقى مع حكم الجمعة, في شيء آخر وهو مهم جدا جاء حديثان أحدهما من حديث عبد الله بن مسعود والآخر من حديث أبي هريرة رضي الله عنهما يعطي وعيدا واحدا أحدهما في من تخلف عن صلاة الجمعة والآخر في من تخلف عن صلاة الجماعة الوعيد واحد حديث ابن مسعود يقول لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجلا فيؤم الناس في صلاة الجمعة فأحرّق عليهم بيوتهم هذا حديث ابن مسعود صلاة الجمعة أما حديث أبي هريرة فقال لقد هممت أن آمر رجلا فيصلّي بالنّاس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أنّ في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها أي صلاة العشاء صلاة العشاء مش الجمعة حكم واحد حرق بيوت المتخلفين عن صلاة الجمعة, حرق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة ولو صلاة العشاء إذًا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

السائل : ما معنى مرماتين؟

الشيخ : المرماتين قدم الشاة فيها ظلفين اللي تحت يرمونهم عادة يعني كناية عن لو وجد مصلحة مادية حقيرة في المسجد يحضرها أي يحضر صلاة المسجد أما يكسب فضيلة السبع والعشرين درجة ما يحضرها فهو زاهد في الآخرة طمعان في الدنيا وفي الحقير منها.

السائل : جزاك الله خيرا.

الشيخ : وإياكم إن شاء الله.