معنى قوله :" هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ . من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب سليم ".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما أهل الجنة - أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم بمنه وكرمه - فإنهم يقال لهم : هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمان بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود .
ما أعظم هذه البشارة ادخلوها بسلام ، سلام يصحبكم أبد الآبدين، سلام من المرض، ومن الموت، ومن الجوع، ومن العطش، ومن الهم، ومن الغم، ومن كل المكدرات والمنغصات. ذلك يوم الخلود .
وتأمل يا أخي قول الله عز وجل : لكل أواب حفيظ ، من هو الأواب؟ الأواب هو الرجاع إلى الله عز وجل، الذي لا يبعد ولا يشطح، إن فعل معصية ذكر ربه فاستغفر لذنبه، وإن أخل بواجب ذكر ربه فقام بهذا الواجب، أواب إلى الله، رجاع إليه، حفيظ، حافظ لنفسه من كل شيء يكون به غضب الله عز وجل.
قال : من خشي الرحمن بالغيب خشيه أي: خافه عن علم، لأن الخشية ليست هي الخوف فقط، بل هي خوف ناتج عن علم، كما قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء فهو يخشى ربه لأنه يعلم كمال الله عز وجل بأسمائه وصفاته، وعنده من صفات الله العظيمة ما ليس عند غيره، فهو عارف بالله سبحانه وتعالى، خائف من عقابه، خائف من ذلك اليوم الذي تقدم الحديث عنه.
وقوله : بالغيب يحتمل أن تكون حالا من الرحمن، ويحتمل أن تكون حالا من الخاشي للرحمان، والمعنييان لا يتنافيان.
يعني يحتمل أن يكون المعنى أنه خشي ربه والله تعالى غائب عنه، لكنه تيقنه بما علمه من صفاته وآياته.
ويحتمل أنه يخشى ربه وهو غائب عن الخلق، لأنه إنما يخشى الله لا يخشى عباد الله، ففيه كمال الإخلاص لله عز وجل، وكثير من الناس لا يخشون الله بالغيب، يخشون الله بالشهادة، إذا كان عندهم أحد خافوا، أو إذا كانوا عندهم أحد أقاموا الواجب وتركوا المحرم، وإذا لم يكن عندهم أحد لم يبالوا بالمخالفة.
نسمع أن بعض الناس والعياذ بالله لا يصلي إلا إذا كان عنده أحد، إن كان عنده أحد يصلي صلى، وإن كان ليس عنده أحد يصلي فإنه لا يصلي، فهل هذا الإنسان خشي الرحمان بالغيب؟ ما الجواب؟ لا.
نسمع أن بعض الناس يترك الغيبة إذا حضر مجلسه أحد من أهل العلم أو من أهل العبادة والتقوى، ولكن إذا حضره أحد من عامة الناس صار يغتاب الناس ويأكل لحومهم، نقول : هذا الرجل ليس ممن خشي الرحمن بالغيب، والعياذ بالله.
وجاء بقلب منيب جاء إلى أين؟ جاء إلى الآخرة، بقلب منيب إلى الله، مخبت إلى الله، مات على أحسن الأحوال، وذلك لأن الإنسان إذا مات انتقل إلى الآخرة، إذ أن دار العمل انتهت، ولهذا يقال : من مات فقد قامت قيامته، انتهى، فالقبور هي أول منزل للآخرة، لأن الإنسان ينتقل من دار العمل إلى دار الجزاء. ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية، وهو كتاب مختصر في عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو كتاب من أحسن ما صنفه رحمه الله في هذا الباب، قال : " ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الايمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ".
أخيرا أيها الإخوة: ينبغي للإنسان أن يقرأ هذه السورة سورة ق بتأمل ونظر، ويراجع كلام أهل العلم عليها، حتى يستفيد منها، لأنها كفى بها واعظا، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها يوم الجمعة يخطب الناس بها لما فيها من المواعظ العظيمة.
ونقتصر على هذا من التعليق على ما سمعناه من قراءة أئمتنا وفقهم الله.
ما أعظم هذه البشارة ادخلوها بسلام ، سلام يصحبكم أبد الآبدين، سلام من المرض، ومن الموت، ومن الجوع، ومن العطش، ومن الهم، ومن الغم، ومن كل المكدرات والمنغصات. ذلك يوم الخلود .
وتأمل يا أخي قول الله عز وجل : لكل أواب حفيظ ، من هو الأواب؟ الأواب هو الرجاع إلى الله عز وجل، الذي لا يبعد ولا يشطح، إن فعل معصية ذكر ربه فاستغفر لذنبه، وإن أخل بواجب ذكر ربه فقام بهذا الواجب، أواب إلى الله، رجاع إليه، حفيظ، حافظ لنفسه من كل شيء يكون به غضب الله عز وجل.
قال : من خشي الرحمن بالغيب خشيه أي: خافه عن علم، لأن الخشية ليست هي الخوف فقط، بل هي خوف ناتج عن علم، كما قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء فهو يخشى ربه لأنه يعلم كمال الله عز وجل بأسمائه وصفاته، وعنده من صفات الله العظيمة ما ليس عند غيره، فهو عارف بالله سبحانه وتعالى، خائف من عقابه، خائف من ذلك اليوم الذي تقدم الحديث عنه.
وقوله : بالغيب يحتمل أن تكون حالا من الرحمن، ويحتمل أن تكون حالا من الخاشي للرحمان، والمعنييان لا يتنافيان.
يعني يحتمل أن يكون المعنى أنه خشي ربه والله تعالى غائب عنه، لكنه تيقنه بما علمه من صفاته وآياته.
ويحتمل أنه يخشى ربه وهو غائب عن الخلق، لأنه إنما يخشى الله لا يخشى عباد الله، ففيه كمال الإخلاص لله عز وجل، وكثير من الناس لا يخشون الله بالغيب، يخشون الله بالشهادة، إذا كان عندهم أحد خافوا، أو إذا كانوا عندهم أحد أقاموا الواجب وتركوا المحرم، وإذا لم يكن عندهم أحد لم يبالوا بالمخالفة.
نسمع أن بعض الناس والعياذ بالله لا يصلي إلا إذا كان عنده أحد، إن كان عنده أحد يصلي صلى، وإن كان ليس عنده أحد يصلي فإنه لا يصلي، فهل هذا الإنسان خشي الرحمان بالغيب؟ ما الجواب؟ لا.
نسمع أن بعض الناس يترك الغيبة إذا حضر مجلسه أحد من أهل العلم أو من أهل العبادة والتقوى، ولكن إذا حضره أحد من عامة الناس صار يغتاب الناس ويأكل لحومهم، نقول : هذا الرجل ليس ممن خشي الرحمن بالغيب، والعياذ بالله.
وجاء بقلب منيب جاء إلى أين؟ جاء إلى الآخرة، بقلب منيب إلى الله، مخبت إلى الله، مات على أحسن الأحوال، وذلك لأن الإنسان إذا مات انتقل إلى الآخرة، إذ أن دار العمل انتهت، ولهذا يقال : من مات فقد قامت قيامته، انتهى، فالقبور هي أول منزل للآخرة، لأن الإنسان ينتقل من دار العمل إلى دار الجزاء. ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية، وهو كتاب مختصر في عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو كتاب من أحسن ما صنفه رحمه الله في هذا الباب، قال : " ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الايمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ".
أخيرا أيها الإخوة: ينبغي للإنسان أن يقرأ هذه السورة سورة ق بتأمل ونظر، ويراجع كلام أهل العلم عليها، حتى يستفيد منها، لأنها كفى بها واعظا، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها يوم الجمعة يخطب الناس بها لما فيها من المواعظ العظيمة.
ونقتصر على هذا من التعليق على ما سمعناه من قراءة أئمتنا وفقهم الله.
الفتاوى المشابهة
- هل صلاة الأوابين هي ست ركعات بعد المغرب؟ - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين غير... - ابن عثيمين
- تفسير سورة (ق) الآيات (30- 35) وآيات اخرى مخ... - ابن عثيمين
- ماهي صلاة الأوابين ؟ - الالباني
- ما صحة هذا الحديث ( من صلى ركعتي الأوابين لم ت... - الالباني
- صلاة الأوابين ووقتها - اللجنة الدائمة
- بيان وقف صلاة الأوابين - الفوزان
- صلاة الأوابين - اللجنة الدائمة
- معنى قوله "وأزلفت الجنة للمتقين.........وجاء... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء... - ابن عثيمين
- معنى قوله :" هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ . م... - ابن عثيمين