السائل : ... المسح على الجوربين ... .

الشيخ : المسح على الجوربين .

السائل : ... .

الشيخ : إي نعم ، حديث المسح على الجوربين من صحاح الأحاديث التي وَرَدَتْ من طرق عديدة ، وإن كان من ضمنها مفرداتها فيها ضعف ، ولكن طريق المغيرة بن شعبة الذي أخرجه أبو داود والترمذي إسنادها صحيح ، وإن كان أعلَّه أبو داود بالنكارة وغيره من الأئمة كعبد الرحمن المهدي ، ولكن خالَفَهم الترمذي وابن حبان وغيرهما وصحَّحوه ، فلما رأيناهم قد اختلفوا رجعنا إلى البحث العلمي ، فوجدنا أن الذين ضعَّفوا احتجوا بأن الذي جاء بزيادة المسح على الجوربين في الحديث بناءً على أن نصَّ الحديث : " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الجوربين والنعلين ... " ، والمعروف من رواية الثقات الأثبات عن المغيرة بن شعبة أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الخفين . فالثقة الآخر وهو لعله أبو ... ليس له علاقة بهذا الحديث .
المهم أن الثقة الذي روى هذا الحديث عن المغيرة زعم المضعِّفون له بأنه وَهِمَ ؛ لأنه روى ما خالف فيه الثقات ... أنه حديث شاذ ، وهذا البحث يتبيَّن بأن هذا لا يصح أن نحشره في زمرة الحديث الشاذ ؛ لأن الحديث الشاذ كما قال الإمام الشافعي : " ليس الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما لم يرو الثقات ، وإنما أن يروي ما يخالف فيه الثقات " ، فالثقة الذي روى عن المغيرة أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الجوربين والنعلين لم يخالف الثقات الذين رَوَوا عن المغيرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين ، وإنما جاء بأمر آخر جديد بالمرة ؛ فإذًا هو روى ما لم يروِ الثقات ولم يخالف الثقات ، فالحق حينئذٍ أن نضمَّ رواية هذا الثقة إلى رواية أولئك الثقات ، فينتج معنا أن المغيرة - رضي الله عنه - رأى تارةً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يمسح على الخفين ، وتارةً يمسح على الجوربين ، وتارةً يمسح على النعلين .
ومن عجيب ما تنبَّهت له في مناقشة هذا الحديث أن الذين أعلُّوا حديث الترمذي هذا المسح على الجوربين والنعلين بدعوى المخالفة لرواية الثقات ... عن رواية مسلم عن المغيرة بن شعبة أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الخفين وعلى العمامة ؛ فهل يُرَدُّ هذا بزعم أنه زاد على الثقات فخالفهم ؟ لا ، إذًا كما سُلِّم لرواية مسلم بالصحة - وفيها زيادة المسح على العمامة - كذلك ينبغي التسليم لرواية الترمذي وأبي داود وغيرهما اللي عن المغيرة المسح على الجوربين وعلى النعلين .
وأخيرًا : ينتج ويتلخَّص عندنا أن المغيرة روى في المسح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أربعة أشياء : على الخفَّين ، وعلى العمامة ، وعلى الجوربين ، وعلى النعلين .
ولعلامة الشام " جمال الدين القاسمي " رسالة نافعة في المسح على الخفين كانت مطبوعة ، عفوًا على الجوربين كانت مطبوعة ، وجُدِّد طبعها في لبنان ، وأشرفتُ أنا على التعليق عليها وعلى تخريج أحاديثها ، وعلى التذييل عليها بشواهد أخرى تتعلَّق بموضوع المسح على الخفَّين والجوربين والنعلين ، وينتج من ذلك ويتلخَّص مما ذكرناه هناك من ... أن المسح ليس له أيُّ شرط مما هو مذكور في كتب الفقه على اختلاف المذاهب والشروط ، لا يُشترط في المسح على الخفين وعلى الجوربين أيُّ شرط سوى أن يكون ملبوسًا على طهارة ، وسوى أن المقيم يمسح يومًا وليلة ، والمسافر ثلاثة أيام بلياليها .
هذا هو جواب السؤال .
غيره ؟

السائل : ... .

الشيخ : ما فيه مصادرة في السؤال ، في نظام تنظيم ... السؤال يرفع يده ثم المسؤول .
نعم .
حضرتكم ذَكَرْتُم المخطوطتين في قصة الغرانيق .

سائل آخر : ... .

الشيخ : يسأل سائل ... ولا أعلم .

سائل آخر : بس هي مجودات في ... المخطوطات بمكتبة عارف حكمت ، إذا رجعت تجدهما مع ... فأظنُّك عندي رقمهما ؛ لأني كتبتها ... .