تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ماذا نعمل في اليوم التاسع.؟ - ابن عثيمينالشيخ : فماذا نعمل في اليوم التاسع؟ إذا طلعت الشمس فإن الحاج يسير إلى عرفة، فإن تيسر له أن ينزل في نمرة وهي مكان معروف فليفعل، وإن لم يتيسر فليستمر حتى ...
العالم
طريقة البحث
ماذا نعمل في اليوم التاسع.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فماذا نعمل في اليوم التاسع؟ إذا طلعت الشمس فإن الحاج يسير إلى عرفة، فإن تيسر له أن ينزل في نمرة وهي مكان معروف فليفعل، وإن لم يتيسر فليستمر حتى يصل إلى عرفة، وينزل في أي مكان كان من عرفة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقف في عرفة وقال : وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف فيقف في أي مكان، لكن لا بد أن يتأكد أنه داخل حدود عرفة، وقد وضعت الدولة وفقها الله علامات واضحة بارزة تحدد عرفة، ولا تغتر بمن ينزل قبل الحدود ولو كثروا، سر حتى تتيقن أنك دخلت في حدود عرفة، وتبقى في عرفة، فإذا زالت الشمس فأذن وصل الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك، صلى في بطن عرنة الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، جمع بينهما جمع تقديم، فاتبع نبيك، ثم بعد هذا تفرغ للذكر والدعاء وقراءة القرآن، ولو أن تكرر لا إله إلا اله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لو تكررها من صلاة العصر المجموعة إلى الظهر إلى الغروب كان هذا خيرا، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي : لا إله إلا اله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مع أن الإنسان عنده ولله الحمد أذكار أخرى، أكثر المسلمين عندهم أذكار أخرى، عندهم القرآن، عندهم دعاء يدعون الله بما شاءوا من خير الدنيا والآخرة، هذا مكان دعاء وزمان دعاء، ادع الله بما شئت ولاسيما في آخر اليوم، إذا ماذا فعلنا في اليوم التاسع ؟ صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا، التفرغ للدعاء والذكر، فإذا لحقك ملل، لأن الإنسان قد يمل من الظهر إلى المغرب، إذا لحقك ملل فلا بأس أن تعطي نفسك حظها من الراحة، إما بنوم أو بمطالعة كتاب، أو ببحث مع إخوانك فيما ينفع بدون جدال، وينبغي إذا أراد الإنسان أن يقرأ كتابا في هذا اليوم أن يحرص على الكتب التي ترقق القلوب، وتقتضي الخشوع، لأن المقام يقتضي ذلك، وبعد غروب الشمس انتهى العمل في عرفة، فيسير الحاج منها إلى مزدلفة ويصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، الذي يقصر هي العشاء، أما المغرب فلا تقصر، وينام فيها، في مزدلفة إلى أن يطلع الفجر، ثم إذا طلع الفجر صلى الفجر بعد الأذان وسنة الفجر يصلي الفجر، ويبقى يذكر الله عز وجل إما في مكانه، أو إن تيسر له أن يذهب إلى المشعر الحرام الذي فيه المسجد اليوم فليفعل، وإن لم يتيسر ففي مكانه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وقفت هاهنا وجمع يعني مزدلفة كلها موقف حتى يسفر، فإذا أسفر جدا دفع قبل أن تطلع الشمس، إذا ماذا نفعل في هذه الليلة؟ نتوجه إلى أين؟ لا إلى مزدلفة من عرفة، ونصلي فيها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ونبيت إلى أن يطلع الفجر ثم نصلي الفجر بعد الأذان وركعتي الفجر، ثم بعد ذلك نبقى في مزدلفة إلى الإسفار جدا نذكر الله عز وجل ونستغفره، ثم ندفع إلى منى، وهنا نسأل هل يجوز أن ندفع من مزدلفة قبل الفجر؟ نقول نعم يجوز لكن في آخر الليل، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترقب القمر فإذا غاب مشت إلى منى، فيجوز أن يدفع من مزدلفة في آخر الليل، يعني حوالي الساعة الثانية من الليل أو قريبا من ذلك، ولكن الأفضل أن تبقى في مزدلفة حتى تصلي الفجر وتذكر الله عز وجل ثم تنصرف، إلا إذا كان معك نساء أو صغار أو ضعفاء يشق عليهم مزاحمة الناس فانصرف أنت وإياهم قبل الفجر، لأجل أن تصلوا إلى منى قبل الفجر فترموا الجمرة، جمرة العقبة قبل أن يحصل الزحام من القادمين من مزدلفة، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رخص للنساء ولاسيما الضعيفات من مزدلفة في آخر الليل، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يبعث بأهله من مزدلفة في آخر الليل حتى يوافوا منى لصلاة الفجر، أما هو فيبقى في مزدلفة فيرموا الجمرة هناك، قبل الفجر أو مع الفجر، وهذا هو فائدة الترخيص أن يرخص للناس الضعفة في الدفع في آخر الليل، وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه في أغينمة عبد المطلب وقال : أبني لا ترموا حتى تطلع الشمس فهذا الحديث اختلف العلماء في صحته فمنهم من ضعفه وقال لا حجة فيه، ومنهم من صححه، وعلى القول بالتصحيح يكون هذا النهي من باب التنزيه والأولى، لا من باب التحريم، إذ أننا لا نعلم أن للتقدم من مزدلفة فائدة إلا أن يرمي الإنسان قبل حطمة الناس .

Webiste