الشيخ : الواجب على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف، لقول الله تبارك وتعالى : { وعاشروهن بالمعروف } وإذا نشزت المرأة عن زوجها وصارت لا تعطيه حقه، أو تعطيه حقه وهي متكرهة، متبرمة، فإنها تعتبر ناشزا، وقد قال الله تعالى : { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "أن المرأة إذا دعاها الرجل إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح" والعياذ بالله، لهذا يجب على هذه المرأة أن تتقي الله في نفسها وفي زوجها، وأن تعود إلى العشرة بالمعروف، وأن تذكر ما سبق من ماضي حياتهما، وأن لا تجحد الجميل، فإن جحد الجميل، أعني جحد جميل الزوج من أسباب دخول النار والعياذ بالله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ النساء ذات يوم وقال : "يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، قلن بم يا رسول الله؟ قال : لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير" قال العلماء : العشير الزوج، ومعنى تكفرن العشير : أي تجحدن حقه ولا تقمن به، فعلى المرأة هذه أن تتقي الله عز وجل فيما بقي من عمرها، ولعلها لم يبق لها من عمرها مع زوجها إلا القليل، فلترجع إلى حظيرة الزواج، ولتصنع معروفا بزوجها وبأولادهما، لأن الأولاد إذا رأوا ما بين هذه المرأة وزوجها من التباعد ربما يحدث في نفوسهم شيئا، وهذه الكلمة أقولها لهذه المرأة ولمن يشابهها من النساء، كما أقول أيضا : إن الواجب على الرجال أن يتقوا الله تعالى في النساء، كما وصاهم بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في خطبته في عرفة في حجة الوداع حيث قال : "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله" فالواجب على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف، نعم .