جماهير المتأخِّرين - مع الأسف الشديد - يذهبون قولًا وأصلًا واعتقادًا إلى أن هناك في الإسلام بدعة حسنة ، ويُقابلهم مَن أشرنا إليهم أَلَا وهم الأقلون الذين يقولون بما قال به الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في الأحاديث الكثيرة ، والتي منها ما سمعْتُموه في مطلع كلمتنا هذه الليلة ، وهي التي تتردَّد دائمًا في خطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمها أصحابه ، نفتتح عادةً خطبَنا وكلماتنا بهذه الخطبة ، ثم نُتبِعُها بما كان الرسول - عليه السلام - يُتبِعُ خطبة الحاجة في خطب الجمعة ؛ حيث كان - عليه الصلاة والسلام - يقول في خطبة الجمعة : "أما بعد ؛ فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار" .
فقد كان الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يكرِّر هذه الجملة الجامعة : "كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار" لِكَي تتركَّز في الأذهان ، الأقلون قد اهتدوا بهدي الله - تبارك وتعالى - فتمسَّكوا بكلام الرسول - عليه السلام - على عمومه وشموله ؛ فقالوا كما قال هو - عليه السلام - : "كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار" .