إذًا إذا كانت الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فكيف وَصَفَ أهل بني سلمة رئيسهم وسيِّدهم بحضرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - بأنه بخيل وأقرَّهم الرسول على ذلك ؟ وما قال لهم : لَهْ لَهْ شو عم تساووا ليش تغتابوه ؟ كما يفعل بعض المتورِّعين ، بل بعض المتنطِّعين حينما تأتي مناسبة لوصف رجل ما بخلق سيِّئ فيه تحذير للناس يقول واحد متورِّع أو متنطِّع : يقول لك : يا أخي ، ما بدنا نستغيب الناس ، فيجب أن نعرف تفصيل القول في الغيبة ، وهذا الحديث يعطينا مثال من أمثلة هذا التفصيل . الأصل أن الغيبة محرَّمة ، وضابطها أن المستمع ليس له مصلحة دينية حينما يستغيب المُستغاب ، وإنما هو " تفشيش خلق " ، أو من باب التسلية أو صف كلام أو ... أو ما شابه ذلك ؛ هذا كله غيبة محرَّمة ، أما إذا كانت الاستغابة لا يُقصد بها الترويح عن النفس للتسلاية ، وإنما المقصود بها مصلحة إسلامية ؛ فهذه تكون غيبة جائزة ، وهي طبعًا تتنوَّع بصور شتَّى ... .