تم نسخ النصتم نسخ العنوان
جواز غيبة الرجل إذا ترتَّبَت عليه مصلحة . - الالبانيالشيخ : في هذا الحديث في الواقع فوائد ، من أهمِّها أن ذكر بني سلمة للرسول - عليه السلام - في غيبة " جدّ بن قيس " رئيسهم أنه بخيل هنا فائدة فقهية ، وهي أ...
العالم
طريقة البحث
جواز غيبة الرجل إذا ترتَّبَت عليه مصلحة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : في هذا الحديث في الواقع فوائد ، من أهمِّها أن ذكر بني سلمة للرسول - عليه السلام - في غيبة " جدّ بن قيس " رئيسهم أنه بخيل هنا فائدة فقهية ، وهي أنه يجوز استغابة الرجل إذا ترتَّب من وراء ذلك مصلحة شرعية ، هذه غيبة ؛ قول أهل بني سلمة للرسول - عليه السلام - لما سألَهم عن رئيسهم عن سيدهم فلان على أنا نبخِّله ، فتبخيلهم إياه - أي : وصفهم إياه بالبخل - هذه غيبة ، لأنُّو تعرفوا كلياتكم أن الغيبة = -- اشرب بيدك اليمنى ، ولا تشرب باليسرى لا أنت ولا غيرك ، وعلِّموا أولادكم الآداب الإسلامية -- = فقول القائل : نبخِّله ؛ يعني نجده بخيلًا هذه غيبة ؛ لأن الغيبة كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : "الغيبة ذكرُك أخاك بما يكره" . وكلٌّ منَّا إذا ذُكر بما فيه من الخلق السَّيِّئ فهو غيبة بلا شك ؛ إذا أنا قلت : زيد من الناس بخيل ، فهذا يكره ، ولو هو يعرف حاله أنُّو بخيل ، إذا قلت : فلان غضوب ، وهو كان غضوب ، لكن هذا شيء يكرهه ، وعلى ذلك هذا فقِسْ كله غيبة ؛ لأن الرسول - عليه السلام - يقول : "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره" . فقال السَّائل كان يتوهَّم السَّائل أن ذكر الإنسان بما فيه لا حرج فيه ، فلما ذكر الرسول - عليه السلام - أنه فيه كل حرج قال : فإذا لم يكن ما ذكرتُه لم يكن فيه ؟ قال : "فقد بهتَّه" . بهتان ، هذا إثم أكبر وأكبر .
إذًا إذا كانت الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فكيف وَصَفَ أهل بني سلمة رئيسهم وسيِّدهم بحضرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - بأنه بخيل وأقرَّهم الرسول على ذلك ؟ وما قال لهم : لَهْ لَهْ شو عم تساووا ليش تغتابوه ؟ كما يفعل بعض المتورِّعين ، بل بعض المتنطِّعين حينما تأتي مناسبة لوصف رجل ما بخلق سيِّئ فيه تحذير للناس يقول واحد متورِّع أو متنطِّع : يقول لك : يا أخي ، ما بدنا نستغيب الناس ، فيجب أن نعرف تفصيل القول في الغيبة ، وهذا الحديث يعطينا مثال من أمثلة هذا التفصيل . الأصل أن الغيبة محرَّمة ، وضابطها أن المستمع ليس له مصلحة دينية حينما يستغيب المُستغاب ، وإنما هو " تفشيش خلق " ، أو من باب التسلية أو صف كلام أو ... أو ما شابه ذلك ؛ هذا كله غيبة محرَّمة ، أما إذا كانت الاستغابة لا يُقصد بها الترويح عن النفس للتسلاية ، وإنما المقصود بها مصلحة إسلامية ؛ فهذه تكون غيبة جائزة ، وهي طبعًا تتنوَّع بصور شتَّى ... .

Webiste