بيان الشرط الثاني وهو موافقة السنة ، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال العلماء الأعلام .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الشرط الآخر في العمل الصالح أن يكون مطابقًا للسنة ، وهذا بيت القصيد من كلمتي في هذه الليلة ؛ بأن يعتقد أن الشرط الأول ما اختلف فيه المسلمون والحمد لله ، فهو من المسائل الكثيرة التي لا يزالون متَّفقين فيها بخلاف مسائل أخرى كثيرة لا يزالون مختلفين فيها إلا مَن رَحِمَ ربك ، فشرط الإخلاص هم متَّفقون عليه - والحمد لله - ، وليس كذلك الشرط الثاني ؛ وهو أن يكون العمل الصالح مطابقًا للسنة ، فمع الأسف الشديد إنهم لم يتَّفقوا على هذا الشرط ، إن كثيرًا منهم - بل جمهورهم - يعتقد أن العمل الصالح يكون صالحًا لمجرَّد مطابقته لعبادةٍ من العبادات التي عُرفت في الكتاب وفي السنة ، وإن كانوا على علمٍ بأن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه والسلف الصالح جميعًا ما تعبَّدوا الله ولا تقرَّبوا إليه بهذا العمل ؛ على الرَّغم من هذا فجماهير المسلمين اليوم يعتبرونه عملًا صالحًا .
أما نحن فنعتقد أن العمل الصالح لا يكون صالحًا إلا إذا كان مطابقًا للسنة ، ولو كان عليه صورة العبادة ، ولو كان في ظاهره طاعة ؛ فلا يكون عبادةً ولا طاعةً إذا كان مطابقًا للسنة قد جاء به - عليه الصلاة والسلام - صراحةً إما قولًا وإما فعلًا ، أما العمل الصالح الذي لم يجرِ عليه الرسول - عليه السلام - والصحابة ومَن بعدهم من السلف الصالح فهذا لا يمكن أن يكون عملًا صالحًا .
أما الدليل على ذلك فمن القرآن الآية المشهورة : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ، لا يظهر استدلالي بهذه الآية على ما أنا في صدده من أن العمل الصالح لا يكون صالحًا إلا إذا كان سبقَ تشريعه في الكتاب أو في السنة ؛ لا يظهر هذا الاستدلال إلا بشيء من البيان ولو بالنقل عن بعض الأئمة الأعلام ؛ من ذلك قول إمام دار الهجرة هذه المدينة الطَّيِّبة ، فقد كان يقول : " مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً فقد زعم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خان الرسالة ؛ اقرؤوا قولَ الله - تبارك وتعالى - : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ؛ فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلها " .
الشاهد من هذه الكلمة الطيبة من إمام دار الهجرة قوله : " فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا " ، فالدين الذي يتديَّنه اليوم كثير من الناس ولم يكن يومئذٍ دينًا فهو ليس عملًا صالحًا ، بينما هم يعتبرونه عملًا صالحًا ويتقرَّبون به إلى الله - تبارك وتعالى - ؛ هذا العمل لا يدخل في قوله - تعالى - السابق : فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ؛ لأن العلماء علماء التفسير قالوا : لا يكون صالحًا إلا إذا وافق السنة وأخلص فيه لله - عز وجل - ، فما دامت السنة لم تأتِ بهذه العبادة أيّ عبادة ، والبدعة تعلمونها كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ فهي ليست عبادةً مقبولةً لهذا الحديث المعروف في " صحيح البخاري ومسلم " عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ ، مثل هذا الحديث هو عمدة الإمام مالك في كلمته السابقة حين قال : " فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا " ؛ لأنَّ الرسول يقول : هذا المحدث مردود على صاحبه ، فإذا رُدَّ على صاحبه فذلك كنايةٌ عن عدم قبوله من ربِّه - تبارك وتعالى - .
كذلك مما يدل على أن العبادة التي أُحدِثَت وطُبِعت بطابع العمل الصالح فليس من الصلاح في شيء بأنها بدعة ، من تلك الأحاديث حديث جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله تعالى عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا خَطَبَ يوم الجمعة عَلَا صوته واشتدَّ غضبه كأنه منذر جيش يقول : صبَّحكم ومسَّاكم . ثم يقول - عليه الصلاة والسلام - : أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
حديث جابر يُفيدنا أن نبيَّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - كان من عادته أن يفتتح خطبة الجمعة بمثل هذا الكلام ، أما بعد ؛ فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . لماذا كان يكرِّر ويعتاد هذه الكلمات الطَّيِّبات بين يدي موعظته وخطبته يوم الجمعة ؟ ذلك ليركِّز وليمكِّن هذه القاعدة العظيمة في قلوب السامعين ، كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وقد تمكَّنت هذه العقيدة فعلًا ... .
أما نحن فنعتقد أن العمل الصالح لا يكون صالحًا إلا إذا كان مطابقًا للسنة ، ولو كان عليه صورة العبادة ، ولو كان في ظاهره طاعة ؛ فلا يكون عبادةً ولا طاعةً إذا كان مطابقًا للسنة قد جاء به - عليه الصلاة والسلام - صراحةً إما قولًا وإما فعلًا ، أما العمل الصالح الذي لم يجرِ عليه الرسول - عليه السلام - والصحابة ومَن بعدهم من السلف الصالح فهذا لا يمكن أن يكون عملًا صالحًا .
أما الدليل على ذلك فمن القرآن الآية المشهورة : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ، لا يظهر استدلالي بهذه الآية على ما أنا في صدده من أن العمل الصالح لا يكون صالحًا إلا إذا كان سبقَ تشريعه في الكتاب أو في السنة ؛ لا يظهر هذا الاستدلال إلا بشيء من البيان ولو بالنقل عن بعض الأئمة الأعلام ؛ من ذلك قول إمام دار الهجرة هذه المدينة الطَّيِّبة ، فقد كان يقول : " مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً فقد زعم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خان الرسالة ؛ اقرؤوا قولَ الله - تبارك وتعالى - : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ؛ فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلها " .
الشاهد من هذه الكلمة الطيبة من إمام دار الهجرة قوله : " فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا " ، فالدين الذي يتديَّنه اليوم كثير من الناس ولم يكن يومئذٍ دينًا فهو ليس عملًا صالحًا ، بينما هم يعتبرونه عملًا صالحًا ويتقرَّبون به إلى الله - تبارك وتعالى - ؛ هذا العمل لا يدخل في قوله - تعالى - السابق : فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ؛ لأن العلماء علماء التفسير قالوا : لا يكون صالحًا إلا إذا وافق السنة وأخلص فيه لله - عز وجل - ، فما دامت السنة لم تأتِ بهذه العبادة أيّ عبادة ، والبدعة تعلمونها كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ فهي ليست عبادةً مقبولةً لهذا الحديث المعروف في " صحيح البخاري ومسلم " عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ ، مثل هذا الحديث هو عمدة الإمام مالك في كلمته السابقة حين قال : " فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا " ؛ لأنَّ الرسول يقول : هذا المحدث مردود على صاحبه ، فإذا رُدَّ على صاحبه فذلك كنايةٌ عن عدم قبوله من ربِّه - تبارك وتعالى - .
كذلك مما يدل على أن العبادة التي أُحدِثَت وطُبِعت بطابع العمل الصالح فليس من الصلاح في شيء بأنها بدعة ، من تلك الأحاديث حديث جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله تعالى عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا خَطَبَ يوم الجمعة عَلَا صوته واشتدَّ غضبه كأنه منذر جيش يقول : صبَّحكم ومسَّاكم . ثم يقول - عليه الصلاة والسلام - : أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
حديث جابر يُفيدنا أن نبيَّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - كان من عادته أن يفتتح خطبة الجمعة بمثل هذا الكلام ، أما بعد ؛ فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . لماذا كان يكرِّر ويعتاد هذه الكلمات الطَّيِّبات بين يدي موعظته وخطبته يوم الجمعة ؟ ذلك ليركِّز وليمكِّن هذه القاعدة العظيمة في قلوب السامعين ، كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وقد تمكَّنت هذه العقيدة فعلًا ... .
الفتاوى المشابهة
- بيان أن العمل الصالح هو الركن والأساس الثاني ب... - الالباني
- بيان الشرط الثاني وهو الإخلاص والأدلة عليه وبي... - الالباني
- كلمة من الشيخ في بيان العلم النافع والعمل الصا... - الالباني
- كلمة من الشيخ في بيان أن العمل الصالح لا ينفع... - الالباني
- بيان الشرط الثاني وهو الإخلاص وبيان أدلة ذلك ،... - الالباني
- كلمة من الشيخ في بيان العلم النافع والعمل الصا... - الالباني
- شرح الشيخ للشرط الأول من شروط العمل الصالح وهو... - الالباني
- الحديث عن الشرط الأول من شروط العمل الصالح ، و... - الالباني
- بيان الشرط الأول وهو موافقة السنة والأدلة عليه... - الالباني
- بيان الشرط الأول وهو موافقة السنة وبيان أدلة ذ... - الالباني
- بيان الشرط الثاني وهو موافقة السنة ، والأدلة ع... - الالباني