فقلت لهذا الداعي المشار إليه : إذا كنت تحتجُّ بأن هذه الآلة لم تكن في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولذلك فلا تشملها الأحاديث ؛ إذًا أنت يلزمك بأن هذه الأصنام التي تُنتَجُ الآن بالآلاف ، فنحن لا نشك بهذه الآلاف لكننا نتخيل ؛ مثل ما بيقولوا تأتي الذبيحة تُذبح من هنا وتخرج ما أدري بعد كذا متر معلَّبة مدَّخرة في العلبة ، كذلك هذه المعالم الضَّخمة يُؤتى فيها الشيء الجامد من مثل مادة ... فيُميَّع ، ثم يخرج هناك أصنام جاهزة للتعاطي ، هذه الأصنام تماثيل مجسَّمة بلا شك ؛ فلقائلٍ أن يقول - أيضًا - على وزان ذلك القائل - وما أكثرهم ! - : إذًا هذه الأصنام التي تُصنع بالآلاف ليست أصنامًا وليست محرَّمة ، وإن كان ظاهر قوله : "كلُّ مصوِّرٍ في النار" ، "ومن صوَّر صورة" إلى آخره يشمل هذا النوع ، لكن هذا النوع لم يكن في عهد الرسول - عليه السلام - ؛ فهل تقول هذا ؟ والله قليل ما نجد من يُنصف ، وكان هذا من هذا القليل ، أنصَفَ ؛ قال : لا ، هذه أصنام . قلت له : هذه صور ؛ فأيُّ فرق ؟ هذه أصنام لكن الآلة اختلفت ، وهذه صور الآلة اختلفت ؛ فهي داخلة في عموم قوله - عليه الصلاة والسلام - السابق الذكر في عديد من الأحاديث .