السائل : شيخنا الخاتم الذي في يد اللي قال أتؤدين زكاته ؟ بيقولوا إن هذا يدل على أنه لبس مع إعطاء الزكاة . شو رأيكم أنتم في هذا القول ؟

الشيخ : لبسه مع أنه يطلع له زكاة ؟

السائل : لما بيقول أتؤدين زكاته ؟ يعني بيقولوا هذا إنه بمحظور منه لأنه ما بتؤدي زكاته، ولمّا بتطلع زكاته مش محظور هذا الخاتم هكذا قال بعض المشايخ ... .

الشيخ : لا ، نحن أعطينا الجواب اللي بيستدلوا هذا الاستدلال يعني مضطرين نقول إما جهلة أو أصحاب أهواء لم ؟ هذا الحديث لو جاءنا وحده كلامك نقبله، لكن جاءت أحاديث تؤكد تحريم استعمال الخاتم من ذهب، فحينئذٍ ما بيجوز أن نستدل بهذا على الجواز ونرفض تلك الأحاديث لأنه الأحكام تأتي بالتدرج . مثال هذا، مثال الذين يستدلون بجواز الشرب قائما قالوا فيه أحاديث أنه الرسول شرب قائما، لاشك أنه له معنى أحاديث في النهي عن الشرب قائمًا كنا قلنا هذا يدل على الجواز، لكن مادام جاء النهي عن الشرب قائمًا بنقول شربه قائمًا إما كان قبل النهي وإما أنه لعذر كما جاء في بعض الأحاديث شرب من قِربة معلّقة وإما خصوصية له من الأخير يقال يعني، لماذا هذه التآويل الثلاثة ؟ علشان ما نضرب حكم الشرع اللي هو شرع عام لجميع الناس نهى عن الشرب قائما إيش اللي قال؟ من شرب قائمًا فليستقيء ، شرب معك من هو شرٌ من الهر الشيطان كل هذه الأحاديث بنعطلها لأنه ثبت عن الرسول أنه شرب قائمًا هذا خلاف طريق العلماء . مثاله مما نحن فيه ذكرت لكم في أول الكلام أن الرسول لبس خاتم الذهب طيب يا أخي لكن ما ثبت عليه، ونهى بعدين عنه ،فلا نأخذ بالفعل الذي فعله وقد ثبت عندنا أنه نهى عنه، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا، ذكرت في غير مناسبة قصة في صحيح البخاري أن الصحابة كانوا في سهرة وكان معهم علي بن أبي طالب، مبرّك ناقته أمام الدار فجاء عمه حمزة فبقر بطن الناقة أذى، شاف علي قامت قيامته وراح عند الرسول قال له حمزة عمل كذا وكذا خرج الرسول عليه السلام واهتم بالموضوع وجاء عند حمزة كلمه وجد حمزة شربان، ولذلك ما كان منه إلا أن قال للرسول هل أنتم إلا عبيدا لآبائي ما قال ليش شربان، ليش سكران ؟ لأنه ما كان وقت تحريم فالحادثة الآن استدلال بها على إباحة شرب الخمر تمامًا كالاستدلال على إباحة الشرب قائمًا أو استعمال الذهب المُحلّق، ليه ؟ مثل مانهى الشارع فيما بعد عن الخمر مطلقًا كمان نهى عن استعمال الذهب مطلقًا، هو نهى النساء عن ذهب معين . والعجيب من تمام حجج الله على عباده أن العلماء اللي بيقولوا الذهب كله حلال للنساء بيقولوا أواني الذهب حرام على النساء شو صار في كلامكم أن الذهب حلال للنساء ؟ هذا الذهب حرمتوه على النساء، معلقة حرام، فنجان حرام، كأس حرام، يشترك في هذا الحكم الرجال والنساء طيب أنتم بتقولوا الذهب حلال للنساءلا إلا هذا ؟ كويس، من أين أخذتم الاستثناء ؟ نحن جوابنا من وجهين من النبع اللي أخذتم الاستثناء هذا المتفق عليه، نحن من نفس النبع أخذنا الاستثناء المختلف فيه وهو الأحاديث المصرّحة بتحريم الذهب المحلّق، لكن مع ذلك نحن أدلتنا في تحريم هذا الذهب المختلف فيه أقوى من أدلتهم في تحريم الذهب المتفق على تحريمه على النساء ليه ؟ ما فيه عندنا نصوص خاصة في تحريم آنية الذهب على النساء ، نص خاص ما فيه عندنا في تحريم الذهب المحلّق ، في تحريم أواني الذهب على النساء عندنا حديث عام يشمل الرجال والنساء من أكل أو شرب في آنية ذهبٍ أو فضة فكأنما يجرجر في بطنه في نار جهنم سبحان الله هذا نص عام، ليش ما خصصتوه بالنساء ليش تقول للنساء مثل ما خصصتوا نهى عن خاتم من ذهب أحاديث متفق على صحتها ؟ نهى عن خاتم الذهب ، هذا نهي عام لكن نطلع منه النساء ليش ما طلعتم النساء من نص من أكل أو شرب في آنية الذهب أو الفضة بينما نحن أحاديثنا في تحريم الذهب المحلّق خاصة بالنسوة ؟ فسبحان الله صعب يعني من إنسان إذا عاش في فكرة أنه يتراجع عنها ، ولذلك من الخواطر التي تجول في نفسي أنه أنا كثيرًا ما أُعدِل من أفكاري وأرائي في كتبي، لابد يمكن لاحظتم هذه الأشياء، هذا بلا شك بيعجب العلماء لكن ما بيعجب الجهلاء

السائل : بيعتبروه تناقض بعيتبروه جهل، عدم علم، عدم ... .

الشيخ : هم لجهلهم بالعلم يتصوروا أن العالم إذا قال قول لازم يكون معصوم فيه، وهذا منتهى الجهل، لأنه حينئذٍ بيصير هذا العالم شريك للرسول في العصمة . ثانيًا ما بيعرفوا الأئمة، فقه الأئمة وعلمهم ما بيعرفوه، ما بيعرفوا أن أبو حنيفة له في المسألة الواحدة قولين أو ثلاثة، خاصة من بين الأئمة الأربعة الإمام أحمد ما فيه أكثر منه أقوال متعارضة في المسألة الواحدة، إذا كانوا بيتجرؤا ويقولوا عن الألباني أنه هذا من جهله، لكن ماذا يقول عن الأئمة، خاصة إمام السنة الإمام أحمد ؟ فأنا جوابي على هذا أن العلم لا يقبل الجمود ، العلم دائمًا في تطور خاصة بما يتعلق بالحديث وفقه الحديث .