الكلام على بعض قضايا الرِّبا .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يعني في نفس اليوم ... ؟
الشيخ : يعني ما استطعتم في أقرب وقت ، معلوم ؛ لأنُّو هاللي ما بيحطوا هذا المال منك ومن غيرك منشان بيتباركوا فيه ، وإنما منشان يرابوا فيه ؛ فحينئذٍ تتحقَّق الإعانة التي أشرنا إليها آنفًا في قوله - عليه السلام - : لَعَنَ الله أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهدَيه ؛ علمًا بأن هذا الحديث هو كتفصيل مما تفصِّله السنة لِمَا جاء في القرآن الكريم عامَّة كالآية المعروفة : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، فإبقاء الرَّاتب هاد فوق المستطاع فهذا إعانة على الربا بلا شك ، والحقيقة التي يغفل عنها الذين يتورَّعون بزعمهم يقولون : نحن نودع المال وما نأخذ ، بيقولوا : فائدة ، وهو عين الربا ، هنّ بيغفلوا أو بيتغافلوا عن هذا المبدأ القرآني : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، كما أنَّهم يتغافلون أو يغفلون أنَّ رأس مال البنك هو الإيداعات التي يُودعها الناس إليهم ، لو تصوَّرنا بنكًا في ساعة واحدة أجمع كلُّ المتعاملين مع البنك على سحب الأموال شو يبقى عنده ؟ يبقى شيء قليل ، بيتعطَّل البنك ؛ لأنُّو يبقى عنده من المال ما يستطيع أن يدير الموظَّفين تبعه ، يفلِّس يعني ... فإذًا هذه أكبر إعانة لإقامة البنك وجعله حقيقة واقعة .
سائل آخر : طيب ؛ يا سيدي ... عنده مئة ألف ولَّا مئتين ألف وين بدو يحطهم يا ترى ؟
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : وين بدو يوديهم المئة ألف مئتين ألف وين بدو يروح فيهم ؟
الشيخ : مين هو ؟
سائل آخر : واحد عنده مئتين ألف دينار نقد وين بدو يروح ؟
الشيخ : الواحد ما بيكفي يا أبو عزت ، أوَّلًا : هذا الواحد مسلم ولَّا كافر ؟
سائل آخر : أنا مسلم ، وعندي مئتين ألف .
الشيخ : بدك تقول : مسلم .
سائل آخر : وعندي مئتين ألف .
الشيخ : بدك تأخذني بحلمك ؟
سائل آخر : آ ، تفضل .
الشيخ : مسلم ولَّا كافر ؟ بدك تقول : مسلم .
سائل آخر : آ .
الشيخ : صالح ولَّا طالح ؟ بدك تقول : صالح .
سائل آخر : صالح .
الشيخ : وإلا إذا كان طالح خربت ... صح ؟
السائل : آ .
الشيخ : آ ، بدك تقول : صالح ، الصالح بقى بيفكِّر في قوله - تعالى - : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ؛ إذًا المخرج ليس هو الذي جَعَلَه الكافر ، الكافر أعني الكفار الأوروبيين والأمريكيين ؛ ليس المخرج للمسلم الصالح هو هذا المخرج أو هذه الوسيلة التي اخترَعَها الكفار لمحافظتهم على أموال الناس ، وهو بالحرام ، ليس هذا هو المخرج ؛ المخرج هنا ينبغي أن يكون أوَّلًا ربَّانيًّا إلهيًّا ، ثانيًا أن يكون شرعيًّا ؛ يعني في حدود الشرع ؛ بمعنى أنُّو في أسباب شرعَها الله - عز وجل - بمسبِّبات ، هذه المسبِّبات تكون جائزة شرعًا ، بالتالي ينبغي تكون أسبابها مشروعة أيضًا ، أنا أقرِّب هذا بمثال .
السائل : تفضل .
الشيخ : المثال هو : أن المسلم لا يجوز له أن يكون عالةً على الناس يتكفَّف أيدي الناس ، وإنما بيحصِّل رزقه بكدِّ يمينه وعرق جبينه ، لكن كدُّ يمينه وعرق جبينه هذا كناية عن سبب من الأسباب لتحصيل الرزق ، فرُبَّ إنسان يتعاطى سبب هيِّن ليِّن لكن ما هو مخالف للشرع ، إنسان آخر يتَّخذ مثل ذاك السبب - أيضًا - لكن مخالف للشرع . فالأول اللي حصَّل الرزق تبعه بكدِّ يمينه وعرق جبينه وبسبب مشروع حصَّل رزقه بسبب مشروع . الثاني بائع خمر - مثلًا - بيكسب ... ببيع الخمر ، فهو بيحصِّل رزقه ببيع الخمر ، بيع الخمر سبب كوني لكن ما هو سبب شرعي ، فهو يرتكب الحرام لتحصيل الرزق ، وهكذا الأسباب قسمين شرعية وغير شرعية .
الآن هل وضع المال في البنك سبب شرعي ؟ طبعًا الجواب : لا ، إذًا المسلم لما بيتساءل بيقول : إذًا هذا الغني اللي عندو ألوف مؤلَّفة وين يذهب بهذا المال ؟ هذا أوَّلًا فليتَّق الله - عز وجل - ، ثانيًا يتخذ سبب مشروع ، مثلًا من الأسباب البسيطة جدًّا أنُّو في في البنوك صناديق أمانات ، يعني أنت تسمع بهذه الصناديق ، لكن هذه الصناديق بدل ما الواضع لماله ... أن يأخذ ربا صار البنك بيأخذ منه أجر ، بدو أجر ؛ هَيْ حل ، لكن هذا الحل بيكلف ما بيعجبه ، فعلى الأقل هو إذا عامل ناس ... بيقول لك : أنا بحطه في البنك وما بأخذ عليه فائدة ؛ ترجع القضية اللي قلناها هذا غافل أو متغافل ؛ هَيْ حكيناها هديك الساعة ، إذًا هَيْ حل مشروع ، روح لعند البنك اللي في عنده صندوق ، وأودع مالك فيه ، وادفع أجر يا أخي ، الله بيعوضك خير .
هذا من جملة إيش ؟ تقوى الله - عز وجل - ، لكن في هناك أسباب أبسط من هيك ، يستطيع هاللي عنده هالمال أنُّو يتخذ أي وسيلة أخرى ، وسبحان الله ! الناس في غفلة عجيبة جدًّا ، شو بيقول لك خاصة اللي عايشين في أوروبا ، يقول لك : يا أخي ، نحن هون عايشين في مجتمع فيه قتل وسرقة ونهب و و إلى آخره ؛ فإذا بدنا نحط الأموال في حوزتنا وفي دورنا بيجوز نتعرَّض للسرقة والقتل .
السائل : ... نفس الشيء .
الشيخ : أنا بأقول : سبحان الله ! على هذا المنطق ، وقلت لهم فعلًا لمَّا أُتِيح لي السفر إلى بريطانيا اجتمعنا مع بعضهم كما يقولون اليوم جاليات إسلامية ، منهم باكستانيين وهنود وغيرهم ؛ قلت لهم : سبحان الله ! شو الواحد منكم بيمشي بالطريق بيرفع راية أنُّو أنا المليونير وعندي ملايين الجنيهات الإسترليني و و إلى آخره ، وواضعهم في صندوق خشبي في البيت ، رافعين راية ؟ شو هالخوف هذا في غير محله ؟ لكن هذا كله دليل قوي جدًّا على أن قلوب هؤلاء الناس ما هي مربوطة بالله - عز وجل - ، فهنّ اعتمدوا على الأسباب المادية ونسوا المسبِّب لهذه الأسباب = -- أهلًا -- = وهو الله - تبارك وتعالى - .
السائل : ... .
الشيخ : حديثين ... بالمناسبة ، هؤلاء المسلمين الأغنياء والذين يبرِّرون لأنفسهم أن يخالفوا شريعة ربِّهم بحجَّة وين بدنا نروح أموالنا ؟ فهؤلاء بحاجة إلى أن يسمعوا حديثين يمكن اعتبارهما تفسير للآية السابقة : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا :
الحديث الأول : قال - عليه الصلاة والسلام - : كان فيمَن قبلكم رجلٌ أتى غنيًّا قال له : أقرِضْني مئة دينار . فقال له : هاتِ الكفيل . قال : الله الكفيل .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
قال له : هات الشهيد . قال : الله الشهيد .
الشيخ : يعني ما استطعتم في أقرب وقت ، معلوم ؛ لأنُّو هاللي ما بيحطوا هذا المال منك ومن غيرك منشان بيتباركوا فيه ، وإنما منشان يرابوا فيه ؛ فحينئذٍ تتحقَّق الإعانة التي أشرنا إليها آنفًا في قوله - عليه السلام - : لَعَنَ الله أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهدَيه ؛ علمًا بأن هذا الحديث هو كتفصيل مما تفصِّله السنة لِمَا جاء في القرآن الكريم عامَّة كالآية المعروفة : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، فإبقاء الرَّاتب هاد فوق المستطاع فهذا إعانة على الربا بلا شك ، والحقيقة التي يغفل عنها الذين يتورَّعون بزعمهم يقولون : نحن نودع المال وما نأخذ ، بيقولوا : فائدة ، وهو عين الربا ، هنّ بيغفلوا أو بيتغافلوا عن هذا المبدأ القرآني : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، كما أنَّهم يتغافلون أو يغفلون أنَّ رأس مال البنك هو الإيداعات التي يُودعها الناس إليهم ، لو تصوَّرنا بنكًا في ساعة واحدة أجمع كلُّ المتعاملين مع البنك على سحب الأموال شو يبقى عنده ؟ يبقى شيء قليل ، بيتعطَّل البنك ؛ لأنُّو يبقى عنده من المال ما يستطيع أن يدير الموظَّفين تبعه ، يفلِّس يعني ... فإذًا هذه أكبر إعانة لإقامة البنك وجعله حقيقة واقعة .
سائل آخر : طيب ؛ يا سيدي ... عنده مئة ألف ولَّا مئتين ألف وين بدو يحطهم يا ترى ؟
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : وين بدو يوديهم المئة ألف مئتين ألف وين بدو يروح فيهم ؟
الشيخ : مين هو ؟
سائل آخر : واحد عنده مئتين ألف دينار نقد وين بدو يروح ؟
الشيخ : الواحد ما بيكفي يا أبو عزت ، أوَّلًا : هذا الواحد مسلم ولَّا كافر ؟
سائل آخر : أنا مسلم ، وعندي مئتين ألف .
الشيخ : بدك تقول : مسلم .
سائل آخر : وعندي مئتين ألف .
الشيخ : بدك تأخذني بحلمك ؟
سائل آخر : آ ، تفضل .
الشيخ : مسلم ولَّا كافر ؟ بدك تقول : مسلم .
سائل آخر : آ .
الشيخ : صالح ولَّا طالح ؟ بدك تقول : صالح .
سائل آخر : صالح .
الشيخ : وإلا إذا كان طالح خربت ... صح ؟
السائل : آ .
الشيخ : آ ، بدك تقول : صالح ، الصالح بقى بيفكِّر في قوله - تعالى - : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ؛ إذًا المخرج ليس هو الذي جَعَلَه الكافر ، الكافر أعني الكفار الأوروبيين والأمريكيين ؛ ليس المخرج للمسلم الصالح هو هذا المخرج أو هذه الوسيلة التي اخترَعَها الكفار لمحافظتهم على أموال الناس ، وهو بالحرام ، ليس هذا هو المخرج ؛ المخرج هنا ينبغي أن يكون أوَّلًا ربَّانيًّا إلهيًّا ، ثانيًا أن يكون شرعيًّا ؛ يعني في حدود الشرع ؛ بمعنى أنُّو في أسباب شرعَها الله - عز وجل - بمسبِّبات ، هذه المسبِّبات تكون جائزة شرعًا ، بالتالي ينبغي تكون أسبابها مشروعة أيضًا ، أنا أقرِّب هذا بمثال .
السائل : تفضل .
الشيخ : المثال هو : أن المسلم لا يجوز له أن يكون عالةً على الناس يتكفَّف أيدي الناس ، وإنما بيحصِّل رزقه بكدِّ يمينه وعرق جبينه ، لكن كدُّ يمينه وعرق جبينه هذا كناية عن سبب من الأسباب لتحصيل الرزق ، فرُبَّ إنسان يتعاطى سبب هيِّن ليِّن لكن ما هو مخالف للشرع ، إنسان آخر يتَّخذ مثل ذاك السبب - أيضًا - لكن مخالف للشرع . فالأول اللي حصَّل الرزق تبعه بكدِّ يمينه وعرق جبينه وبسبب مشروع حصَّل رزقه بسبب مشروع . الثاني بائع خمر - مثلًا - بيكسب ... ببيع الخمر ، فهو بيحصِّل رزقه ببيع الخمر ، بيع الخمر سبب كوني لكن ما هو سبب شرعي ، فهو يرتكب الحرام لتحصيل الرزق ، وهكذا الأسباب قسمين شرعية وغير شرعية .
الآن هل وضع المال في البنك سبب شرعي ؟ طبعًا الجواب : لا ، إذًا المسلم لما بيتساءل بيقول : إذًا هذا الغني اللي عندو ألوف مؤلَّفة وين يذهب بهذا المال ؟ هذا أوَّلًا فليتَّق الله - عز وجل - ، ثانيًا يتخذ سبب مشروع ، مثلًا من الأسباب البسيطة جدًّا أنُّو في في البنوك صناديق أمانات ، يعني أنت تسمع بهذه الصناديق ، لكن هذه الصناديق بدل ما الواضع لماله ... أن يأخذ ربا صار البنك بيأخذ منه أجر ، بدو أجر ؛ هَيْ حل ، لكن هذا الحل بيكلف ما بيعجبه ، فعلى الأقل هو إذا عامل ناس ... بيقول لك : أنا بحطه في البنك وما بأخذ عليه فائدة ؛ ترجع القضية اللي قلناها هذا غافل أو متغافل ؛ هَيْ حكيناها هديك الساعة ، إذًا هَيْ حل مشروع ، روح لعند البنك اللي في عنده صندوق ، وأودع مالك فيه ، وادفع أجر يا أخي ، الله بيعوضك خير .
هذا من جملة إيش ؟ تقوى الله - عز وجل - ، لكن في هناك أسباب أبسط من هيك ، يستطيع هاللي عنده هالمال أنُّو يتخذ أي وسيلة أخرى ، وسبحان الله ! الناس في غفلة عجيبة جدًّا ، شو بيقول لك خاصة اللي عايشين في أوروبا ، يقول لك : يا أخي ، نحن هون عايشين في مجتمع فيه قتل وسرقة ونهب و و إلى آخره ؛ فإذا بدنا نحط الأموال في حوزتنا وفي دورنا بيجوز نتعرَّض للسرقة والقتل .
السائل : ... نفس الشيء .
الشيخ : أنا بأقول : سبحان الله ! على هذا المنطق ، وقلت لهم فعلًا لمَّا أُتِيح لي السفر إلى بريطانيا اجتمعنا مع بعضهم كما يقولون اليوم جاليات إسلامية ، منهم باكستانيين وهنود وغيرهم ؛ قلت لهم : سبحان الله ! شو الواحد منكم بيمشي بالطريق بيرفع راية أنُّو أنا المليونير وعندي ملايين الجنيهات الإسترليني و و إلى آخره ، وواضعهم في صندوق خشبي في البيت ، رافعين راية ؟ شو هالخوف هذا في غير محله ؟ لكن هذا كله دليل قوي جدًّا على أن قلوب هؤلاء الناس ما هي مربوطة بالله - عز وجل - ، فهنّ اعتمدوا على الأسباب المادية ونسوا المسبِّب لهذه الأسباب = -- أهلًا -- = وهو الله - تبارك وتعالى - .
السائل : ... .
الشيخ : حديثين ... بالمناسبة ، هؤلاء المسلمين الأغنياء والذين يبرِّرون لأنفسهم أن يخالفوا شريعة ربِّهم بحجَّة وين بدنا نروح أموالنا ؟ فهؤلاء بحاجة إلى أن يسمعوا حديثين يمكن اعتبارهما تفسير للآية السابقة : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا :
الحديث الأول : قال - عليه الصلاة والسلام - : كان فيمَن قبلكم رجلٌ أتى غنيًّا قال له : أقرِضْني مئة دينار . فقال له : هاتِ الكفيل . قال : الله الكفيل .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
قال له : هات الشهيد . قال : الله الشهيد .
الفتاوى المشابهة
- باب تغليظ تحريم الربا: قال الله تعالى: (( ال... - ابن عثيمين
- هل يجوز المحاماة في القضايا التي تطبق فيها الش... - الالباني
- هل يباح التعامل بالربا في دول الكفر؟ (بيان خطر... - الالباني
- تتمة تفسير قول الله تعالى: (( الذين يأكلون ا... - ابن عثيمين
- هل تجوز تسمية الربا فوائد ؟ وكيف يتخلص المسلم... - الالباني
- باب الربا. - ابن عثيمين
- بيان أن التعامل بالربا من أكبر الكبائر . وما ح... - الالباني
- ما حكم تسمية الربا بالفوائد البنكية .؟ - الالباني
- الربا - الفوزان
- الكلام على بعض مسائل الربا . - الالباني
- الكلام على بعض قضايا الرِّبا . - الالباني