ما الفرق بين العقيدة الأشعرية و العقيدة الماتوردية؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : والعقيدة الماتوريدية أيش الخلاف الجوهري بينهم في هذا الموضوع ؟ يعني لماذا هؤلاء نحو هذا المنحى والآخرين سلكون طريق آخر ؟ ليش الخلاف ليش اختلفوا في هذا المنهج وكل واحد منهم أصبح له جماعة ينتسب إليها ؟
الشيخ : ليش خصصت الماتوريدية والأشاعرة؟
السائل : لأنهم من أهل السنة بيهمني أعرف .
الشيخ : طيب وأهل الحديث ما هم من أهل السنة ؟
السائل : لا أ. هل الحديث هم باعتبار أنهم بيتبناو عقيدتهم نعرفها يعني أنا كثير عقائد الماتوريدية والأشاعرة حقيقة ما نعرفها يعني قد يكون في الجزئيات .
الشيخ : ما اختلفنا ليش خصصت الأشاعرة والماتوريدية ؟ وما ذكرت ليش هذولا اختلفوا مع أهل الحديث ؟
السائل : و الله أنا بدي أعرف الخلاف بينهم هم أول شيء ليش دار بهذا الشكل وانقسموا صاروا فريقين .
الشيخ : شو الفائدة ؟
السائل : الفائدة ... .
الشيخ : شو الفرق بين الخلاف بين الماتوريدية وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة والماتوريدية أو بين الأشاعرة والماتوريدية من جهة والأشاعرة وأهل الحديث من جهة أخرى، شو الفرق ؟
السائل : يعني نحب إذا إنت تحكينا في هذا الموضوع وجزاك الله خيرا، يعني حسب ما بتشوفوا مناسب، بدنا نتعلم .
الشيخ : أه كويس.
السائل : هيك صار السؤال فعلا بيهمني أسمع بالتفصيل هذا الموضوع .
الشيخ : ... شوية هلا، ههه.
السائل : بخلاف القائم بين جمهور أهل السنة هؤلاء الثلاثة الأشاعرة والماتوريدية وأهل الحديث .
الشيخ : عرفت فالزم، اجعل الطابة جانب إنه ما جاء وإلا لسى .مانو حسن ... بيجي من يمك ههه .
السائل : لأنه هذا كثير أستاذ يثار الموضوع ونحن بصراحة ما عندنا الإطلاع الكافي فيه .
الشيخ : أولا الحقيقة يجب أن نعرف أن الماتوريدية والأشاعرة يلتقون بعضهم مع بعض في منهج يخالفون فيه .
السائل : أهل الحديث .
الشيخ : أهل السنة أريد أقول أنا .
السائل : أها.
الشيخ : أنا هكذا بدي أقول .
السائل : لأنه هذه ممكن أهل الحديث ممكن منهم هذه العبارة ... .
الشيخ : أي نعم . فأهل السنة حقا هم أهل الحديث والذين يستعملون هذه اللفظة ويطلقونها على الطائفتين المذكورتين آنفا أعني الماتوريدية والأشاعرة فهي من باب إطلاق النقيض على النقيض لأن معنى أهل السنة أولئك هم الذين يتبعون السنة ولا يخرجون عنها ولو بطريق التأويل بل التعطيل .
السائل : نعم لا شك ولا ريب .
الشيخ : وهؤلاء أعني الطائفتين خرجوا عن السنة في كثير من الأمور المتعلقة بطبيعة الحال بالعقيدة لأنه حينما يقال ماتوريدية وأشاعرة إنما المقصود إعتقادا وليس أحكاما .
السائل : عقيدة .
الشيخ : عقيدة .
السائل : بالتوحيد يعني
الشيخ : أه، فهم يلتقون أحدهما مع الآخر في أن لهم منهجا خالفوا فيه أهل السنة حقا ألا وهو أعني المنهج أنهم استعملوا مِعول التأويل كلهم الماتوريدية والأشاعرة استعملوا معول التأويل لكثير من أحاديث من آيات الصفات وأحاديث الصفات فالتقوا في هذا المنهج على ضد ما عليه أهل السنة حقا وهم أهل الحديث ولكنهم اختلفوا في جوانب مما يتعلق بعقيدتهم بعد أن التقوا في ذاك المنهج الذي خالفوا فيه أهل السنة حقا وهم أهل الحديث . فمثلا آيات الصفات وأحاديث الصفات يلتقي الماتوريدية والأشاعرة وقبل أن أمضي في كلامي، قبل أن أمضي في كلامي أريد أن أستدرك فأقول حينما نقول ماتوريدية أو نقول أشاعرة كما لو قلنا الحنفية أو قلنا المالكية أو الشافعية أو الحنابلة نقول هؤلاء مذهبيون نعني في الجملة وليس في التفصيل لأنه لا يخلو أن يوجد في كل مذهب من هذه المذاهب التي عددناها آنفا سواء منها ماكان متعلقا بالعقيدة أو الأحكام الشرعية لا يخلو أن يكون هناك أفراد ولو أنهم كانوا قليلين أنصفوا وتجردوا عن أن يكونوا مقلدين للماتوريدية أو الأشاعرة لذلك فأرجو بهذا الإستدراك أن لا يتبادر إلى ذهن أحد من السامعين أن كل ماتوريدي فهو مؤوّل وكل أشعري فهو مؤوّل وبنتيجة التأويل هو معطل أي منكر لصفات إلاهية ثابتة في الكتاب والسنة بعد هذا الإستدراك أمضي فأقول إن الأشاعرة والماتوريدية التقوا في تأويل كثير من الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات الإلاهية لدرجة أننا بإمكاننا أن نقول إنه الكفر بسبب التأويل لكننا كما قلنا في أول جلوسنا في هذا المكان هذه الليلة لا نكفر أحدا لأننا لا ندري لعل له عذرا عند الله عز وجل ولعله لم تقم عليه الحجة ولكننا نقول إن تأويلهم قد أودى بهم إلى إنكار حقائق شرعية خطيرة جدا جدا .
أهم ما وقعوا فيه من الإنكار مسألتان اثنتان الأولى الكلام الإلهي ، الكلام الإلهي والأخرى العلو الإلهي ، أما العلو فهذا أمر معروف عن كثير من المسلمين خاصة إذا كانوا من طلبة العلم فهم يتأولون كل الآيات وكل الأحاديث التي فيها إثبات أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها، يتأولون هذه النصوص التي لا يمكن تأويلها مطلقا إلا بطريق التعطيل الذي أشار إليه بن قيم الجوزية رحمه الله في شعر علمي البليغ ألا وهو قوله :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه "
فهم أنكروا بطريق التأويل بل التعطيل الكلام الإلهي كما أنكروا العلو الإلهي فبحث العلو ما ندندن حوله لأننا تكلمنا كما تكلم غيرنا فيه كثيرا وكثيرا . أما الكلام الإلهي فنادر جدا جدا ممن تكلم فيه وبيّن خطورة عقيدة الأشاعرة والمعتزلة في هذه المسألة التي خالفوا فيها أهل السنة حقا، نعم .
السائل : ... بعدم العلو بالنسبة لصفة الله عز وجل، إيش الشبهة ؟ يعني لماذا هم لم يقولوا بالعلو ؟
الشيخ : يعني أنت آثرت الآن البحث في المهم وليس في الأهم .
السائل : معليش بس بدي أعرف الشبهة عنهم يعني موضوع ... .
الشيخ : وإيش رأيك إذا قابلنا كلمة معليش بمثلها معليش
السائل : على كيفك
الشيخ : معليش خلينا نأخرها شوية
السائل : ماشي .
الشيخ : معليش ؟
السائل : معليش .
الشيخ : معليش .
السائل : ههه .
الشيخ : الأمر خطير جدا بالنسبة للكلام الإلهي ، أهل السنة والأشاعرة والماتوريدية متفقون أن القرآن كلام الله وهو من كلام الله لأن الله كلامه كما أشار في القرآن قل لو كان البحر مدادا
السائل : قل إنما أنا بشر مثلكم
الشيخ : لا، أي كمل لا شو ؟
السائل : قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه
إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قل لو كان البحر
الشيخ : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي فهذه الكلمات الإلهية منها القرآن الكريم ومنها التوراة والإنجيل والزبور إلخ . فهؤلاء المسلمون جميعا من الطوائف التي ذكرناها يقولون القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته، شذّت المعتزلة شذوذا على المكشوف فقالوا كلام الله مخلوق ما راوغت المعتزلة أعلنوا عن ضلالهم بالنسبة لغيرهم وعن هداهم بالنسبة لأنفسهم حين قالوا القرآن كلام الله لكنه مخلوق .
أهل الحديث قالوا القرآن كلام الله فهو غير مخلوق لأن كلام الله صفة من صفاته فمستحيل أن يكون صفة من صفات الله خلقا من خلقه .
الأشاعرة و الماتوريدية وقفوا ظاهرا مع أهل الحديث وباطنا وحقيقة مع المعتزلة لكن على طريقة اللف والدوران ولم يجاهروا بعقيدتهم كما فعلت المعتزلة قالوا القرآن كلام الله لكنه كلام نفسي وليس هو كلام لفظي يعني الله ما يتكلم إذا شو فرق بينهم وبين المعتزلة ؟
المعتزلة ابتداعهم الكثير ما ساعدهم على ها البدعة التي جاءت بها الأشاعرة والماتوريدية بتأويل صفة الكلام إلى الكلام النفسي، القرآن كلام الله لكنه كلام نفسي أي ليس كلاما لفظيا أي بمعنى أوضح ليس كلاما مسموعا فربنا حين يخاطب الملائكة وإذ قلنا للملائكة اسجدوا ليس هناك كلام مسموع تسمعه الملائكة هم بيقولوا أتجعل فيها من يفسد فيها وبيرد عليهم ويقول إني أعلم ما لا تعلمون هذا الكلام كله لا حقيقة له إنما كلام الله كلام نفسي أي كالعلم الإلهي هل أحد مطلع عليه العلم الإلهي علم صفة ذاتية لا يمكن أحد أن يطلع عليها أيضا الكلام الإلهي هو كلام نفسي يعني قائم في نفس الله وفي ذات الله ما بيخرج عنه بمعنى يسمعه غيره، خطورة هذه العقيدة أنه نحن نقول القرآن كلام معجز ليش لأنه كلام الله لكن النتيجة بتطلع إيه فمش كلام الله !
السائل : نعم
الشيخ : النتيجة تلتقي مع قول الكفرة المشركين الذين قالوا إن هذا إلا قول البشر وأوعدهم الله فقال سأصليه سقر نعم قد يكون هناك فرق شكلي، المعتزلة مثلا الذين جهروا بضلالهم فقالوا كلام الله مخلوق وأولئك الآخرون من الأشاعرة والمعتزلة ما جهروا جهرهم ولكنهم دندنوا حول عقيدة المعتزلة فقد لا يقولون إنه من قول البشر قد يقولون قولا آخر إنه مثلا قول جبريل عليه السلام فهو ليس بشرا لكن حينئذ إيش الفرق بين أن يكون قول البشر مثل محمد الي يسموه الكفر بأنه رجل عبقري وأنه رجل عظيم وبين أن يقول قول جبريل عليه السلام، النتيجة واحدة.
إذا ها الآية، الآية إلي هي معجزة الدهر أنه هذا القرآن كلام الله تعطل وصار هذا ليس كلام الله إنما هو غير الله مش بيهمنا بقى هو بشر أو هو ملك . من مصائب الأشاعرة الآن أحدهم ألّف كتاب ظلت الأشاعرة على وجه الأرض كلها في هذا العصر لأن العقيدة يتبنونها منه وهو المسمى بكتاب الجوهرة .
السائل : حديث هذا أستاذ ؟
الشيخ : متأخر
السائل : نعم
الشيخ : أي نعم، وعليه عدة شروح من جملة من شرح هذا الكتاب رجل من كبار علماء الأزهر وله بعض التعاليق على بعض الكتب بتدل على أنه على علم خاصة بما يسمى بعلوم الآلة وهو الشيخ محي الدين بن عبد الحميد له تعليقات مثلا على سنن أبي داود وغيره من الكتب له حاشية على شرح الجوهرة لأحد العلماء الأشاعرة المسمى باللقاني، اللقاني شرح الجوهرة هذا محي الدين عبد الحميد وضع حاشية أحيانا يتوسع في الكلام في هذه الحاشية أكثر من الشارح ثم جاء للكلام عن الكلام الإلهي هل إلي في الكتاب يقول أنه الكلام الإلهي هو كلام نفسي وليس كلاما لفظيا بيناقش المعتزلة، ... أشعري بيناقش المعتزلة بيقول للمعتزلة لماذا أنتم تنكرون الكلام الإلهي ؟ هل هناك مانع أن يكون الله عز وجل كلم موسى كما قال في القرآن الكريم كلم الله موسى تكليما هل هناك مانع أن يكون الله خلق في موسى قوة فأدرك ما في النفس الإلهية من الكلام الإلهي .
السائل : ليش ها الكلام ... يعني
الشيخ : ليش ماشي على مذهبه الكلام النفسي
السائل : نعم
الشيخ : وربنا بيقول في صريح القرآن الكريم في أوائل سورة طه فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري فاستمع لما يوحى ربنا يقول في صريح القرآن أنه خاطب موسى وأن استمع لما يوحى هذا كلام مسموع
السائل : ... الإيحاء مش ... على ... الصورة
الشيخ : طبعا.
السائل : كويس ... إيحاء عن طريق إيحاء
الشيخ : لكن هذا ملغي عندهم وهذا هو الكفر إلي بنقول به لكان ربنا بيقول في القرآن الكريم وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب هذا هو الكلام اللفظي أو يرسل رسولا يعني أنكروا هذا الكلام اللفظي يعني محمد عليه السلام لما عرج به إلى السماوات العلى ما في مكالمة بينه وبين ربه بالمعنى إلي هن إلي نحن نقرروا وهن بيلغوه القرآن كله يا جماعة قال، قالوا بين رب العالمين بين الملائكة بين إبليس قصة إبليس وحدها بتكفي فاخرج منها إنك رجيم قال ربي بما أغويتني يعني مخاطبة بيصير كلام مسموع حتى إبليس سمعه من رب العالمين فتعهد وتجبر قال الله عز وجل إنه هو سيضل عباده كلهم إلا عبادك المخلصين يعني القصص المذكورة في القرآن كلها قائمة على إثبات الكلام اللفظي المسموع كل هذه الحقائق أنكرت شو بدي أقلك عشر آيات مائة آية فضلا عن الأحاديث وبخاصة الأحاديث التي تسمى بالأحاديث القدسية كل هذه معطلة شو إلي عطلها تفسير الكلام الإلهي بالإيش بالكلام النفسي .
الأشاعرة والماتوريدية داهنوا جماهير المسلمين قالوا كلام الله غير مخلوق لكن لما ناقشوا المعتزلة أفهموا أنه الكلام إلي ما هو مخلوق هو المستقر في ذات الله كالعلم أما كلام صرح به القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة يمكن هذا الكلام ما بيناسب إذا كان بقى في ناس الآخرين ما نعرف شو ... التقوا الجماعة ...
قالوا لا لكن كلام الله كلام نفسي ليس ملفوظا وليس مسموعا وكما ذكرت لكم آنفا هذا معناه إنكار عشرات الآيات ومئات الأحاديث القدسية التي يقول فيها الرسول عليه السلام قال الله تبارك وتعالى
السائل : ... فيما يرويه عن ربه
الشيخ : أي نعم، قال الله تبارك وتعالى كذا وكذا يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ... هذا كله كلام نفسي ! ما أحد سمع هذا الكلام أبدا فضلا عن القصص التي ذكرها ربنا في القرآن بينه وبين الملائكة بينه وبين إبليس الرجيم بينه وبين موسى عليه السلام وعيسى إلخ . ويوم القيامة وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس ما فيش كلام أبدا إطلاقا ! هذا أكبر تعطيل وقع فيه هؤلاء الفرق
السائل : ... .
الشيخ : بعدها تجي مسألة إستواء الله على عرشه تجي بقى إنت مشان ما نضيعلك سؤالك شو كان سؤالك ؟
السائل : إذا سمحت بدي بقول إنه هن قالوا صرفوا موضوع الكلام كلام الله عز وجل حتى لا يتشبه الخالق بالمخلوق .
الشيخ : هيك زعموا .
السائل : هيك زعموا .
الشيخ : نعم .
الشيخ : ليش خصصت الماتوريدية والأشاعرة؟
السائل : لأنهم من أهل السنة بيهمني أعرف .
الشيخ : طيب وأهل الحديث ما هم من أهل السنة ؟
السائل : لا أ. هل الحديث هم باعتبار أنهم بيتبناو عقيدتهم نعرفها يعني أنا كثير عقائد الماتوريدية والأشاعرة حقيقة ما نعرفها يعني قد يكون في الجزئيات .
الشيخ : ما اختلفنا ليش خصصت الأشاعرة والماتوريدية ؟ وما ذكرت ليش هذولا اختلفوا مع أهل الحديث ؟
السائل : و الله أنا بدي أعرف الخلاف بينهم هم أول شيء ليش دار بهذا الشكل وانقسموا صاروا فريقين .
الشيخ : شو الفائدة ؟
السائل : الفائدة ... .
الشيخ : شو الفرق بين الخلاف بين الماتوريدية وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة والماتوريدية أو بين الأشاعرة والماتوريدية من جهة والأشاعرة وأهل الحديث من جهة أخرى، شو الفرق ؟
السائل : يعني نحب إذا إنت تحكينا في هذا الموضوع وجزاك الله خيرا، يعني حسب ما بتشوفوا مناسب، بدنا نتعلم .
الشيخ : أه كويس.
السائل : هيك صار السؤال فعلا بيهمني أسمع بالتفصيل هذا الموضوع .
الشيخ : ... شوية هلا، ههه.
السائل : بخلاف القائم بين جمهور أهل السنة هؤلاء الثلاثة الأشاعرة والماتوريدية وأهل الحديث .
الشيخ : عرفت فالزم، اجعل الطابة جانب إنه ما جاء وإلا لسى .مانو حسن ... بيجي من يمك ههه .
السائل : لأنه هذا كثير أستاذ يثار الموضوع ونحن بصراحة ما عندنا الإطلاع الكافي فيه .
الشيخ : أولا الحقيقة يجب أن نعرف أن الماتوريدية والأشاعرة يلتقون بعضهم مع بعض في منهج يخالفون فيه .
السائل : أهل الحديث .
الشيخ : أهل السنة أريد أقول أنا .
السائل : أها.
الشيخ : أنا هكذا بدي أقول .
السائل : لأنه هذه ممكن أهل الحديث ممكن منهم هذه العبارة ... .
الشيخ : أي نعم . فأهل السنة حقا هم أهل الحديث والذين يستعملون هذه اللفظة ويطلقونها على الطائفتين المذكورتين آنفا أعني الماتوريدية والأشاعرة فهي من باب إطلاق النقيض على النقيض لأن معنى أهل السنة أولئك هم الذين يتبعون السنة ولا يخرجون عنها ولو بطريق التأويل بل التعطيل .
السائل : نعم لا شك ولا ريب .
الشيخ : وهؤلاء أعني الطائفتين خرجوا عن السنة في كثير من الأمور المتعلقة بطبيعة الحال بالعقيدة لأنه حينما يقال ماتوريدية وأشاعرة إنما المقصود إعتقادا وليس أحكاما .
السائل : عقيدة .
الشيخ : عقيدة .
السائل : بالتوحيد يعني
الشيخ : أه، فهم يلتقون أحدهما مع الآخر في أن لهم منهجا خالفوا فيه أهل السنة حقا ألا وهو أعني المنهج أنهم استعملوا مِعول التأويل كلهم الماتوريدية والأشاعرة استعملوا معول التأويل لكثير من أحاديث من آيات الصفات وأحاديث الصفات فالتقوا في هذا المنهج على ضد ما عليه أهل السنة حقا وهم أهل الحديث ولكنهم اختلفوا في جوانب مما يتعلق بعقيدتهم بعد أن التقوا في ذاك المنهج الذي خالفوا فيه أهل السنة حقا وهم أهل الحديث . فمثلا آيات الصفات وأحاديث الصفات يلتقي الماتوريدية والأشاعرة وقبل أن أمضي في كلامي، قبل أن أمضي في كلامي أريد أن أستدرك فأقول حينما نقول ماتوريدية أو نقول أشاعرة كما لو قلنا الحنفية أو قلنا المالكية أو الشافعية أو الحنابلة نقول هؤلاء مذهبيون نعني في الجملة وليس في التفصيل لأنه لا يخلو أن يوجد في كل مذهب من هذه المذاهب التي عددناها آنفا سواء منها ماكان متعلقا بالعقيدة أو الأحكام الشرعية لا يخلو أن يكون هناك أفراد ولو أنهم كانوا قليلين أنصفوا وتجردوا عن أن يكونوا مقلدين للماتوريدية أو الأشاعرة لذلك فأرجو بهذا الإستدراك أن لا يتبادر إلى ذهن أحد من السامعين أن كل ماتوريدي فهو مؤوّل وكل أشعري فهو مؤوّل وبنتيجة التأويل هو معطل أي منكر لصفات إلاهية ثابتة في الكتاب والسنة بعد هذا الإستدراك أمضي فأقول إن الأشاعرة والماتوريدية التقوا في تأويل كثير من الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات الإلاهية لدرجة أننا بإمكاننا أن نقول إنه الكفر بسبب التأويل لكننا كما قلنا في أول جلوسنا في هذا المكان هذه الليلة لا نكفر أحدا لأننا لا ندري لعل له عذرا عند الله عز وجل ولعله لم تقم عليه الحجة ولكننا نقول إن تأويلهم قد أودى بهم إلى إنكار حقائق شرعية خطيرة جدا جدا .
أهم ما وقعوا فيه من الإنكار مسألتان اثنتان الأولى الكلام الإلهي ، الكلام الإلهي والأخرى العلو الإلهي ، أما العلو فهذا أمر معروف عن كثير من المسلمين خاصة إذا كانوا من طلبة العلم فهم يتأولون كل الآيات وكل الأحاديث التي فيها إثبات أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها، يتأولون هذه النصوص التي لا يمكن تأويلها مطلقا إلا بطريق التعطيل الذي أشار إليه بن قيم الجوزية رحمه الله في شعر علمي البليغ ألا وهو قوله :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه "
فهم أنكروا بطريق التأويل بل التعطيل الكلام الإلهي كما أنكروا العلو الإلهي فبحث العلو ما ندندن حوله لأننا تكلمنا كما تكلم غيرنا فيه كثيرا وكثيرا . أما الكلام الإلهي فنادر جدا جدا ممن تكلم فيه وبيّن خطورة عقيدة الأشاعرة والمعتزلة في هذه المسألة التي خالفوا فيها أهل السنة حقا، نعم .
السائل : ... بعدم العلو بالنسبة لصفة الله عز وجل، إيش الشبهة ؟ يعني لماذا هم لم يقولوا بالعلو ؟
الشيخ : يعني أنت آثرت الآن البحث في المهم وليس في الأهم .
السائل : معليش بس بدي أعرف الشبهة عنهم يعني موضوع ... .
الشيخ : وإيش رأيك إذا قابلنا كلمة معليش بمثلها معليش
السائل : على كيفك
الشيخ : معليش خلينا نأخرها شوية
السائل : ماشي .
الشيخ : معليش ؟
السائل : معليش .
الشيخ : معليش .
السائل : ههه .
الشيخ : الأمر خطير جدا بالنسبة للكلام الإلهي ، أهل السنة والأشاعرة والماتوريدية متفقون أن القرآن كلام الله وهو من كلام الله لأن الله كلامه كما أشار في القرآن قل لو كان البحر مدادا
السائل : قل إنما أنا بشر مثلكم
الشيخ : لا، أي كمل لا شو ؟
السائل : قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه
إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قل لو كان البحر
الشيخ : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي فهذه الكلمات الإلهية منها القرآن الكريم ومنها التوراة والإنجيل والزبور إلخ . فهؤلاء المسلمون جميعا من الطوائف التي ذكرناها يقولون القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته، شذّت المعتزلة شذوذا على المكشوف فقالوا كلام الله مخلوق ما راوغت المعتزلة أعلنوا عن ضلالهم بالنسبة لغيرهم وعن هداهم بالنسبة لأنفسهم حين قالوا القرآن كلام الله لكنه مخلوق .
أهل الحديث قالوا القرآن كلام الله فهو غير مخلوق لأن كلام الله صفة من صفاته فمستحيل أن يكون صفة من صفات الله خلقا من خلقه .
الأشاعرة و الماتوريدية وقفوا ظاهرا مع أهل الحديث وباطنا وحقيقة مع المعتزلة لكن على طريقة اللف والدوران ولم يجاهروا بعقيدتهم كما فعلت المعتزلة قالوا القرآن كلام الله لكنه كلام نفسي وليس هو كلام لفظي يعني الله ما يتكلم إذا شو فرق بينهم وبين المعتزلة ؟
المعتزلة ابتداعهم الكثير ما ساعدهم على ها البدعة التي جاءت بها الأشاعرة والماتوريدية بتأويل صفة الكلام إلى الكلام النفسي، القرآن كلام الله لكنه كلام نفسي أي ليس كلاما لفظيا أي بمعنى أوضح ليس كلاما مسموعا فربنا حين يخاطب الملائكة وإذ قلنا للملائكة اسجدوا ليس هناك كلام مسموع تسمعه الملائكة هم بيقولوا أتجعل فيها من يفسد فيها وبيرد عليهم ويقول إني أعلم ما لا تعلمون هذا الكلام كله لا حقيقة له إنما كلام الله كلام نفسي أي كالعلم الإلهي هل أحد مطلع عليه العلم الإلهي علم صفة ذاتية لا يمكن أحد أن يطلع عليها أيضا الكلام الإلهي هو كلام نفسي يعني قائم في نفس الله وفي ذات الله ما بيخرج عنه بمعنى يسمعه غيره، خطورة هذه العقيدة أنه نحن نقول القرآن كلام معجز ليش لأنه كلام الله لكن النتيجة بتطلع إيه فمش كلام الله !
السائل : نعم
الشيخ : النتيجة تلتقي مع قول الكفرة المشركين الذين قالوا إن هذا إلا قول البشر وأوعدهم الله فقال سأصليه سقر نعم قد يكون هناك فرق شكلي، المعتزلة مثلا الذين جهروا بضلالهم فقالوا كلام الله مخلوق وأولئك الآخرون من الأشاعرة والمعتزلة ما جهروا جهرهم ولكنهم دندنوا حول عقيدة المعتزلة فقد لا يقولون إنه من قول البشر قد يقولون قولا آخر إنه مثلا قول جبريل عليه السلام فهو ليس بشرا لكن حينئذ إيش الفرق بين أن يكون قول البشر مثل محمد الي يسموه الكفر بأنه رجل عبقري وأنه رجل عظيم وبين أن يقول قول جبريل عليه السلام، النتيجة واحدة.
إذا ها الآية، الآية إلي هي معجزة الدهر أنه هذا القرآن كلام الله تعطل وصار هذا ليس كلام الله إنما هو غير الله مش بيهمنا بقى هو بشر أو هو ملك . من مصائب الأشاعرة الآن أحدهم ألّف كتاب ظلت الأشاعرة على وجه الأرض كلها في هذا العصر لأن العقيدة يتبنونها منه وهو المسمى بكتاب الجوهرة .
السائل : حديث هذا أستاذ ؟
الشيخ : متأخر
السائل : نعم
الشيخ : أي نعم، وعليه عدة شروح من جملة من شرح هذا الكتاب رجل من كبار علماء الأزهر وله بعض التعاليق على بعض الكتب بتدل على أنه على علم خاصة بما يسمى بعلوم الآلة وهو الشيخ محي الدين بن عبد الحميد له تعليقات مثلا على سنن أبي داود وغيره من الكتب له حاشية على شرح الجوهرة لأحد العلماء الأشاعرة المسمى باللقاني، اللقاني شرح الجوهرة هذا محي الدين عبد الحميد وضع حاشية أحيانا يتوسع في الكلام في هذه الحاشية أكثر من الشارح ثم جاء للكلام عن الكلام الإلهي هل إلي في الكتاب يقول أنه الكلام الإلهي هو كلام نفسي وليس كلاما لفظيا بيناقش المعتزلة، ... أشعري بيناقش المعتزلة بيقول للمعتزلة لماذا أنتم تنكرون الكلام الإلهي ؟ هل هناك مانع أن يكون الله عز وجل كلم موسى كما قال في القرآن الكريم كلم الله موسى تكليما هل هناك مانع أن يكون الله خلق في موسى قوة فأدرك ما في النفس الإلهية من الكلام الإلهي .
السائل : ليش ها الكلام ... يعني
الشيخ : ليش ماشي على مذهبه الكلام النفسي
السائل : نعم
الشيخ : وربنا بيقول في صريح القرآن الكريم في أوائل سورة طه فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري فاستمع لما يوحى ربنا يقول في صريح القرآن أنه خاطب موسى وأن استمع لما يوحى هذا كلام مسموع
السائل : ... الإيحاء مش ... على ... الصورة
الشيخ : طبعا.
السائل : كويس ... إيحاء عن طريق إيحاء
الشيخ : لكن هذا ملغي عندهم وهذا هو الكفر إلي بنقول به لكان ربنا بيقول في القرآن الكريم وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب هذا هو الكلام اللفظي أو يرسل رسولا يعني أنكروا هذا الكلام اللفظي يعني محمد عليه السلام لما عرج به إلى السماوات العلى ما في مكالمة بينه وبين ربه بالمعنى إلي هن إلي نحن نقرروا وهن بيلغوه القرآن كله يا جماعة قال، قالوا بين رب العالمين بين الملائكة بين إبليس قصة إبليس وحدها بتكفي فاخرج منها إنك رجيم قال ربي بما أغويتني يعني مخاطبة بيصير كلام مسموع حتى إبليس سمعه من رب العالمين فتعهد وتجبر قال الله عز وجل إنه هو سيضل عباده كلهم إلا عبادك المخلصين يعني القصص المذكورة في القرآن كلها قائمة على إثبات الكلام اللفظي المسموع كل هذه الحقائق أنكرت شو بدي أقلك عشر آيات مائة آية فضلا عن الأحاديث وبخاصة الأحاديث التي تسمى بالأحاديث القدسية كل هذه معطلة شو إلي عطلها تفسير الكلام الإلهي بالإيش بالكلام النفسي .
الأشاعرة والماتوريدية داهنوا جماهير المسلمين قالوا كلام الله غير مخلوق لكن لما ناقشوا المعتزلة أفهموا أنه الكلام إلي ما هو مخلوق هو المستقر في ذات الله كالعلم أما كلام صرح به القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة يمكن هذا الكلام ما بيناسب إذا كان بقى في ناس الآخرين ما نعرف شو ... التقوا الجماعة ...
قالوا لا لكن كلام الله كلام نفسي ليس ملفوظا وليس مسموعا وكما ذكرت لكم آنفا هذا معناه إنكار عشرات الآيات ومئات الأحاديث القدسية التي يقول فيها الرسول عليه السلام قال الله تبارك وتعالى
السائل : ... فيما يرويه عن ربه
الشيخ : أي نعم، قال الله تبارك وتعالى كذا وكذا يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ... هذا كله كلام نفسي ! ما أحد سمع هذا الكلام أبدا فضلا عن القصص التي ذكرها ربنا في القرآن بينه وبين الملائكة بينه وبين إبليس الرجيم بينه وبين موسى عليه السلام وعيسى إلخ . ويوم القيامة وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس ما فيش كلام أبدا إطلاقا ! هذا أكبر تعطيل وقع فيه هؤلاء الفرق
السائل : ... .
الشيخ : بعدها تجي مسألة إستواء الله على عرشه تجي بقى إنت مشان ما نضيعلك سؤالك شو كان سؤالك ؟
السائل : إذا سمحت بدي بقول إنه هن قالوا صرفوا موضوع الكلام كلام الله عز وجل حتى لا يتشبه الخالق بالمخلوق .
الشيخ : هيك زعموا .
السائل : هيك زعموا .
الشيخ : نعم .
الفتاوى المشابهة
- ما هو الرد على شبهة ذكرها عبد الملك سعدي في شر... - الالباني
- مصطلح العقيدة في كلام العلماء - ابن باز
- ما هي عقيدة الأشاعرة والماتردية ؟ وهل الأئمة ا... - الالباني
- كلام الشيخ عن أناس من الماتوردية رجعوا إلى مذه... - الالباني
- تتمة الرَّدِّ على عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام... - الالباني
- بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم... - الالباني
- بيان عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام لله وأنه كلا... - الالباني
- ما هو توجيهكم لما تعتقده الأشاعرة والماترودية... - الالباني
- ما هي عقيدة الأشاعرة والماتردية وهل الأئمة الأ... - الالباني
- ما الفرق بين العقيدة الأشعرية والعقيدة الماتري... - الالباني
- ما الفرق بين العقيدة الأشعرية و العقيدة الماتو... - الالباني