تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إذا كان في قلبك بغضاء على شخص ما بسبب شجار أ... - ابن عثيمينالسائل : هذه السائلة من ليبيا رمزت لاسمها بـ س أ تقول فضيلة الشيخ إذا كان في قلبك بغضاء على شخص ما بسبب شجار أو شيء من ذلك ولكن لا تريد أن تتكلّم عليه و...
العالم
طريقة البحث
إذا كان في قلبك بغضاء على شخص ما بسبب شجار أو شيء من ذلك و لكن لا تريد أن تتكلم عليه و تتهرب من ذلك و لكن تظل تتكلم عليه في نفسك دون أن تخرج ذلك لأحد فهل يسجل عليك في ذلك إثم ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذه السائلة من ليبيا رمزت لاسمها بـ س أ تقول فضيلة الشيخ إذا كان في قلبك بغضاء على شخص ما بسبب شجار أو شيء من ذلك ولكن لا تريد أن تتكلّم عليه وتتهرّب من ذلك ولكن تظل تتكلم عليه في نفسك دون أن تُخرج ذلك لأحد فهل يُسجّل عليك في ذلك إثم؟

الشيخ : ليس على الإنسان إثم فيما حدّث به نفسه ولم يعمل أو يتكلّم لقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلّم وعلى هذا فإذا حدّث الإنسان نفسه عن أخيه بشيء فإنه لا يؤاخذ به وإذا حدّث الإنسان نفسه أن يُطلّق زوجته ولم يكتب ذلك أو ينطق به فإن امرأته لا تطلق فحديث النفس لا يضر إلا إذا حصل منه عمل أو كلام.
ولكني أشير على هذه السائلة وعلى غيرها أن تزيل ما في نفسها من عداوة وأحقاد وبغضاء للمسلمين وأن تصبر وتحتسب حتى وإن أوذيت أو اعتدي عليها لأن الله تبارك وتعالى قال وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ * وَما يُلَقّاها إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَما يُلَقّاها إِلّا ذو حَظٍّ عَظيمٍ فأنت إذا دافعت بالتي هي أحسن رقّق الله قلب صاحبك لك وأبدله بالعداوة صداقة وبالبغضاء محبّة وهذا شيء مجرّب.
قد يكون الإنسان في صراع مع نفسه في إزالة الأحقاد والبغضاء عمن أساء إليه ولكننا نقول اغلب نفسك وكن الصارع لا المصروع وتذكّر هذه الأيات الكريمة وَما يُلَقّاها إِلَّا الَّذينَ صَبَروا أي ما يوفق لها إلا الصابرون وَما يُلَقّاها إِلّا ذو حَظٍّ عَظيمٍ واذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا فالنفس قد تحدّثك بأنك إذا عفوت فهذا يعني الانهزامية والذل والحقيقة أن الأمر بالعكس فجاهد نفسك أخي المسلم في إزالة الأحقاد والعداوة والبغضاء عن إخوانك المسلمين. نعم.

السائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم فضيلة الشيخ.

Webiste