أما الأمر الأول : فأن أطلب العلم وأنا أخلص النية فيه لله, ثم بعد ذلك أن أعمل بهذا العلم, ثم بعد ذلك أن أدعو الناس إليه, فإذا تحصل لي هذه المسائل الثلاثة عندئذ أعرف بأنني قدمت الآخرة على الدنيا وفضلت ما عند الله على ما عند الناس امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم : "ازهد في فيما عند الناس ازهد في الدنيا يحبك الله, وازهد فيما عند الناس يحبك الناس" فإذا حبّ الناس لنا وتفضيلهم إيانا على غيرنا واتباعهم إيانا وامتثالهم كلامنا وإصغاؤهم لحديثنا ... معرفتهم الحقيقة للعلم لا تكون إلا إذا نحن آثرنا الآخرة على الدنيا, وتعلمنا العلم الذي نصل به إلى حقيقة هذه الدار التي قال الله تبارك وتعالى فيها: { وإن الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا على الخير دائما وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , ونسأل الله سبحانه وتعالى أيضا أن يمد في عمر شيخنا وأن يبارك لنا في علمه وأن يجعل للمسلمين حظا منه يفيدون منه لآخرتهم { والآخرة خير وأبقى } وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ : جزاك الله خيرا وبارك فيك .