الشيخ : أما قوله في الأول حديث جابر أنهم قدموا الشام فوجدوا مراحيض قد بُنيت نحو الكعبة فليس الحديث لجابر رضي الله عنه بل هو لأبي أيوب الأنصاري يقول: " إنهم قدموا الشام فوجدوا مراحيض قد بُنيت نحو الكعبة " يعني وجوهها نحو الكعبة قال: " فكنا ننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل " وأبو أيوب هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أنه قال: "لا تستقبلوا القبلة بغائطٍ ولا بولٍ ولا تستدبروها، ولكن شرّقوا أو غرّبوا" .
وأما حديث ابن عمر فإنه كان يقول: "رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة" وحديث ابن عمر لا يُعارض حديث أبي أيوب رضي الله عنه لأن حديث أبي أيوب في الاستقبال وحديث ابن عمر في الاستدبار وبينهما فرق وعلى هذا فنقول في تحرير حكم المسألة أما في الفضاء فلا يجوز استقبال القبلة ولا استدبارها بغائط ولا بول وأما في البنيان فيجوز استدبارها دون استقبالها وعلى هذا فمن بُنيت حمّاماته على استقبال الكعبة فليعدّلها حتى تكون الكعبة عن يمينه أو عن شماله. نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا. هذا أخوكم م أ ع ع يقول.