السائل : سائلة تقول : أفطرت في رمضان عام 1403 هـ ولم أعلم كم يوماً بالضبط ولكنها لا تزيد عن خمسة عشر يوماً ولم أقضها حتى الآن وكان سبب إفطاري هو انشغالي بالامتحانات والإختبارات ولم أستطع التركيز أثناء الصوم فهل علي أن أقضي وأكفر عن الصوم وما هو مقدار الكفارة ؟

الشيخ : نعم أولاً أن هذا الذي حصل من هذه المرأة وهو تأخير السؤال عن عبادة من فرائض الإسلام يعتبر خطئاً عظيماً وهو وارد من كل إنسان ، يجي واحد يسألك يقول أنا حجيت منذ عشرين سنة ولكن ما سعيت إلا خمسة أشواط ، كيف منذ عشرين سنة توك تسأل ، أنا لا أعذر الإنسان بهذا أبداً أن إلا أن نجعل المبرر ، صحوة الناس اليوم ، الناس بالأول ما يقدرون الشيء ويأخذون الأمور على ما هي عليه ، لكن لما بدأت الصحوة ولله الحمد وصار الناس يتساءلون صاروا يسألون عن عبادات أخلوا بها منذ أزمنة طويلة .
هذه المرأة تقول إنها تركت الصوم في عام ألف وأربع مئة وثلاثة ، كم لها ؟ سبع سنوات ، تفريط في الواقع ، فالواجب عليها أولاً أن تستغفر الله عز وجل عن هذا التأخير ، تأخير السؤال
وثانياً نقول : القاعدة الشرعية التي يجب على كل طالب علم أن يفهمها أن العبادات المؤقتة لا تصح قبل وقتها ولا بعده ، إلا إذا كان تأخيرها عن الوقت لعذر شرعي ، فتقضى بعده ، أفهمتم القاعدة الآن ، "العبادات الؤقتة لا تصح قبل وقتها ولا بعده إلا إذا كان تأخيرها بعده لعذر شرعي فإنها تقضى " أفهمتم القاعدة الآن ؟
طيب إيش الواجب عليكم أن تقولوا ؟ الواجب أن تقولوا ما الدليل ، لأن هذه القاعدة مهمة ، الدليل على أنها لا تصح قبل الوقت ولا بعده ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد فإذا صليت الظهر قبل زوال الشمس لم تصح لماذا ؟ لأنه ليس عليها أمر الله ورسوله ، وإذا أخرت الظهر إلى دخول وقت العصر بلا عذر لم تصح لماذا ؟ لأنه ليس عليها أمر الله ورسوله ، طيب صليت الفجر في الثلث الآخر من الليل تصح ولا لأ ؟ لا تصح صليت الفجر بعد طلوع الشمس ؟ لا تصح الدليل : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ، ما الدليل على أنه إذا أخرها بلا عذر فإنه يقضيها ، الدليل قوله صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ثم تلا قوله تعالى : وأقم الصلاة لذكري
وعلى هذا فعندنا رجلان : أحدهما أخر صلاة الفجر حتى طلعت الشمس عمداً وهو يقظان وليس له عذر فقام فصلى ماذا نقول صلاته ؟ باطلة مردودة ، آخر قام من النوم بعد طلوع الشمس ، وليس عنده من يوقظه والساعة المنبه نسي أن يفتحها ، أو أخطأ في تركيبها أو نبهته ولكن كان مستغرقاً بالنوم كثيراً فلم يفكر أنها تنبيهه فأغلقها ، ثم قام بعد طلوع الشمس وصلى ما تقولون في صلاته ؟ صحيحة ، لأن تأخيرها هنا لعذر وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ليس في النوم تفريط الأول الذي أخرها بلا عذر نقول لو صلى ألف مرة لم تقبل ، والثاني نقول تقبل ، لأنه أخرها لعذر ، هذه المرأة السائلة التي تقول إنها تركت الصوم من أجل الامتحان ، هل تركها الصوم وتأخيرها إياه عن وقته من أجل الامتحان عذر ولا غير عذر؟ إذا كان غير عذر فإنها لو قضت صومها لم يقبل منها بل هو مردود عليها ، وحيئذٍ ليس عليها إلا أن تتوب إلى الله وتعمل صالحاً وتكثر من الاستغفار والنوافل فعل الله عز وجل أن يكفر عنها أما قضاؤه فلا تقضيه .