حدثنا علي بن عياش قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا علي بن عياش قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة .
الشيخ : نعم ، قال البخاري : باب الدعاء عند النداء ولم يقل بعد النداء لأن لفظ الحديث يحتمل أن يكون عند النداء حين سماعه أو عند انتهائه لكن قد ورد ما يدل على أنه يقول هذا الذكر بعد الإنتهاء ، وأنه إذا انتهى صلى على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم دعا بذلك ، وقوله : حين يسمع النداء المراد به الأذان ، وقوله : حين يسمع النداء يشمل ما إذا سمعه بواسطة أو بغير واسطة فلو سمعه الإنسان عبر مكبر الصوت أو عبر الإذاعة وهو يسمعه يؤذن على الهواء فإنه يجيبه أما لو سمع شيئا مسجلا فإنه لا يجيب لأن هذا حكاية صوت ماضي وليس أذانا ولهذا لا يصح أن يقتصر في الأذان على فتح شريط مسجل يسمع منه الأذان لأن ليس المقصود رنين الأذن ، المقصود التعبد لله بهذا الأذان إذا حضرة الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وهذا الشريط متى كان ؟ متى ؟
الطالب : في الماضي
الشيخ : يمكن قبل حضور الصلاة بأيام أو أشهر أو سنين ، وقوله : اللهم رب هذه الدعوة التامة سبق لنا الكلام على اللهم ، ورب هذه الدعوة التامة ، ما هذه الدعوة التامة ؟ هي دعوة المؤذن لأنها دعوة تامة مبنية على التعظيم ، تعظيم الله عز وجل والشهادة له بالتوحيد ولرسوله بالرسالة وللدعوة إلى الصلاة وللدعوة إلى الفلاح وهذا غاية ما يكون من التمام ، وقوله : الصلاة القائمة قال العلماء معناها : التي ستقام وقيل معناها القائمة التي أقامها المسلمون وليس المراد الصلاة الحاضرة ، وعلى هذا فتكون القائمة إيش معناها ؟ القائمة فعلا لأن الصلاة عند المسلمين قائمة ، سواء التي مضت أو التي تأتي ، أما إذا كان المراد الصلاة الحاضرة فإن القائمة هنا بمعنى التي ستقام ، آت محمدا الوسيلة آت بمعنى أعطي يا عبد الله زيدان أين مفعولها الأول ؟
الطالب : ...
الشيخ : الثاني
الطالب : الوسيلة
الشيخ : الوسيلة ، آت محمدا الوسيلة والمراد بمحمد هنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يوصف بالرسالة لأنه هذا خبر والخبر لا بأس أن يذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم باسمه أما لو دعاه الإنسان فإنه يدعوه بلقبه لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يقول بعضكم لبعض يا عبد الله ، يا محمد ، يا علي ، بل قولوا يا رسول الله يا نبي الله ، أما في باب الخبر فلا بأس أن يذكر باسمه ، وقوله الوسيلة والفضيلة فسر النبي صلى الله عليه وسلم الوسيلة بأنها أعلى درجة في الجنة وأنه لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله قال وأرجو أن أكون أنا هو والفضيلة عطف على الوسيلة لأن الوسيلة باعتبار المكان والفضيلة باعتبار الحال فيجمع له بين الكمال الذاتي وكمال المستقر ، وقوله : وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته أين الوعد ؟ الوعد في قوله تعالى : ومن الليل فتجهد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وعسى هنا ليست للرجاء بل هي للتحقق ، ولهذا قال العلماء إذا قال الله تعالى في القرآن عسى فهي واجبة يعني واقعة عسى أن يبعثك ، نعم ، وهذا القول يستشهد له بهذا الحديث لأنه جعل ذلك وعدا من الله والمقام المحمود الذي وعده عليه الصلاة والسلام هو المقام الذي لا يكون لغيره فيحمده عليه الأولون والآخرون ، وذلك هو الشفاعة العظمى أو نقول إن الشفاعة العظمى منه وليست إياه وحدها ، والشفاعة العظمى هي أن الناس يوم القيامة يبعثون فيلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيقول بعضهم لبعض اذهبوا إلى آدم فيذهبون ويعتذر ثم إلى نوح فيعتذر ثم إلى إبراهيم فيعتذر ثم إلى موسى فيعتذر ثم إلى عيسى ولا يعتذر لكن يحيلهم على من هو أفضل منه فيقول إيتوا محمدا فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيشفع وينزل الرب عز وجل للقضاء بين عباده فيقضي بينهم ، نعم ، وقوله : الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ، هذه حلت جواب من الشرطية في أول الحديث من قال حين يسمع وقوله : شفاعتي الشفاعة في اللغة جعل الوتر شفعا فإذا أضفت إلى الواحد ثانيا قيل شفعه أي جعله شفعا وإذا أضفت إلى الثلاثة واحدا قيل ؟ إيش ؟
الطالب : شفعه
الشيخ : شفعه أي جعله شفعا وهي في الإصطلاح التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة هذه هي الشفاعة التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة فشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أهل الجنة يدخلوها هذه توسط بجلب منفعة وشفاعته في أهل الموقف في أن يقضى بينهم فيستريحوا
الطالب : ...
الشيخ : هاه ، هذه لدفع مضرة واعلم أن الشفاعة نوعان : عامة وخاصة فالخاصة هي التي تكون لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا لغيره ، وهي ثلاثة أنواع : النوع الأول : شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم والثاني : شفاعته لأهل الجنة أن يفتح لهم فيدخلوها ، والثالث : شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه لأنه لا يشفع أحد في كافر فيقبل إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه شفع في عمه فخفف عنه ، هذه الأنواع الثلاثة خاصة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تكون لغيره فإن قال قائل لماذا خص أبو طالب بقبول الشفاعة له ؟ ألأنه عم الرسول ؟ لا ...
الشيخ : نعم ، قال البخاري : باب الدعاء عند النداء ولم يقل بعد النداء لأن لفظ الحديث يحتمل أن يكون عند النداء حين سماعه أو عند انتهائه لكن قد ورد ما يدل على أنه يقول هذا الذكر بعد الإنتهاء ، وأنه إذا انتهى صلى على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم دعا بذلك ، وقوله : حين يسمع النداء المراد به الأذان ، وقوله : حين يسمع النداء يشمل ما إذا سمعه بواسطة أو بغير واسطة فلو سمعه الإنسان عبر مكبر الصوت أو عبر الإذاعة وهو يسمعه يؤذن على الهواء فإنه يجيبه أما لو سمع شيئا مسجلا فإنه لا يجيب لأن هذا حكاية صوت ماضي وليس أذانا ولهذا لا يصح أن يقتصر في الأذان على فتح شريط مسجل يسمع منه الأذان لأن ليس المقصود رنين الأذن ، المقصود التعبد لله بهذا الأذان إذا حضرة الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وهذا الشريط متى كان ؟ متى ؟
الطالب : في الماضي
الشيخ : يمكن قبل حضور الصلاة بأيام أو أشهر أو سنين ، وقوله : اللهم رب هذه الدعوة التامة سبق لنا الكلام على اللهم ، ورب هذه الدعوة التامة ، ما هذه الدعوة التامة ؟ هي دعوة المؤذن لأنها دعوة تامة مبنية على التعظيم ، تعظيم الله عز وجل والشهادة له بالتوحيد ولرسوله بالرسالة وللدعوة إلى الصلاة وللدعوة إلى الفلاح وهذا غاية ما يكون من التمام ، وقوله : الصلاة القائمة قال العلماء معناها : التي ستقام وقيل معناها القائمة التي أقامها المسلمون وليس المراد الصلاة الحاضرة ، وعلى هذا فتكون القائمة إيش معناها ؟ القائمة فعلا لأن الصلاة عند المسلمين قائمة ، سواء التي مضت أو التي تأتي ، أما إذا كان المراد الصلاة الحاضرة فإن القائمة هنا بمعنى التي ستقام ، آت محمدا الوسيلة آت بمعنى أعطي يا عبد الله زيدان أين مفعولها الأول ؟
الطالب : ...
الشيخ : الثاني
الطالب : الوسيلة
الشيخ : الوسيلة ، آت محمدا الوسيلة والمراد بمحمد هنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يوصف بالرسالة لأنه هذا خبر والخبر لا بأس أن يذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم باسمه أما لو دعاه الإنسان فإنه يدعوه بلقبه لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يقول بعضكم لبعض يا عبد الله ، يا محمد ، يا علي ، بل قولوا يا رسول الله يا نبي الله ، أما في باب الخبر فلا بأس أن يذكر باسمه ، وقوله الوسيلة والفضيلة فسر النبي صلى الله عليه وسلم الوسيلة بأنها أعلى درجة في الجنة وأنه لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله قال وأرجو أن أكون أنا هو والفضيلة عطف على الوسيلة لأن الوسيلة باعتبار المكان والفضيلة باعتبار الحال فيجمع له بين الكمال الذاتي وكمال المستقر ، وقوله : وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته أين الوعد ؟ الوعد في قوله تعالى : ومن الليل فتجهد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وعسى هنا ليست للرجاء بل هي للتحقق ، ولهذا قال العلماء إذا قال الله تعالى في القرآن عسى فهي واجبة يعني واقعة عسى أن يبعثك ، نعم ، وهذا القول يستشهد له بهذا الحديث لأنه جعل ذلك وعدا من الله والمقام المحمود الذي وعده عليه الصلاة والسلام هو المقام الذي لا يكون لغيره فيحمده عليه الأولون والآخرون ، وذلك هو الشفاعة العظمى أو نقول إن الشفاعة العظمى منه وليست إياه وحدها ، والشفاعة العظمى هي أن الناس يوم القيامة يبعثون فيلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيقول بعضهم لبعض اذهبوا إلى آدم فيذهبون ويعتذر ثم إلى نوح فيعتذر ثم إلى إبراهيم فيعتذر ثم إلى موسى فيعتذر ثم إلى عيسى ولا يعتذر لكن يحيلهم على من هو أفضل منه فيقول إيتوا محمدا فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيشفع وينزل الرب عز وجل للقضاء بين عباده فيقضي بينهم ، نعم ، وقوله : الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ، هذه حلت جواب من الشرطية في أول الحديث من قال حين يسمع وقوله : شفاعتي الشفاعة في اللغة جعل الوتر شفعا فإذا أضفت إلى الواحد ثانيا قيل شفعه أي جعله شفعا وإذا أضفت إلى الثلاثة واحدا قيل ؟ إيش ؟
الطالب : شفعه
الشيخ : شفعه أي جعله شفعا وهي في الإصطلاح التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة هذه هي الشفاعة التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة فشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أهل الجنة يدخلوها هذه توسط بجلب منفعة وشفاعته في أهل الموقف في أن يقضى بينهم فيستريحوا
الطالب : ...
الشيخ : هاه ، هذه لدفع مضرة واعلم أن الشفاعة نوعان : عامة وخاصة فالخاصة هي التي تكون لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا لغيره ، وهي ثلاثة أنواع : النوع الأول : شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم والثاني : شفاعته لأهل الجنة أن يفتح لهم فيدخلوها ، والثالث : شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه لأنه لا يشفع أحد في كافر فيقبل إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه شفع في عمه فخفف عنه ، هذه الأنواع الثلاثة خاصة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تكون لغيره فإن قال قائل لماذا خص أبو طالب بقبول الشفاعة له ؟ ألأنه عم الرسول ؟ لا ...
الفتاوى المشابهة
- ما هو المقصود بالشفاعة في مثل قوله عليه الصلاة... - الالباني
- شرح قول المصنف : وقوله (( قل لله الشفاعة جمي... - ابن عثيمين
- وبيان معنى الشفاعة. - الالباني
- شرح قوله عليه الصلاة والسلام: «من سأل لي الوسيلة» - ابن باز
- حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن عمرو عن جابر... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( من قال حين يسمع النداء : الله... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف " ...وقوله بعد فراغه اللهم رب... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن... - ابن عثيمين
- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله... - ابن عثيمين
- تتمة شرح الحديث : حدثنا علي بن عياش قال حدثن... - ابن عثيمين
- حدثنا علي بن عياش قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة... - ابن عثيمين