ما حكم أناس خرجوا لأداء العمرة من جدة فلما طافوا بالبيت و شرعوا في السعي لم يستطيعوا أن يكملوا السعي من أجل الزحمة الشديدة في تلك الليلة و هي أيام السابع و العشرين من رمضان الماضي فخافوا على أنفسهم من الموت أو الضرر فعادوا إلى بيوتهم من غير حلق و لا تقصير و لم يفعلوا شيئا إلى الآن فماذا عليهم ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذا السائل أخوكم أبو الفداء يقول فضيلة الشيخ ما حكم من خرجوا لأداء العمرة من جدة فلما طافوا بالبيت وشرعوا في السعي سعى بعضهم شوطين والبعض الأخر ثلاثة أشواط ثم لم يستطيعوا أن يكملوا السعي لأجل الزحمة الشديدة في تلك الليلة وهي ليلة السابع والعشرين من رمضان الماضي فخافوا على أنفسهم من الموت أو الضرر فعادوا إلى بيوتهم من غير حلق ولا تقصير ولم يفعلوا شيئا حتى الأن ماذا عليهم جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : أقول إني أنصح لهذا السائل ومن كان على شاكلته ممن يفعلون الخطأ ثم لا يُبادرون بالسؤال عنه هذا تهاون عظيم بدين الله وشرعه وعجبا لهذا وأمثاله أن يقدموا ليلة السابع والعشرين لأداء العمرة وأداء العمرة في رمضان سنّة ثم ينتهك حُرمة هذه العمرة فلا يكمّلوها ثم لا يسألون عما صنعوا، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : ونحن نتكلم أولا.
السائل : تفضل يا شيخ.
الشيخ : على مشروعية العمرة ليلة سبع وعشرين وعلى ما صنعوا من قطع هذه العمرة.
أما الأول وهو مشروعية العمرة في ليلة سبع وعشرين فنقول إنه لا مزية لليلة سبع وعشرين في العمرة وإن الإنسان إذا اعتقد أن لليلة سبع وعشرين مزية في أداء العمرة فيها فإن هذا الاعتقاد ليس مبنيا على أصل فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من أدى العمرة في ليلة سبع وعشرين من رمضان فله كذا وكذا ولم يقل من أدى العمرة ليلة القدر فله كذا وكذا بل قال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه والعمرة ليست قياما.
ثم نقول من قال إن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، ليلة القدر قد تكون في السابعة والعشرين وقد تكون في الخامسة والعشرين وقد تكون في الثالثة والعشرين وقد تكون في التاسعة والعشرين وقد تكون في الأشفاع في ليلة اثنين وعشرين وأربع وعشرين وست وعشرين وثمان وعشرين وثلاثين كل هذا ممكن، نعم أرجاها أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين وأما إنها هي بعينها كل عام فلا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه أري ليلة القدر وأنه يسجد في صبيحتها أي في صلاة الفجر من صبيحتها في ماء وطين فأمطرت الليلة ليلة إحدى وعشرين فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر وسجَد في الماء والطين في صبيحة تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين إذًا فليلة القدر تتنقل قد تكون هذا العام في سبع وعشرين وفي العام الثاني في تسع وعشرين أو في خمس وعشرين فليست متعيّنة ليلة سبع وعشرين ولهذا نرى أن من الخطأ أن بعض الناس يجتهد في القيام ليلة سبع وعشرين وفي بقية الليالي لا يقوم كل هذا بناء على الخطأ في تعيين ليلة القدر.
والخلاصة أنه لا مزية للعمرة في ليلة سبع وعشرين وأن ليلة سبع وعشرين ليست هي ليلة القدر بعينها دائما وأبدا بل تختلف ليلة القدر ففي سنة تكون ليلة سبع وعشرين وفي السنة الأخرى في غير هذه الليلة أو في الليلة وفي سنوات أخرى في غيرها.
وهذا أمر يجب على المسلم أن يرفع اعتقاده فيه أي أن يرفع أن للعمرة ليلة سبع وعشرين مزية وأن ليلة سبعة وعشرين هي ليلة القدر في كل عام لأن الأدلة لا تدل على هذا.
أما بالنسبة لعمل السائل فهو عمل خاطئ مخالف لقول الله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله والسعي من العمرة بل هو ركن فيها وعلى هذا فيجب عليهم الأن أن يلبسوا ثياب الإحرام وأن يذهبوا فيسعوا ويقصّروا تكميلا لعمرتهم السابقة وأن يتجنبوا من الأن جميع محظورات الإحرام مع التوبة والاستغفار من هذا الذنب الذي فعلوه. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : أقول إني أنصح لهذا السائل ومن كان على شاكلته ممن يفعلون الخطأ ثم لا يُبادرون بالسؤال عنه هذا تهاون عظيم بدين الله وشرعه وعجبا لهذا وأمثاله أن يقدموا ليلة السابع والعشرين لأداء العمرة وأداء العمرة في رمضان سنّة ثم ينتهك حُرمة هذه العمرة فلا يكمّلوها ثم لا يسألون عما صنعوا، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : ونحن نتكلم أولا.
السائل : تفضل يا شيخ.
الشيخ : على مشروعية العمرة ليلة سبع وعشرين وعلى ما صنعوا من قطع هذه العمرة.
أما الأول وهو مشروعية العمرة في ليلة سبع وعشرين فنقول إنه لا مزية لليلة سبع وعشرين في العمرة وإن الإنسان إذا اعتقد أن لليلة سبع وعشرين مزية في أداء العمرة فيها فإن هذا الاعتقاد ليس مبنيا على أصل فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من أدى العمرة في ليلة سبع وعشرين من رمضان فله كذا وكذا ولم يقل من أدى العمرة ليلة القدر فله كذا وكذا بل قال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه والعمرة ليست قياما.
ثم نقول من قال إن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، ليلة القدر قد تكون في السابعة والعشرين وقد تكون في الخامسة والعشرين وقد تكون في الثالثة والعشرين وقد تكون في التاسعة والعشرين وقد تكون في الأشفاع في ليلة اثنين وعشرين وأربع وعشرين وست وعشرين وثمان وعشرين وثلاثين كل هذا ممكن، نعم أرجاها أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين وأما إنها هي بعينها كل عام فلا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه أري ليلة القدر وأنه يسجد في صبيحتها أي في صلاة الفجر من صبيحتها في ماء وطين فأمطرت الليلة ليلة إحدى وعشرين فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر وسجَد في الماء والطين في صبيحة تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين إذًا فليلة القدر تتنقل قد تكون هذا العام في سبع وعشرين وفي العام الثاني في تسع وعشرين أو في خمس وعشرين فليست متعيّنة ليلة سبع وعشرين ولهذا نرى أن من الخطأ أن بعض الناس يجتهد في القيام ليلة سبع وعشرين وفي بقية الليالي لا يقوم كل هذا بناء على الخطأ في تعيين ليلة القدر.
والخلاصة أنه لا مزية للعمرة في ليلة سبع وعشرين وأن ليلة سبع وعشرين ليست هي ليلة القدر بعينها دائما وأبدا بل تختلف ليلة القدر ففي سنة تكون ليلة سبع وعشرين وفي السنة الأخرى في غير هذه الليلة أو في الليلة وفي سنوات أخرى في غيرها.
وهذا أمر يجب على المسلم أن يرفع اعتقاده فيه أي أن يرفع أن للعمرة ليلة سبع وعشرين مزية وأن ليلة سبعة وعشرين هي ليلة القدر في كل عام لأن الأدلة لا تدل على هذا.
أما بالنسبة لعمل السائل فهو عمل خاطئ مخالف لقول الله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله والسعي من العمرة بل هو ركن فيها وعلى هذا فيجب عليهم الأن أن يلبسوا ثياب الإحرام وأن يذهبوا فيسعوا ويقصّروا تكميلا لعمرتهم السابقة وأن يتجنبوا من الأن جميع محظورات الإحرام مع التوبة والاستغفار من هذا الذنب الذي فعلوه. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- تحري العمرة في ليلة سبع وعشرين. - ابن عثيمين
- كلمة للشيخ حول ليلة السابع و العشرين من رمضا... - ابن عثيمين
- بيان حكم تخصيص العمرة في ليلة السابع والعشرين . - ابن عثيمين
- بيان بدعية تخصيص ليلة السابع والعشرين من رمض... - ابن عثيمين
- نصيحة من الشيخ لمن يخص ليلة السابع والعشرين... - ابن عثيمين
- من البدع تخصيص ليلة السابع والعشرين من رمضان... - ابن عثيمين
- هل يستحب الإعتمار في ليلة السابع والعشرين من... - ابن عثيمين
- هل ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة الق... - ابن عثيمين
- بيان خطأ كثير من الناس في تخصيصهم ليلة الساب... - ابن عثيمين
- العمرة ليلة السابع والعشرين من رمضان - الفوزان
- ما حكم أناس خرجوا لأداء العمرة من جدة فلما ط... - ابن عثيمين