الشيخ : السلام على أخيك صدقة ؟ ها نعم صدقة لك بها عشر حسنات إذا لقيت أخاك وقلت السلام عليك كان لك في ذلك عشر حسنات. ومع الأسف الشديد أننا نجد كثيرا من المسلمين اليوم يتلاقون ولا يسلم بعضهم على بعضهم وهم طلبة علم أحيانا يكون من الطلبة يلقى أخاه الطالب ولا يسلم عليه أو يلقى أي واحد من المسلمين ولا يسلم عليه. هذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يسلم حتى على الصبيان مع أن الحق علينا له عليه الصلاة والسلام. لكن هو الذي يبدأ بالسلام حتى قال عليه الصلاة والسلام : "لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق الثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
طيب لو أن رجلا كريما وقف على باب هذا المسجد وقال : كل إنسان يسلم على أخيه سأعطيه درهما درهما واحدا تتركون السلام ؟ نعم أبدا حتى لو نسيت أن تسلم رجعت وسلمت ما تترك السلام علشان إيش ؟ علشان هذا الدرهم هذا الدرهم الذي ربما يسقط منك ويضيع ربما يحترق ربما يتمزق. لكن الذي يسلم على أخيه يعطيه أكرم الأكرمين عشر حسنات مو درهم واحد عشر حسنات عشر حسنات باقية. يجدها الإنسان يوم القيامة أشد ما يكون حاجة إليها. الله أكبر ! ونحن نفرط في حسنات كثيرة. لما حدث ابن عمر رضي الله عنهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قسراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان أصغرهما مثل أحد". قال رضي الله عنه : "لقد فرطنا في قراريط كثيرة". ثم لم ير بعدها إلا متبعا لجنازة رضي الله عنه. هكذا الذين يغتنمون هذه الفضائل وهذه الأجور. وكيف تسلم على أخيك ؟ تقول : السلام عليك ويرد عليك السلام.
لو قلت مرحبا وأهلا بأبي فلان لم تكن سلمت لم تكن سلمت ولا تدخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "خيرهما الذي يبدأ بالسلام" لأن الحديث "خيرهما الذي يبدأ بالسلام" ولم يقل الذي يبدأ بالتحية .
أهلا وسهلا ومرحبا وحياك الله كل هذه تحية لكنها ليست سلاما .
قل : السلام عليك ثم حييه بما شئت ولهذا في حديث المعراج كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر من يمر به من الأنبياء يسلم عليه وفي الحديث "فرد عليه السلام وقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح أو الابن الصالح". لما مر بآدم قال آدم : "مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح" ولما مر بإبراهيم قال : "مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح". ولما مر بغيرهما كانوا يقولون : "مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح". المهم أن الحديث فيه : "فرد السلام وقال مرحبا". فعلم من هذا أن كلمة مرحبا وأهلا وكيف حالك ليست ليست هي السلام.
ومن العجب أننا نسمع في الهاتف إذا قرع عليك الهاتف أو دق الهاتف رفعت السماعة ويش يقول ؟ ألو إيش هذه ألو ألو في الأنقليزية مرحبا أو فرنسي طيب إذن أخطأنا في ألو من وجهين : الوجه الأول : تركنا قول السلام عليكم والوجه الثاني أنه أتينا بلغة غير عربية. والإنسان الذي من الله عليه باللغة العربية لا ينبغي أن يتكلم بغيرها إلا لحاجة حتى كان عمر رضي الله عنه يضرب الذي يتكلم بغير العربية إلا لحاجة. إذن ماذا أقول إذا رفعت السماعة أقول : السلام عليكم. عشان أكسب عشر حسنات وأعود غيري على هذا العمل طيب في الرد ماذا أقول ؟ قلنا : إنك تقول عليك السلام. ويجوز أن تقول عليكم السلام بالجمع. فأما عليك السلام فالأمر فيها واضح لأن الذي سلم عليك واحد والكاف حرف خطاب لواحد.
ولكن إذا جمعت عليكم السلام فقال العلماء : إن وجه ذلك أن الإنسان يرد على المسلم ومن معه من الملائكة. طيب. لو قلت حين سلم عليك : أهلا ومرحبا و ومسهلا حياك الله يا أبا فلان وبياك الله لك عندنا أكرم ضيافة تفضل هذا الطعام والشراب والشاي والقهوة وكل شيء. هل رددت السلام ؟ انتبهوا يا جماعة حط عنده كل شيء وهلاه ورحب وانطلق وجهه له وسر بحضوره هل رد السلام ؟ لا ما يرد السلام حتى يقول عليك السلام. عليك السلام ولا يجب أن يقول بالواو وعليك مو لازم إذا قال عليك السلام كفى .
إذن نقول : إن الله سبحانه وتعالى جعل لعباده عبادات يتطوعون بها يكملون بها الفرائض. طيب .