تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآيات ( 28 - 29 ) من سورة الحديد . - ابن عثيمينالشيخ : نعود إلى الدرس في التفسير يقول الله عز وجل  يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته   يا أيها الذين آمنوا  المراد بهم ...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآيات ( 28 - 29 ) من سورة الحديد .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نعود إلى الدرس في التفسير يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته يا أيها الذين آمنوا المراد بهم هذه الأمة فيكون قوله: اتقوا الله وآمنوا برسوله يعني اثبتوا على الإيمان لا جددوا الإيمان لأن الإيمان قد حصل حيث قال: يا أيها الذين آمنوا فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا بقلوبكم اتقوا الله بجوارحكم وآمنوا برسوله أي حققوا الإيمان واثبتوا عليه وليس كل من آمن يكون مؤمنا حقا وهذا هو ما يعنيه العلماء بقولهم هذا نفي كمال الإيمان مثل قوله: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ليس المراد نفي مطلق الإيمان بل نفي الإيمان الكامل وقد زعم بعض المفسرين أن هذه الآية في أهل الكتاب لأنه قال وآمنوا برسوله ولكن هذا قول ضعيف جدا ولا يمكن أن ينادي الله عز وجل أهل الكتاب وهم كفرة بوصف الإيمان أبدا يعني لا يمكن أن يكون المراد بقوله: يا أيها الذين آمنوا يا أيها اليهود والنصارى لأنهم حين نزول القرآن إذا بقوا على يهوديتهم ونصرانيتهم ليسوا مؤمنين اتقوا الله وآمنوا برسوله والمراد برسوله هنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإيمان بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتضمن الإيمان بجميع الرسل كما قال عز وجل: من الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله يعني في الإيمان به لا في الاتباع في الاتباع نفرق بين الرسل من نتبع منهم محمدا صلى الله عليه وسلم لكن الإيمان كلهم على حد سواء نؤمن بأنهم رسل الله حقا
آمنوا بالله ورسوله يؤتكم كفلين من رحمته أي نصيبين من رحمة الله ولهذا مثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الأمة بالنسبة لما قبلها كرجل استأجر أجراء منهم طائفة من أول النهار إلى نصف النهار وطائفة من نصف النهار إلى العصر وطائفة من العصر إلى غروب الشمس فالطائفة الأولى أعطى كل واحد منهم دينارا والثانية أعطى كل واحد دينارا والثالثة أعطى كل واحد دينارين فاحتج الأولون لماذا تعطي هؤلاء دينارين وهم أقل منا عملا فأجابهم بقوله هل نقصتكم من أجركم شيئا قالوا: لا قال ذلك فضلي أوتيه من أشاء -الحمد لله- فهذه الأمة لها مثل أجر الأمم السابقة مرتين ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ها
الطالب : ويجعل لكم نورا

الشيخ : ويجعل لكم نورا تمشون به يعني أنكم إذا آمنتم حققتم الإيمان مع التقوى يثيبكم ثوابين ويجعل لكم نورا تمشون به أي علماً تسيرون به إلى الله عز وجل على بصيرة وفي هذا دليل على أن التقوى من أسباب حصول العلم وما أكثر الذين ينشدون العلم ينشدون الحفظ يعني يطلبونه يطلبون الفهم فنقول إن تحصيله يسير وذلك بتقوى الله عز وجل وتحقيق الإيمان الذي هو موجَب العلم اعمل بما علمت يحصل لك ما لم تعلم فتقوى الله عز وجل من أسباب زيادة العلم ولا شك ولهذا قال: يجعل لكم نورا تمشون به أي تسيرون به -أي بسببه سيرا صحيحا يوصلكم إلى الله عز وجل ويغفر لكم ذنبوكم أي يسترها عليكم ويعفو عنكم فلا عقاب ولا فضيحة والله غفور رحيم أي ذو مغفرة ورحمة كما قال الله عز وجل: وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وقال عز وجل: وربك الغفور ذو الرحمة فالغفور يعني ذا المغفرة والرحيم يعني ذا الرحمة وذلك أن الإنسان محتاج إلى مغفرة لذنوب وقعت منه وإلى رحمة تسدده ويتجنب بها المعاصي ويهتدي للتوبة إن عصى ثم قال: لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله أي جعل لكم هذا الثواب ليعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله وأنهم لا يستطيعون أن يحسدوكم ما آتاكم الله من فضله مع محاولتهم الشديدة أن يحسدوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال تعالى: ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم فيقول عز وجل هنا : لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله لا إعطاء ولا إيش؟ ولا منعا ، وأن الفضل بيد الله عز وجل هو المدبر لكل ما يريد على حسب ما تقتضيه حكمته والله ذو الفضل العظيم أي صاحب الفضل العظيم وما أعظم فضل الله عز وجل على عباده فقد قال تعالى: وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون نسأل الله تعالى أن يؤتينا وإياكم من فضله وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الطالب : ...

الشيخ : نعم سؤال الأسئلة الآن نبدأ بالضيوف لأن لهم حقاً

Webiste