تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : (( قالوا أتجعل فيها من يف... - ابن عثيمين لكن قول الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء يدل على أنهم خليفة لمن؟ أيش لمن سبقهم وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسفك الدماء وتفسد فيها ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : (( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) وإثبات الكمال لله وتنزيهه من النقائص، والحكمة في تقديم التسبيح على التحميد والتقديس.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
لكن قول الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء يدل على أنهم خليفة لمن؟ أيش لمن سبقهم وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسفك الدماء وتفسد فيها فسألت الملائكة ربها عزوجل: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون يعني وستتغير الحال ولا تكون كالتي سبقت وقولهم: ونحن نسبح بحمدك نسبح بمعنى ننزه والذي ينزه الله عنه شيئان: أولا النقص، والثاني: النقص في كماله، وزد ثالثا إن شئت: مماثلة المخلوقين، كل هذا ينزه الله عنه، النقص يعني كل صفة نقص لا يمكن أن يوصف الله بها أبدا، لا وصفا دائما ولا خبرا، الثاني أيش؟ النقص في كماله، فلا يمكن أن يكون في كماله نقص، قدرته لا يمكن أن يعتريها عجز، قوته لا يمكن أن يعتريها ضعف، علمه لا يمكن أن يعتريه نسيان، وهلم جرا، ولهذا قال عزوجل: ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب لا قليل ولا كثير، فهو عزوجل كامل الصفات لا يمكن أن يعتري كماله نقص.
الثالث: عن مماثلة المخلوقين المماثلة يا محمد انتبه الآن مماثلة ولا تقل مشابهة، عن مماثلة المخلوقين، هذه إن شئنا أخذناها بالذكر لأن الله تعالى أفردها بالذكر فقال: ليس كمثله شيء وقال: وله المثل الأعلى وقال: فلا تضربوا لله الأمثال وان شئنا جعلناها داخل في أي أقسام؟ القسم الأول النقص، لأن تمثيل الخالق بالمخلوق يعني النقص، بل إن المفاضلة بين الكامل والناقص تجعل الكامل ناقصا كما قال القائل:
ألم تر أن السيف ينقص قدره -متى ؟- إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
لو قلت فلان عنده سيف أمضى من العصا ماذا تقول يفيد؟ يتبين لك أن السيف هذا قوي ولا رديء؟ رديء أمضى من العصا؟ معناه أنه ليس بشيء، فربما ندخل هذا القسم الثالث ربما ندخله في القسم الأول وهو النقص، على كل حال التسبيح ينبغي لنا عندما نقول سبحان الله أو أسبح الله أو ما أشبه ذلك ينبغي لنا أن نستحضر هذه المعاني، يعني لا نقولها على أنها ذكر نقولها الذكر وعلى العين والرأس لكن نستحضر ما دلت عليه من المعاني وأنك إذا قلت سبحان الله فالمعنى أن الله عزوجل منزه عن كل نقص منزه عن كل عيب منزه عن نقص في كماله. وقوله: بحمدك نسبح بحمدك قال العلماء: إن الباء هنا للمصاحبة أي تسبيحا مصحوبا بالحمد، فتكون الجملتان تتضمن التخلية وأيش؟ والتحلية يعني نفي النقص وإثبات الكمال، لأن الحمد وصف المحمود بالكمال، ولا تقل والثناء بالجميل على الفعل الاختياري كما يقوله بعض المتكلمين، بل هو وصف المحمود بالكمال زد على ذلك محبة وتعظيما، فإن وصفت مرة أخرى بكمال فسمه ثناء والدليل على هذا ما جاء في الحديث الصحيح إن الله تعالى قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم قال: أثنى علي عبدي .
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك وقدم التسبيح على الحمد من أجل أن التخلية تكون قبل التحلية ،يعني نفي النقص يكون قبل إثبات الكمال من أجل أن يرد الكمال على محل خال من النقص نسبح بحمدك ونقدس لك وقوله: نقدس لك التقديس معناه التطهير وهو أمر زائد علي التنزيه، لأن التنزيه تبرئة وتخليه والتطهير أمر زائد، ولهذا نقول في دعاء الاستفتاح اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد فالتقديس يعني التطهير، فيجمع الإنسان بين تنزيه الله عزوجل عن كل عيب ونقص وتطهيره أنه لا أثر إطلاقا لما يمكن أن يعلق في الذهن من نقص، ونقدس لك اللام هنا للاختصاص فتفيد الإخلاص وهي أيضا للاستحقاق، لأن الله تعالى أهل بأن يقدس، ماذا أجابهم الله تعالى؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون قف ما بعد هذا الكلام إني أعلم ما لا تعلمون ما هنا اسم موصول أو نكرة موصوفة؟ هل المعنى إني أعلم شيئا لا تعلمونه؟ أو المعنى إني أعلم الذي لا تعلمون ؟ تحتمل هذا وهذا وهي صالح لهذا وهذا، طيب أعلم ما لا تعلمون وسوف تتغير الحال.

Webiste