تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير سورة الحجرات الآية (11) وآيات اخرى مخت... - ابن عثيمينالشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:فنتكلم يسيراً على هذه الآية الكريمة...
العالم
طريقة البحث
تفسير سورة الحجرات الآية (11) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد من الآيات .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فنتكلم يسيراً على هذه الآية الكريمة في هذا المجلس بل في هذا اللقاء الذي يتم كل أسبوع في كل يوم خميس، واليوم هو يوم الخميس الثامن عشر من شهر شوال عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
يقول الله عز وجل في جملة ما بين الله لعباده من الآداب والأخلاق الفاضلة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ
السخرية: هي الاستهزاء والازدراء، ومن المعلوم أن الله تعالى جعل الناس في هذه الحياة الدنيا طبقات، فقال الله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً أي: ليسخر بعضهم بعضاً في المصالح، وليس المراد هنا الاستهزاء، وقال الله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً .
إذا ثبت هذا التفضيل بين الناس فهم يتفاضلون في العلم، فبعضهم أعلم من بعض في علوم الشريعة وعلوم الوسيلة إلى علوم الشريعة كعلوم اللغة العربية من النحو والبلاغة وغيرها.
وهم يتفاضلون في الرزق، فمنهم من بسط له في رزقه، ومنهم من قدر عليه رزقه.
وهم يتفاضلون في الأخلاق، فمنهم ذوي الأخلاق الفاضلة العالية ومنهم دون ذلك.
وهم يتفاضلون في الخلقة، منهم السوي الخلقة ومنهم من دون ذلك، المهم أنهم يتفاضلون.
ويتفاضلون كذلك في الحسب منهم من هو ذو حسب ونسب، ومنهم دون ذلك.
فهل يجوز لأحد أن يسخر ممن دونه؟ في هذه الآية يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ فيخاطبنا جل وعلا بوصف الإيمان، وينهانا أن يسخر بعضنا من بعض، لأن المفضِّل من ؟ المفضِّل هو الله عز وجل، وإذا كان هو الله لزم من سخريتك بهذا الشخص الذي هو دونك أن تكون ساخراً بتقدير الله عز وجل، وإلى هذا يوحي قول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر وفي الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار فلماذا تسخر من هذا الرجل الذي هو دونك في العلم أو في المال أو في الخلق أو في الخلقة أو في الحسب أو في النسب؟ لماذا تسخر منه ؟ أليس الذي أعطاك الفضل هو الله والذي حرمه هذا في تصورك هو الله عز وجل فلماذا؟! ولهذا قال الله عز وجل: عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ رب ساخرٍ اليوم يكون مسخوراً به في الغد، ورب مفضول اليوم يكون فاضلاً في الغد، وهذا شيء مجرب، وفي بعض الآثار ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله وفي الآثار أيضاً: " لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ".
إذن يجب على الإنسان أن يتأدب بما أدبه الله به، فلا يسخر من غيره
عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ونص على النساء والرجال بالتفصيل حتى لا يقول أحد: إن هذا خاص بالرجال لو ذكر الرجال وحدهم، أو بالنساء لو ذكر النساء وحدهن، وبهذا نعرف الفرق بين القوم والنساء، إذا جُمع بين القوم والنساء فالقوم هم الرجال والنساء هن الإناث، وإن ذكر القوم وحدهم شمل الرجال والنساء، مثل ما يذكر في الرسل عليهم الصلاة والسلام أنهم أرسلوا إلى قومهم، فهو يشمل الذكور والإناث، لكن إذا ذكر القوم والنساء صار النساء هن الإناث والقوم هم الذكور، وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ قال تعالى : وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ولنقتصر على ما سبق لأن الوقت ضيق وربما تكون الأسئلة كثيرة أكثر من الوقت فنبدأ بالأسئلة ونسأل الله تعالى أن يوفقنا للصواب، وأن لا نقول عليه ما لا نعلم إن على كل شيء قدير، تفضل .

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، فضيلة الشيخ وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

Webiste