تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا عاصم بن النضر التيمي، حدثنا المعتمر، حدثنا عبيد الله، ح قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن ابن عجلان، كلاهما عن سمي، عن أبي صالح، ع...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم فقال وما ذاك قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن الليث عن بن عجلان قال سمي فحدثت بعض أهلي هذا الحديث فقال وهمت إنما قال تسبح الله ثلاثا وثلاثين وتحمد الله ثلاثا وثلاثين وتكبر الله ثلاثا وثلاثين فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك فأخذ بيدي فقال الله أكبر وسبحان الله والحمد لله الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين قال بن عجلان فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا عاصم بن النضر التيمي، حدثنا المعتمر، حدثنا عبيد الله، ح قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن ابن عجلان، كلاهما عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - وهذا حديث قتيبة - أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال: «وما ذاك؟» قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم، قالوا: بلى، يا رسول الله قال: تسبحون، وتكبرون، وتحمدون، دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن الليث، عن ابن عجلان، قال سمي: فحدثت بعض أهلي هذا الحديث، فقال: وهمت، إنما قال : تسبح الله ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبر الله ثلاثا وثلاثين فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي فقال: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، حتى تبلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين . قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة، فحدثني بمثله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

الشيخ : في هذا الحديث فوائد:
منها : حرص الصحابة رضي الله عنهم على التسابق في الخير لقولهم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم يعني وخلفونا
ومنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم الغيب لقوله : وما ذاك إذ لو كان يعلم الغيب لم يحتج إلى هذا الاستفهام
قد يقول قائل : لعله استفهم ليتبين ما عندهم لا للاستخبار كما أن الله عز وجل يسأل الملائكة الذين يعرجون في صلاة العصر وصلاة الفجر يقول : كيف تركتم عبادي أو وأتيتموهم مع أنه أعلم فيقال إنما قلنا فيما يتعلق بجانب الرب عز وجل بأنه عالم لعلمنا بهذا أما الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالأصل أنه لا يعلم الغيب
ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان ينبغي له إذا ذكر منقبة أن يذكر السبب فهم ذكروا منقبة للأغنياء بأنهم يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون ولا نتصدق وينفقون ويعتقون ولا نعتق ففضلوهم في عملين هما الصدقة والعتق فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى آخره
فيه أيضا من الفوائد دلالة الإنسان على الخير والأفضل وتشجيعه على ذلك لأنه قال : تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم
ومن فوائد هذا الحديث : مشروعية هذا الذكر التسبيح والتكبير والتحميد ثلاثا وثلاثين مرة يعني تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة يكون المجموع تسعا وتسعين مرة هذا هو معنى الحديث وليس المراد أن يكون من جميعهن ثلاثا وثلاثين لأن لأنه لو كان المراد أن يكون من جميعهن ثلاثا وثلاثين لكان كل واحدة منهن إحدى عشرة ولهذا فيه وهم قال أبو صالح : فرجع فقهاء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا سمع إخواننا إلى آخره
فيه دليل على أن من حباه الله تعالى بمنقبة لم تحصل لغيره فإنها من فضل الله والله تعالى يؤتي فضله من يشاء لا أحد يحجر عليه
فإن قال قائل : ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يجعل لهؤلاء الفقراء أجرا بتمنيهم ما يصنعه الأغنياء من الصدقة والعتق قلنا نعم هذا ظاهره لأنه لم يقل إذا لم تستطيعوا أن تعتقوا وتصدقوا فلكم الأجر فإذا كان هذا ظاهر الحديث فكيف نجمع بينه وبين الحديث الآخر الصحيح فيمن أعطاه الله مالا فجعل يتصدق منه وينفق في سبيل الله فقال رجل فقير لو أن عندي مال فلان فعلت مثل عمل فلان قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فهو بنيته فهما في الأجر سواء
قلنا الجواب على هذا أن يقال إن هؤلاء الفقراء فقراء المهاجرين إنما أرادوا الأجر التام لا أجر النية وهذا لا يحصل إلا بعمل وأما إذا لم يكن عمل فإنه يحصل على أجر النية فقط
ومن فوائد هذا الحديث إثبات مشيئة الله لقوله : يؤتيه من يشاء ولكن مشيئة الله عز وجل ليست مشيئة مجردة بل هي مشيئة مبنية على حكمة ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى : وما تشاءون إلا أن يشاء إن الله كان عليما حكيما فدل ختم الآية بهذه الجملة على أن مشيئة الله تابعة لعلمه وحكمته
نعم.

Webiste