تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الحديث : (عن جابر بن عبد الله قال : خر... - ابن عثيمينالشيخ : ففي هذا الحديث من الفوائد أولا ءاية من ءايات الله عز وجل أيد الله بها رسوله وهي أن هذا الجمل الذي كان قد أعيى وكان صاحبه أراد أن يسيّبه صار إلى ...
العالم
طريقة البحث
فوائد الحديث : (عن جابر بن عبد الله قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي ... ) و جميع رواياته .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ففي هذا الحديث من الفوائد أولا ءاية من ءايات الله عز وجل أيد الله بها رسوله وهي أن هذا الجمل الذي كان قد أعيى وكان صاحبه أراد أن يسيّبه صار إلى هذه الحال الجيدة بمجرد أن ضربه النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم ودعا له، وفيه أيضا جواز مماكسة الإمام للرعية، والمماكسة المحاطّة يحاطّه في الثمن، لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم ماكس جابرا في جمله مع أنه عليه الصلاة والسلام أكرم الناس لكن البيع والشراء شيء والكرم شيء ءاخر، وفيه أيضا دليل على جواز الإمتناع عن أمر النبي صلى الله عليه وسلّم إذا لم يكن تكليفيا بل كان في معاملة ونحوها، لأن جابرا لما قال الرسول بعنيه قال لا، وأن هذا ليس من العصيان وليس من قطيعة الرحم لو كان بينك وبين قريب لك وليس من عقوق الأم والأب لو كان بينك وبين أبيك وأمك، لأن الإنسان في ماله حر ليس مكرها على بيع على أحد، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قد يختبر المرء فيما عنده من الرغبة والرهبة لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم إنما قال بعنيه أراد أن يختبره كيف كان بالأول زاهدا في هذا الجمل راغبا عنه ثم صار متمسكا به مع أن السبب الذي جعل هذا الجمل يعود إلى قوته من؟
الطالب : ... .

الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك قال ما أبيعه عليك، لأنه رغب فيه لما رأى الجمل وصل إلى هذه الحال الجيدة رغب فيه فاستمسك به، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان أكرم الناس لأنه لما وصل إلى المدينة وأعطاه الثمن قال للوازن زن وأرجح، ثم أعطاه الثمن وأعطاه الجمل أيضا، وقال له أتراني ماكستك لآخذ جملك خذ جملك ودراهمك فهو لك ، فجمع له النبي صلى الله عليه وسلّم بين العوض وإيش؟
الطالب : المعوّض.

الشيخ : والمعوّض وهذا غاية الكرم، وقد اختلف العلماء رحمهم الله لماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلّم هذا الصنيع؟ فقال بعضهم قولا عجبا قال أراد أن يتصدّق عليه فجعل ذلك في صورة العقد يعني إن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يتصدّق على جابر بثمن الجمل فجعله بصورة العقد يعني بدل ما أن يُعطيه أوقية جعلها بصورة العقد، لكن هذا بعيد جدا من مدلول الحديث وسياق الحديث، بل الذي يتعيّن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلّم إنما ماكسه ليمتحنه فيعرف مدى رغبته التامّة في هذا الجمل بعد أن كان.
الطالب : زاهدا.

الشيخ : زاهدا فيه لا يريده، يريد أن يسيّبه، وفيه في الحقيقة معرفة حال الإنسان وأن الإنسان له أطماع فيما يخصّه من ماله ولا يُلام عليها، ومن فوائد الحديث أيضا جواز اشتراط البائع منفعة معلومة في المبيع، انتبه، جواز اشتراط البائع منفعة إيش؟
الطالب : معلومة.

الشيخ : معلومة في المبيع، لأن جابرا استثنى أن يركبه إلى المدينة فقبل النبي صلى الله عليه وسلّم هذا الشرط، فإن استثنى منفعة مجهولة فهل يصح هذا الإستثناء أو لا؟
الطالب : لا ... .

الشيخ : مادمنا قلنا معلومة فإنه لا يصح، لكن قال بعض أهل العلم إنه يصح فلو باع الإنسان بيته على شخص وقال أشترط عليك أن أسكنه حتى أشتري بيتا، فعلى قولنا إنه لابد أن تكون معلومة.
الطالب : لا يصح.

الشيخ : لا يصح يعني ما ندري، ما، لا ندري متى يشتري البيت، ولكن بعض العلماء يقول لا بأس أن يستثني منفعة ولو كانت مجهولة وتقدّر بالعرف لأن هذا الإستثناء إستبقاء، استبقاء، والإستبقاء أقوى من الإبتداء، لأن الإستبقاء في الحقيقة استمرار واستدامة والقاعدة أن الإستدامة.
الطالب : أقوى من ... .

الشيخ : أقوى من الإبتداء ولكن لو قيل بقول وسط بأنه يصح الإستثناء المجهول بشرط أن يُجعل له أمد أعلى بمعنى أن يقول أشترط عليك أن أسكنه حتى أشتري بيتا في خلال سنة مثلا، في خلال سنة، فهنا إذا اشترى بيتا قبل السنة قيل له إيش؟ اخرج، انتهت المدّة، وإن تمت السنة قبل أن يشتري قيل له.
الطالب : اخرج.

الشيخ : اخرج، فليس فيه لك الغرر التام أما إذا أطلق حتى أشتري بيتا فإنه ربما يتأخر شراؤه البيت لا لتفريط من البائع ولكن لأنه لم يجد بيتا يُعرض للبيع، اشترطنا قلنا منفعة معلومة في إيش؟ في المبيع، فلو اشترط منفعة معلومة في غير المبيع بأن قال أنا أبيع عليك بيتي وتستلمه الأن لكن بشرط أن تُسكنني بيتك لمدة سنة، أفهمتم؟
الطالب : ... .

الشيخ : يعني الإنسان البائع الأن إذا باع البيت وهو ما عنده، ليس عنده سكن فقال للمشتري بشرط أن تُسكنني بيتك لمدة سنة، نعم، المنفعة معلومة وإلا مجهولة؟
الطالب : معلومة.

الشيخ : لكن المنفعة في غير المبيع فلا يصح هذا الشرط، لأن حقيقة هذا الشرط أنه اشترط عليه عقدا ءاخر وهو الإجارة، والمشهور من المذهب أن اشتراط عقد ءاخر لا يصح، ولكن القول الراجح أنه يصح أن يشترط عليه شرطا ءاخر إذا لم يستلزم محذورا شرعيا وهذا ليس فيه محذور شرعي، فكأنه قال أبيع عليك هذا البيت بعشرة ءالاف بشرط أن تأجّرني بيتك بألف ريال، فتكون القيمة حقيقة.
الطالب : ... .

الشيخ : نعم تسعة ءالاف لأنه أجّره بيته، لا، القيمة عشرة في الواقع، القيمة عشرة إلا إذا قال بشرط أن أسكن البيت فتكون القيمة؟
الطالب : ... .

الشيخ : انتبه، باعه عليه بعشرة ءالاف وقال بشرط أن أسكن بيتك لمدة سنة، البيع الأن عشرة ءالاف نقدا وسكنى سنة، كم الجميع؟ كأنه باعه بأحد عشر فالصواب أنه إذا اشترط منفعة معلومة في غير المبيع أن الشرط صحيح والبيع صحيح، نأتي إلى مقصود المؤلف الذي ترجم لهذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال له متى قدمت قال الأن حين قدمت، قال فدع جملك وادخل فصل ركعتين قال فدخلت فصليت ركعتين ثم رجعت ، فيُستفاد من هذا أنه يستحب للإنسان إذا قدم البلد أن يصلي ركعتين في المسجد قبل أن يأتي إلى أهله، ولكن هل المراد أن يصلي ركعتين في مسجده القريب من بيته أو في أي مسجد من مساجد البلد؟ الظاهر الثاني لأن المساجد كلها بيوت الله والمقصود أن تتعبد لله بهاتين الركعتين قبل أن تصِل إلى بيتك، ولا أدري أهذه السنّة أهي موجودة عند كثير من الناس أو لا؟
الطالب : غير موجودة.

الشيخ : غير موجودة عند أكثر الناس، أكثر الناس لا يعرفون هذا إطلاقا، والخطأ والتقصير من طلبة العلم أنهم لا يُعلّمون الناس هذه السنّة أنك أول ما تقدم البلد اذهب إلى المسجد وصل فيه ركعتين، وهل يصلي هاتين الركعتين في وقت النهي؟
الطالب : نعم.

الشيخ : نعم، على القول الراجح يصليهما في وقت النهي لأن كل صلاة لها سبب فليس عنها وقت نهي، أي نعم، نعم.

Webiste