تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( ... عن جابر بن عبد الله قال خ... - ابن عثيمينالشيخ : هذا الحديث أوسع سياقا مما سبق وفيه فوائد منها: آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الجمل، لأن هذا الجمل كان قد أعيى فلحقه النبي صلى الله...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( ... عن جابر بن عبد الله قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي فأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا جابر قلت نعم قال ما شأنك قلت أبطأ بي جملي ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : هذا الحديث أوسع سياقا مما سبق وفيه فوائد منها: آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الجمل، لأن هذا الجمل كان قد أعيى فلحقه النبي صلى الله عليه وسلم وضرب الجمل ودعا فصار أشد ما يكون من الإبل، وفيه حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لقومه وهو أنه كان يكون في المؤخرة ليتفقد من تخلف لعذر فيعينه ويساعده، وفيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، وفيه من الفوائد أن النبي صلى الله عليه وسلم حث جابرا على الكيس عند قدومه إلى أهله لأنه كان مشتاقا إليهم، بدليل أنه أعجل في السير، فما هو الكيس؟ الكيس هو العقل أو الفطنة أو ما أشبه ذلك، وذلك أن الإنسان إذا قدم إلى أهله مشتاقا إليهم فربما تغلبه الشهوة ولا ينظر في أمر المرأة فيباشرها وربما تكون حائضا أو تكون على هيئة غير مرضية فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتفطن لهذا، وأن لا يتسرع في الأمر، ومن فوائد هذا الحديث جواز مبايعة الرجل لرعيته أو مبايعة الإمام لرعيته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بايع جابرا بل ماكسه قال بعنيه بأوقية قال لا قال بعنيه حتى باعه، ومن فوائد هذا الحديث حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حيث إنه لما أعطاه الثمن قال لبلال زن وأرجح زن وأرجح، لأن الأوقية وزن ما هي عدد، فقال زن وأرجح وهذا من حسن الوفاء، وهو نظير استسلاف النبي صلى الله عليه وسلم بكرا فرد خيارا رباعية، وقال خيركم أحسنكم قضاء فإن قال قائل: وهل يجوز هذا في مثل وفاء القرض؟ قلنا أما في الصفة فنعم كما يدل عليه الحديث الذي سقناه آنفا، فمثلا إذا أقرضك صاعا من البر فأوفيته أجود منه صاعا أجود فهذا لا بأس به ، لأن هذا زيادة في الصفة ، وأما في الكمية فلا، يعني لو أقرضك عشرة فأوفيته أحد عشر لم يجز، لكن لو أنه بعد الوفاء وبعد التفرق أهديت إليه هدية مكافئة فلا بأس، لكن مع القضاء لا، وفيه أيضا أنه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام تستعمل النقود وزنا وعددا وهو كذلك، فتارة يستعملونها بالوزن وتارة يستعملونها بالعدد، وفيه استحباب صلاة الركعتين لمن قدم البلد، وقد ثبتت هذه السنة بقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، فكان أول ما يبدأ به المسجد، يصلي فيه ركعتين وهنا أمر جابرا أن يصلي ركعتين، وهذه السنة لا يعلمها كثير من الناس، ولكن هل يصلي في مسجد حيه أو في أي مسجد من البلد؟ الظاهر الثاني، لكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ليس فيه إلا مساجد قليلة في أحياء متفرقة متباعدة أما إذا كان البلد مجتمعا فالظاهر أن الإنسان إذا مر بأول مسجد وصلى فيه ركعتين حصل المقصود، وفيه أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام رد الجمل على جابر بعد أن كان قد ماكسه في بيعه، فلماذا؟ قال بعض العلماء: إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتصدق على جابر فجعل المسألة على وجه البيع والشراء، لكن هذا قول ضعيف جدا بل سخيف، ما الذي يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق على جابر؟! لا أحد يمنعه، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يبين حال الإنسان، كان هذا الجمل عند جابر مزهودا فيه حتى إنه أراد أن يسيبه لأنه لم يستطع أعني الجمل أن يماشي بقية الركب، فأراد أن يسيبه، فاشتراه منه النبي صلى الله عليه وسلم وماكسه بعد أن ضربه وسار سيرا لم يسر مثله قط، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين حال المرء، كان في الأول يريد أن يسيبه ثم صار عنده من أغلى ما يكون حتى إنه أبى أن يبيعه على الرسول عليه الصلاة والسلام بالأوقية، أما كونه رده عليه فيما بعد فهذا من كرمه عليه الصلاة والسلام، حيث إنه أعاد عليه جمله الذي هو جمله والذي ليس عنده غيره فيما يظهر، لأنه لما باعه للنبي صلى الله عليه وسلم استثنى حملانه إلى المدينة، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتفضل عليه بإهدائه عليه، نعم.

Webiste