الشيخ : هذه الأحاديث تدل على ما ترجم عليه المؤلف رحمه الله وهو أن سنّة الضحى سنّة دائمة يصليها الإنسان كل يوم، ولكن عائشة رضي الله عنها سئلت هل كان النبي صلى الله عليه وسلّم يصليها قالت لا إلا أن يقدم من مغيبه وهو إذا قدم من مغيبه كما سبق وكان لا يقدم غالبا من مغيبه إلا في الضحى يصلي ركعتين من أجل، أه؟ سنّة إيش؟
الطالب : القدوم.

الشيخ : سنّة القدوم، هذه غير سنّة الضحى، لكنها مع ذلك تقول إنها تصليها، وهذا تفقه منها رضي الله عنها وليس مرادها أن تُخالف النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم في هديه لأنها أبعد الناس عن المخالفة ولو أرادت المخالفة وحاشاها من ذلك لذكرت أنها تفعلها ولم تذكر أن الرسول لا يفعلها حتى لا يكون ذلك عار عليها، فهي رضي الله عنها تفقّهت من أن الرسول لم يُصلها خوفا من أن يعمل بها الناس وإذا عمل بها الناس ربما تُفرض عليهم، لأن عملهم إياها ومداومتهم عليها كأنها التزام فتفرض عليهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في قيام رمضان حين تأخّر قال إني خشيت أن تُفرض عليكم وعلى هذا فيكون هذا القول أعني أن سنّة الضحى سنّة مطلقة وينبغي أن يداوم عليها هو القول الراجح ويزيده ترجيحا أن الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم لما ذكر أنه يصبح على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، السلامى يعني؟
الطالب : المفاصل.

الشيخ : العظام المفاصل، كل مفصل منك عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، وأخبر صلى الله عليه وسلّم أنه يجزيء عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى، وهذا يدل على أنه يُسنّ أن يصليهما كل يوم، لأنه يُسقط عن نفسه هذه الصدقات الواجبة وإن كانت هذه الصدقات ليست صدقات مالية بل هي مالية وقولية وفعلية، أي نعم.