تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بعض المصلين يجهرون بتكبيرة الإحرام في الصلاة... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ يحدث من بعض المصلين الجهر بتكبيرات الإحرام في الصلاة الجماعية ، ومنهم أيضاً من يجهر بدعاء الاستفتاح لكن بصوت منخفض لكنه يسمع ، فما ...
العالم
طريقة البحث
بعض المصلين يجهرون بتكبيرة الإحرام في الصلاة الجماعية و منهم من يجهر أيضا بدعاء الاستفتاح بصوت منخفض لكنه يسمع فما حكم ذلك ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ يحدث من بعض المصلين الجهر بتكبيرات الإحرام في الصلاة الجماعية ، ومنهم أيضاً من يجهر بدعاء الاستفتاح لكن بصوت منخفض لكنه يسمع ، فما حكم الجهر ولو بصوت منخفض في الصلاة الجماعية بالنسبة لدعاء الاستفتاح وتكبيرة الإحرام من المأموم والمنفرد ، نرجو بهذا الإفادة ؟

الشيخ : أما المأموم فحقه الإسرار في التكبير والاستفتاح والدعاء في السجود والتسبيح وغير ذلك ، وليس له أن يرفع صوته ، لأن رفع صوته إخلال بالمتابعة ، ولأن رفع صوته يوجب التشويش على من حوله ، ولهذا كره العلماء رحمهم الله أن يبلغ أحد مع الإمام التكبير إلا لحاجة ، يعني كرهوا أن يتابع الإنسان الإمام في رفع صوته بالتكبير إلا لحاجة مثل أن يكون المسجد كبيرا لا يسمعون تكبير الإمام فيبلغ أحد عنه ، فهذا لا بأس به للحاجة كما صنع أبو بكر رضي الله عنه حين جاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلي بالناس ، فوقف أبو بكر عن يمين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأكمل بهم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة لكنه بصوت منخفض ، فجعل أبو بكر يكبر بتكبير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والناس يتبعون صوت أبي بكر .
فالحاصل أنه ينهى المأموم عن الجهر بالتكبير أو الاستفتاح أو الدعاء في السجود أو التسبيح أو غير ذلك ، ومن عجب أن بعض الناس فهم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسمعهم الآية أحيانا في صلاة الظهر أو العصر فظن أن هذا ، أعني أن جهر المأموم في القراءة أحيانا من السنة ، وهذا فهم خاطئ ، فإن المأموم ليس إماما ، ولا يتم الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة إلا إذا كان الإنسان إماما ، أما إذا كان مأموما فإنه لو جهر لكان مخالفا لهدي الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يصلون خلف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وإنني بهذه المناسبة أحذر إخواني طلبة العلم الذين لم يصلوا إلى حد الرسوخ في العلم من أن يتعجلوا في فهم النصوص من القرآن والسنة ثم أن يتعجلوا في إفتاء الناس بمقتضى هذا الفهم الذي بني على علم قليل .
وأقول لهم : لا تستعجلوا السؤدد انتظروا فستكون لكم السيادة إذا منّ الله عليكم بالاستمرار في طلب العلم والاستفادة منه ، ولهذا يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : " تفقهوا قبل أن تسودوا " يعني افقهوا العلم أولا قبل أن يجعلكم الناس أسيادا يرجعون إليكم ، وهذا هو عين البصيرة وعين الحكمة .
فاصبر يا أخي طالب العلم اصبر حتى تبوأ منزلك من العلم بالعلم الواسع والفهم الثاقب ولا تتعجل ، قد تفتي الناس في أمر ضللت فيه فيضل كثير من الناس على يدك ، وربما ترجع إلى الصواب في يوم من الأيام فلا يمكنك مداواة الجرح الذي حصل بفتواك الأولى .
واعلم أنك قادم على ربك وسائلك لم أضللت عبادي قبل أن تبذل الجهد في الوصول إلى العلم ، ثم في تحقيق الفهم ، لأن المفتي يعبر عن الله ورسوله ، فأهل العلم ورثة الأنبياء يدلون الناس على الخير ويأمرون الناس بالخير ، فسوف تلاقي ربك يوم القيامة وسيسألك لم أضللت عبادي قبل أن تبلغ من العلم مكانا تستحق أن تكون فيه من أهل الفتوى ؟.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وإخواننا من الزلل وأن يوفقنا لصالح القول والعمل.

السائل : اللهم آمين بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.

Webiste