تفسير سورة الطور الآيات ( 37- الى نهاية السورة ) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نبتدئ هذا اللقاء بالكلام بما يسر الله عز وجل على تفسير بقية سورة الطور حيث انتهينا إلى قول الله تبارك وتعالى: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ أم هنا بمعنى بل والهمزة، يعني: بل أعندهم خزائن الله يعني خزائن رزق الله عز وجل حتى يمنعوا من شاءوا ويعطوا من شاءوا؟
والجواب: لا، ليس عندهم ذلك ولا يملكون شيئاً من هذا بل الذي يملك الرزق عطاءً ومنعاً هو الله تبارك وتعالى، ولما نفى أن يكون عندهم خزائن الله قال: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ يعني: بل أهم الذين لهم السيطرة والغلبة والسلطان والكلمة؟ والجواب: لا، فإذا لم يكن لهم شيء من هذا صاروا مربوبين وصاروا أذلاء أمام قوة الله عز وجل.
ثم قال تعالى: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ يعني: بل ألهم سلم يستمعون فيه؟ والسلم: هو المصعد والمرقى، والمعنى: هل لهم سلم يصعدون فيه إلى السماء يستمعون ما يقال في السماء؟
الجواب: لا، فإن ادعوا ذلك فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ أي: بحجة بينة ظاهرة على أنه استمع ما يقال في السماء.
والجواب: لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً.
اللهم إلا الكهنة الذين لهم رئيٌ من الجن، يستمع إلى ما يقال في السماء ثم يكذب مائة كذبة عما سمع، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعها من السماء.
ثم قال تعالى: أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ وهذا أيضاً بمعنى بل والاستفهام الذي للتوبيخ والإنكار ، يعني: أيكون لله البنات ولهم البنون؟ لأنهم ادعوا أن جنود الله تعالى بنات، وأن لهم البنين، ومعلوم أن من له البنين غالبٌ على من له البنات، لأن جنده رجال ذكور أقوى وأحزم وأقدم من النساء، وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً كما قال الله تعالى عنهم ذلك، قال: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ يعني: لم يشهدوا خلقهم حتى يقولوا: إنهم بنات، سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ أي: شهادتهم هذه التي هي زور وكذب ويسألون .
المهم أن هؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام من قريش قالوا: لهم البنون ولله البنات، قال الله تعالى: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ والذي يشتهونه هو الذكور، حتى إن أحدهم: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ أي: مملوءٌ غيظاً وغماً يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ يختبأ من القوم مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ثم يتردد أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أي: على ذل وهوان، أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ يغمسه فيه، وهذه الموؤودة أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ .
أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ يعني: بل أتسألهم أجراً، والاستفهام هنا للنفي، كل أم هنا استفهامها للنفي والتوبيخ، يعني: هل أنت يا محمد حين دعوتهم إلى الله عز وجل هل أنت تقول: أعطوني أجراً مثقلاً كبيراً لا يستطيعونه حتى يردوك؟
والجواب: لا، قال الله تعالى: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأي واحد: أعطني أجراً على دعوتي إياك، بل هو صلى الله عليه وسلم يبذل المال ليؤلف القلوب، كما أعطى المؤلفة قلوبهم من الأموال شيئاً عظيماً، وليس يطلب من أحدٍ أي عوض على ما جاء به من الرسالة.
استدل بعض أهل العلم على أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ أجراً على تعليم العلم، بمعنى: مؤاجرة، يقول للإنسان: لا أعلمك إلا بكذا وكذا، لكن هذا فيه نظر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله .
قال تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ * أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ما غاب عن الناس ويحفظونه؟
والجواب: لا، ليس عندهم علم الغيب، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه لا يعلم شيئاً من الغيب، يكون الشيء في داره لا يعلمه، حتى إنه دخل ذات يومٍ والبرمة على النار تغلي باللحم ولم يعلم ما هو، وحتى أن أبا هريرة كان معه فانخنس منه ولم يعلم لأي شيءٍ ذهب.
فالحاصل: أن الرسول نفسه لا يعلم الغيب، فمن دونه من باب أولى، وقد أمره الله تعالى أن يعلن بأنه لا يعلم الغيب، فقال تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ وهنا يقول لهؤلاء المكذبين: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ؟ والجواب: لا.
ثم قال: أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً يعني: أيريد هؤلاء أن يكيدوا لك يا محمد بإبطال دعوتك وإهلاكك وإماتتك؟
والجواب: نعم، ولكن كيدهم ليس بشيءٍ بالنسبة إلى كيد الله عز وجل، قال الله تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وقد كادوا له أعظم كيد، فإنهم اجتمعوا ماذا يصنعون بمحمد، لما رأوا دعوته تنتشر وأنه لا قِبل لهم بردها، اجتمعوا يتشاورون ذكروا ثلاثة آراء: الحبس والقتل والإخراج.
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوك َ أي: يحبسوك، أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ قال الله تعالى وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ استقر رأيهم على القتل، لكن من يستطيع أن يقتله، لأن بني هاشم سوف يطالبون، قالوا: يجتمع عشرة شبان من قبائل متفرقة من العرب، ويعطى كل واحدٍ منهم سيفاً صارماً ويضربون محمداً ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل، فتعجز بنو هاشم عن المطالبة، فعلوا ذلك ولكنهم مكروا ومكر الله والله خير الماكرين، أنجاه الله منهم، ثم أذن له أن يهاجر فهاجر إلى المدينة.
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ الجملة هنا جملة اسمية، معرفٌ طرفاها، مفصولة بضمير الفصل، مما يدل على التوكيد والحصر، يعني: فالكيد الكيد الكيد لمن؟ للذين كفروا.
وهنا سؤال يقول: أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ لم يقل: أم يريدون كيداً فهم المكيدون، فماذا يسمى هذا الأسلوب عند علماء البلاغة؟ من يعرف ؟ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ماذا يسمى عند علماء البلاغة ، سبحان الله
الطالب : إظهار في موضع الإضمار
الشيخ : نعم يسمى الإظهار في موضع الإضمار، إظهار في موضع الإضمار يعني معناه: بدل أن يقال: فهم المكيدون، قال الله تعالى: فالذين كفروا ولهذا فائدة بل أكثر، إذا قال: فالذين كفروا معناه: أن هؤلاء كفار، إذا قال: الذين كفروا معناه: أن من كان كافراً فهو المكيد وإن كان غير هؤلاء، هاتان فائدتان معنويتان.
الفائدة الثالثة: تنبيه المخاطب، لأن الكلام إذا كان على نسقٍ واحد ربما ينسجم الإنسان ويغفل، لكن إذا جاء شيء يخرج الكلام عن النسق انتبه.
ثم قال تعالى: أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون أي: بل ألهم إله غير الله؟
والجواب: حقيقة لا، ادعاءً نعم، لهم آلهة غير الله يعبدونها، الات العزى مناة هبل، وغيرها من الأصنام المعروفة عند العرب، ولهذا قال: أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ فنزه الله سبحانه وتعالى نفسه عما يشرك به هؤلاء، ليبين أن هذه الأصنام باطلة، وأن الله منزه عن كل شريك، أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ ؟ الجواب: حقيقة لا، باطلاً نعم، هم يعبدون غير الله ويقولون: إنها آلهة، ويقولون للرسول عليه الصلاة والسلام: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ولهذا قال: سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ يعني: لو نزل عليهم العذاب، والكسف هو العذاب كما قالوا: فأمطر عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاء
الطالب : ...
الشيخ : ... الكسف معناه: قطع العذاب، وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ وهذا يدل على أنهم يرون أنهم على حق وأنهم غير مستحقين للعذاب وأن هذا الكسف النازل قطع العذاب، ما هي إلا سحب متراكمة، وهذا كقول عادٍ حين رأوا الرياح مقبلة عليهم: قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا لأن هؤلاء المكذبين والعياذ بالله معاندون يرون أنهم على حق، وأنهم غير مستحقين للعذاب، فإذا رأوا العذاب قالوا: هذا شيء عادي ولن نهابه ولن نخافه.
قال الله تعالى: فَذَرْهُمْ اتركهم يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا يخوضوا بأقوالهم، ويلعبوا بأفعالهم، ويلهوا في الدنيا، ويرون أنهم على حق حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ وهو يوم موتهم، يعني اترك هؤلاء فإن مآلهم إلى الموت وإن فروا، وهم إذا لاقوا يومهم الذي يوعدون عرفوا أنهم على باطل، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم على الحق.
يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ فإذا جاءهم الموت ما أغنى عنهم كيدهم شيئاً، لأنهم في قبضة الله، وقد انتهى استعتابهم، وليس أمامهم إلا العذاب.
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ إن للذين ظلموا والمراد بهم الكفار، قال الله تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ يعني: دون عذاب الموت، وهو ما أصيبوا به من الجدب والقحط والخوف والحروب وغير ذلك مما كان قبل الموت، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ بل أكثرهم في غفلة عن هذا، ولا يظنون أن ذلك من العذاب في شيء. ويش بعدها؟
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ اصبر أي محمد عليه الصلاة والسلام، والصبر: هو حبس النفس عما لا ينبغي فعله، وقوله: لحكم ربك يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي، يعني: اصبر لما حكم به ربك من وجوب إبلاغ الرسالة وإن أصابك ما يصيبك، اصبر لحكم ربك الكوني القدري، وهو ما يقدره الله تعالى عليك من هؤلاء السفهاء، من السخرية والعدوان والظلم، ولقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم كما أوذي إخوانه من المرسلين أوذي إيذاءً عظيماً، جُعل سلى الجزور على ظهره وهو ساجدٌ تحت الكعبة، في آمن مكان، رُمي بالحجارة حين خرج إلى أهل الطائف حتى أدموا عقبه صلوات الله وسلامه عليه، ولم يفق إلا وهو في قرن الثعالب، يلقون القاذورات والأنتان على عتبة بابه عليه الصلاة والسلام ويقول: أي جوارٍ هذا؟ وهذا من امتثال أمر الله، حيث قال الله له: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا أي: فإننا نراك بأعيننا ونراقبك ونلاحظك ونعتني بك، وهذا كما يقول القائل لمن أشفق عليه وأحبه: أنت في عيني، ومن المعلوم أن مثل هذا الأسلوب لا يعني أن مخاطبه حالٌ في عينه، بل المعنى: أنت مني على مرأى وعلى رقابة وعلى حماية.
وفي هذه الآية: إثبات العين لله عز وجل وهي حقيقة، لكنها لا تماثل أعين الخلق أبداً، لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ سبح بحمد ربك أي قل: سبحان الله وبحمده، حين تقوم من أي شيء ؟ حين تقوم من مجلسك، أو حين تقوم من منامك، المهم هي عامة، ولهذا كان كفارة المجلس أن يقول الإنسان: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك فينبغي للإنسان كلما قام من مجلس أن يختم مجلسه بهذا: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ يعني وسبح أيضاً وسبح ربك من الليل، لا كل الليل بل مِن ومن هنا للتبعيض، ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بأقوامٍ من أصحابه قال أحدهم: أنا أقوم ولا أنام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أنا فأقوم وأنام، ومن رغب عن سنتي فليس مني ولذلك يُكره للإنسان أن يقوم الليل كله، حتى لو كان فيه قوة ونشاط فلا يقوم الليل كله، إلا في العشر الأواخر من رمضان، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحيي ليلها كله.
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ يعني: وقت إدبارها، وهل المراد إدبار ضوئها بانتشار نور الشمس، أو إدبار ذواتها عند الغروب؟
الجواب: هذا وهذا، والمراد بذلك صلاة الفجر، لأن صلاة الفجر بها تدبر النجوم، وصلاة الفجر وصلاة العصر هما أفضل الصلوات الخمس، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وصلاةٍ قبل غروبها فافعلوا والمراد بالصلاة قبل طلوع الشمس إيش؟ صلاة الفجر، وقبل غروبها صلاة العصر.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من صلى البردين دخل الجنة والبردان: هما صلاة الفجر وصلاة العصر، فصلاة الفجر براد الليل، وصلاة العصر براد النهار.
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ وبهذا انتهى الكلام بما يسر الله عز وجل على سورة الطور.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ويهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب
وبانتهاء هذه السورة ينتهي هذا اللقاء إلى أن تبدأ الدراسة إن شاء الله تعالى وأما الآن فقد جاء دور الأسئلة
اسأل يا أخي
لا لا تقل ما لونها
السائل : ...
الشيخ : أي بلاد
والجواب: لا، ليس عندهم ذلك ولا يملكون شيئاً من هذا بل الذي يملك الرزق عطاءً ومنعاً هو الله تبارك وتعالى، ولما نفى أن يكون عندهم خزائن الله قال: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ يعني: بل أهم الذين لهم السيطرة والغلبة والسلطان والكلمة؟ والجواب: لا، فإذا لم يكن لهم شيء من هذا صاروا مربوبين وصاروا أذلاء أمام قوة الله عز وجل.
ثم قال تعالى: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ يعني: بل ألهم سلم يستمعون فيه؟ والسلم: هو المصعد والمرقى، والمعنى: هل لهم سلم يصعدون فيه إلى السماء يستمعون ما يقال في السماء؟
الجواب: لا، فإن ادعوا ذلك فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ أي: بحجة بينة ظاهرة على أنه استمع ما يقال في السماء.
والجواب: لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً.
اللهم إلا الكهنة الذين لهم رئيٌ من الجن، يستمع إلى ما يقال في السماء ثم يكذب مائة كذبة عما سمع، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعها من السماء.
ثم قال تعالى: أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ وهذا أيضاً بمعنى بل والاستفهام الذي للتوبيخ والإنكار ، يعني: أيكون لله البنات ولهم البنون؟ لأنهم ادعوا أن جنود الله تعالى بنات، وأن لهم البنين، ومعلوم أن من له البنين غالبٌ على من له البنات، لأن جنده رجال ذكور أقوى وأحزم وأقدم من النساء، وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً كما قال الله تعالى عنهم ذلك، قال: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ يعني: لم يشهدوا خلقهم حتى يقولوا: إنهم بنات، سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ أي: شهادتهم هذه التي هي زور وكذب ويسألون .
المهم أن هؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام من قريش قالوا: لهم البنون ولله البنات، قال الله تعالى: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ والذي يشتهونه هو الذكور، حتى إن أحدهم: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ أي: مملوءٌ غيظاً وغماً يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ يختبأ من القوم مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ثم يتردد أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أي: على ذل وهوان، أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ يغمسه فيه، وهذه الموؤودة أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ .
أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ يعني: بل أتسألهم أجراً، والاستفهام هنا للنفي، كل أم هنا استفهامها للنفي والتوبيخ، يعني: هل أنت يا محمد حين دعوتهم إلى الله عز وجل هل أنت تقول: أعطوني أجراً مثقلاً كبيراً لا يستطيعونه حتى يردوك؟
والجواب: لا، قال الله تعالى: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأي واحد: أعطني أجراً على دعوتي إياك، بل هو صلى الله عليه وسلم يبذل المال ليؤلف القلوب، كما أعطى المؤلفة قلوبهم من الأموال شيئاً عظيماً، وليس يطلب من أحدٍ أي عوض على ما جاء به من الرسالة.
استدل بعض أهل العلم على أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ أجراً على تعليم العلم، بمعنى: مؤاجرة، يقول للإنسان: لا أعلمك إلا بكذا وكذا، لكن هذا فيه نظر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله .
قال تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ * أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ما غاب عن الناس ويحفظونه؟
والجواب: لا، ليس عندهم علم الغيب، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه لا يعلم شيئاً من الغيب، يكون الشيء في داره لا يعلمه، حتى إنه دخل ذات يومٍ والبرمة على النار تغلي باللحم ولم يعلم ما هو، وحتى أن أبا هريرة كان معه فانخنس منه ولم يعلم لأي شيءٍ ذهب.
فالحاصل: أن الرسول نفسه لا يعلم الغيب، فمن دونه من باب أولى، وقد أمره الله تعالى أن يعلن بأنه لا يعلم الغيب، فقال تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ وهنا يقول لهؤلاء المكذبين: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ؟ والجواب: لا.
ثم قال: أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً يعني: أيريد هؤلاء أن يكيدوا لك يا محمد بإبطال دعوتك وإهلاكك وإماتتك؟
والجواب: نعم، ولكن كيدهم ليس بشيءٍ بالنسبة إلى كيد الله عز وجل، قال الله تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وقد كادوا له أعظم كيد، فإنهم اجتمعوا ماذا يصنعون بمحمد، لما رأوا دعوته تنتشر وأنه لا قِبل لهم بردها، اجتمعوا يتشاورون ذكروا ثلاثة آراء: الحبس والقتل والإخراج.
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوك َ أي: يحبسوك، أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ قال الله تعالى وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ استقر رأيهم على القتل، لكن من يستطيع أن يقتله، لأن بني هاشم سوف يطالبون، قالوا: يجتمع عشرة شبان من قبائل متفرقة من العرب، ويعطى كل واحدٍ منهم سيفاً صارماً ويضربون محمداً ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل، فتعجز بنو هاشم عن المطالبة، فعلوا ذلك ولكنهم مكروا ومكر الله والله خير الماكرين، أنجاه الله منهم، ثم أذن له أن يهاجر فهاجر إلى المدينة.
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ الجملة هنا جملة اسمية، معرفٌ طرفاها، مفصولة بضمير الفصل، مما يدل على التوكيد والحصر، يعني: فالكيد الكيد الكيد لمن؟ للذين كفروا.
وهنا سؤال يقول: أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ لم يقل: أم يريدون كيداً فهم المكيدون، فماذا يسمى هذا الأسلوب عند علماء البلاغة؟ من يعرف ؟ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ماذا يسمى عند علماء البلاغة ، سبحان الله
الطالب : إظهار في موضع الإضمار
الشيخ : نعم يسمى الإظهار في موضع الإضمار، إظهار في موضع الإضمار يعني معناه: بدل أن يقال: فهم المكيدون، قال الله تعالى: فالذين كفروا ولهذا فائدة بل أكثر، إذا قال: فالذين كفروا معناه: أن هؤلاء كفار، إذا قال: الذين كفروا معناه: أن من كان كافراً فهو المكيد وإن كان غير هؤلاء، هاتان فائدتان معنويتان.
الفائدة الثالثة: تنبيه المخاطب، لأن الكلام إذا كان على نسقٍ واحد ربما ينسجم الإنسان ويغفل، لكن إذا جاء شيء يخرج الكلام عن النسق انتبه.
ثم قال تعالى: أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون أي: بل ألهم إله غير الله؟
والجواب: حقيقة لا، ادعاءً نعم، لهم آلهة غير الله يعبدونها، الات العزى مناة هبل، وغيرها من الأصنام المعروفة عند العرب، ولهذا قال: أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ فنزه الله سبحانه وتعالى نفسه عما يشرك به هؤلاء، ليبين أن هذه الأصنام باطلة، وأن الله منزه عن كل شريك، أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ ؟ الجواب: حقيقة لا، باطلاً نعم، هم يعبدون غير الله ويقولون: إنها آلهة، ويقولون للرسول عليه الصلاة والسلام: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ولهذا قال: سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ يعني: لو نزل عليهم العذاب، والكسف هو العذاب كما قالوا: فأمطر عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاء
الطالب : ...
الشيخ : ... الكسف معناه: قطع العذاب، وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ وهذا يدل على أنهم يرون أنهم على حق وأنهم غير مستحقين للعذاب وأن هذا الكسف النازل قطع العذاب، ما هي إلا سحب متراكمة، وهذا كقول عادٍ حين رأوا الرياح مقبلة عليهم: قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا لأن هؤلاء المكذبين والعياذ بالله معاندون يرون أنهم على حق، وأنهم غير مستحقين للعذاب، فإذا رأوا العذاب قالوا: هذا شيء عادي ولن نهابه ولن نخافه.
قال الله تعالى: فَذَرْهُمْ اتركهم يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا يخوضوا بأقوالهم، ويلعبوا بأفعالهم، ويلهوا في الدنيا، ويرون أنهم على حق حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ وهو يوم موتهم، يعني اترك هؤلاء فإن مآلهم إلى الموت وإن فروا، وهم إذا لاقوا يومهم الذي يوعدون عرفوا أنهم على باطل، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم على الحق.
يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ فإذا جاءهم الموت ما أغنى عنهم كيدهم شيئاً، لأنهم في قبضة الله، وقد انتهى استعتابهم، وليس أمامهم إلا العذاب.
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ إن للذين ظلموا والمراد بهم الكفار، قال الله تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ يعني: دون عذاب الموت، وهو ما أصيبوا به من الجدب والقحط والخوف والحروب وغير ذلك مما كان قبل الموت، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ بل أكثرهم في غفلة عن هذا، ولا يظنون أن ذلك من العذاب في شيء. ويش بعدها؟
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ اصبر أي محمد عليه الصلاة والسلام، والصبر: هو حبس النفس عما لا ينبغي فعله، وقوله: لحكم ربك يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي، يعني: اصبر لما حكم به ربك من وجوب إبلاغ الرسالة وإن أصابك ما يصيبك، اصبر لحكم ربك الكوني القدري، وهو ما يقدره الله تعالى عليك من هؤلاء السفهاء، من السخرية والعدوان والظلم، ولقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم كما أوذي إخوانه من المرسلين أوذي إيذاءً عظيماً، جُعل سلى الجزور على ظهره وهو ساجدٌ تحت الكعبة، في آمن مكان، رُمي بالحجارة حين خرج إلى أهل الطائف حتى أدموا عقبه صلوات الله وسلامه عليه، ولم يفق إلا وهو في قرن الثعالب، يلقون القاذورات والأنتان على عتبة بابه عليه الصلاة والسلام ويقول: أي جوارٍ هذا؟ وهذا من امتثال أمر الله، حيث قال الله له: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا أي: فإننا نراك بأعيننا ونراقبك ونلاحظك ونعتني بك، وهذا كما يقول القائل لمن أشفق عليه وأحبه: أنت في عيني، ومن المعلوم أن مثل هذا الأسلوب لا يعني أن مخاطبه حالٌ في عينه، بل المعنى: أنت مني على مرأى وعلى رقابة وعلى حماية.
وفي هذه الآية: إثبات العين لله عز وجل وهي حقيقة، لكنها لا تماثل أعين الخلق أبداً، لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ سبح بحمد ربك أي قل: سبحان الله وبحمده، حين تقوم من أي شيء ؟ حين تقوم من مجلسك، أو حين تقوم من منامك، المهم هي عامة، ولهذا كان كفارة المجلس أن يقول الإنسان: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك فينبغي للإنسان كلما قام من مجلس أن يختم مجلسه بهذا: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ يعني وسبح أيضاً وسبح ربك من الليل، لا كل الليل بل مِن ومن هنا للتبعيض، ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بأقوامٍ من أصحابه قال أحدهم: أنا أقوم ولا أنام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أنا فأقوم وأنام، ومن رغب عن سنتي فليس مني ولذلك يُكره للإنسان أن يقوم الليل كله، حتى لو كان فيه قوة ونشاط فلا يقوم الليل كله، إلا في العشر الأواخر من رمضان، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحيي ليلها كله.
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ يعني: وقت إدبارها، وهل المراد إدبار ضوئها بانتشار نور الشمس، أو إدبار ذواتها عند الغروب؟
الجواب: هذا وهذا، والمراد بذلك صلاة الفجر، لأن صلاة الفجر بها تدبر النجوم، وصلاة الفجر وصلاة العصر هما أفضل الصلوات الخمس، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وصلاةٍ قبل غروبها فافعلوا والمراد بالصلاة قبل طلوع الشمس إيش؟ صلاة الفجر، وقبل غروبها صلاة العصر.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من صلى البردين دخل الجنة والبردان: هما صلاة الفجر وصلاة العصر، فصلاة الفجر براد الليل، وصلاة العصر براد النهار.
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ وبهذا انتهى الكلام بما يسر الله عز وجل على سورة الطور.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ويهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب
وبانتهاء هذه السورة ينتهي هذا اللقاء إلى أن تبدأ الدراسة إن شاء الله تعالى وأما الآن فقد جاء دور الأسئلة
اسأل يا أخي
لا لا تقل ما لونها
السائل : ...
الشيخ : أي بلاد
الفتاوى المشابهة
- تفسير سورة (ق) الآيات (10- 13) وآيات اخرى مخ... - ابن عثيمين
- تفسير سورة (ق) الآيات (15- 18) وآيات اخرى مخ... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الطور الآيات (17- 19) وآيات اخرى... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الحجرات الآيات (7-8) وآيات اخرى م... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الحجرات الآية (1) وآيات اخرى مختا... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الطور الآيات ( 20 - 28 ) وآيات اخ... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الطور الآيات (9- 16) وآيات اخرى م... - ابن عثيمين
- تفسير سورة (ق) الآيات (36- 45) وآيات اخرى مخ... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الطور الآيات ( 1- 8 ) وآيات اخرى... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الطور الآيات ( 29 - 36 ) وآيات اخ... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الطور الآيات ( 37- الى نهاية السو... - ابن عثيمين