تم نسخ النصتم نسخ العنوان
استدل بعض أهل العلم بقوله صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمينالسائل : شيخ أحسن الله إليكاستدل بعض أهل العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:  لا تصوموا يوم السبت إلا في فما افترض عليكم  على أن الصيام يوم السبت لا ي...
العالم
طريقة البحث
استدل بعض أهل العلم بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) بتحريم صيامه سواء كان مفراداً أو مقروناً مع غيره ، فما حكم استدلالهم هذا .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : شيخ أحسن الله إليك
استدل بعض أهل العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصوموا يوم السبت إلا في فما افترض عليكم على أن الصيام يوم السبت لا يجوز سواء مفرداً أم مجمعاً مع غيره، فما صحة هذا القول؟

الشيخ : صحة هذا القول أنه ليس بصحيح
أولاً: أن هذا الحديث ضعفه كثيرٌ من العلماء، قال الإمام مالك فيما نقله عنه أبو داود، قال: إنه كذب، والإمام مالك رحمه الله منزلته في الحديث تعلمونها من أئمة الحديث وحفاظ الحديث: قال إنه كذب، وأبو داود ثقة.
القول الثاني: أنه شاذ فيكون ضعيفاً، يعني: ما نقول كذب لكنه ضعيف، والشاذ لا يعمل به، ووجه شذوذه: أنه مخالف لما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لإحدى أمهات المؤمنين وجدها صائمة يوم الجمعة قال: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتصومين غداً؟ قالت: لا. قال: فأفطري فقوله: أتصومين غداً يدل على جواز صيام يوم السبت، وهذا يعارض الحديث الذي أشار إليه السائل، حيث قال: لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة أو عود عنب فليمضغه لأن مقتضى هذا الحديث أنه لا يصام مع الجمعة، مقتضى الحديث فيه النهي، والحديث الصحيح صريح بأنه يجوز صيامه مع يوم الجمعة، فيكون شاذاً، لأن الشاذ مخالفة الثقة للثقات، والشاذ لا يجوز العمل به.
القول الثالث: أنه منسوخ، وهذا يعني: أن الحديث صحيح لكنه منسوخ، لكن هذا القول يحتاج إلى معرفة التاريخ: هل هذا النهي قبل الأذن أو بعده؟ ولا علم لنا بذلك، ومن المعلوم أنه لا بد من العلم بتأخر الناسخ إذا قلنا: إنه منسوخ، وحينئذٍ فأحسن ما يقال فيه: أنه إن أفرده لأنه يوم السبت فهذا منهي عنه وإلا فلا، على أنه ورد في السنن من حديث أم سلمة: أن أكثر ما يصوم الرسول عليه الصلاة والسلام يوم السبت ويوم الأحد وأنهما عيدان للكفار والعيد من المعروف أن من شعائره ألا يصام، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومهما مخالفة لمن؟ لليهود والنصارى، ذكره أهل العلم في معارضة هذا الحديث الضعيف الذي فيه النهي عن صوم يوم السبت.
فالحاصل: أننا لو تحملنا كثيراً وقلنا بقبول هذا الحديث وهو النهي عن صوم يوم السبت، فإننا لا نقبله إلا بشرط أن يكون الذي صامه صامه من أجل أنه يوم السبت، وبناءً على ذلك لو صادف يوم السبت يوم عرفة وصامه وحده فليس بذلك بأس، لأنه إنما صامه - امشوا - لأنه يوم عرفة لا لأنه يوم السبت، كذلك لو صادف يوم السبت العاشر من محرم، فإنه يصومه، لكن عاد ينبغي أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده مخالفة لليهود الذين يصومون اليوم العاشر.
كذلك لو صادف عادته كالذي يصوم يوماً ويفطر يوماً، وصادف فطره يوم جمعة وصومه يوم السبت وفطره يوم الأحد، هذا لا بأس به أيضاً، لأنه لم يصمه لأنه يوم السبت ولكن صامه لأنه صادف عادته. أفهمت؟
خذها بارك الله فيك وبثها في قومك، فإن كثيراً من الناس اغتر بكلام بعض المعاصرين في هذا الحديث.

Webiste