السائل : يبقى هنا مسألة الجلوس خلف الإمام .
الشيخ : فأذكر شيئًا وهو أن على كل طالب للعلم أن يتذكر المعنى الآتي ذكره كل نص عن الرسول - عليه السلام - فيه نهي عن شيء ينبغي أن نستحضر أن هذا المنهي عنه في هذا النص كان من قبل مباحا وإلا إيش معنى نهى وحينئذٍ فسواء وجدنا نصا بأن هذا الذي نهى عنه فعل في زمن الرسول منه أو من غيره أو لم نجده فمجرد مجيء النص الناهي عن هذا الفعل نشعر بأنه كان مفعولا من قبل ؛ ولذلك نهى عنه الشارع لا يستثنى من هذا إلا ما هو معلوم من الدين بالضرورة أنه محرم في كل الشرائع كالشرك والزنا ونحو ذلك المقصود الآن لا تصوموا يوم السبت أي كان يوم السبت يصام فنهى الرسول - عليه السلام - عنه ثم حدد نعم .
السائل : نعم شيخي .
الشيخ : ثم حدد وبين أنه لا وجه لصيام يوم السبت إلا فيما افترض عليكم لذلك القول بأن حديث يوم السبت منسوخ هو يتلو في الضعف القول بأن هذا الحديث كذب يأتي أخيرا القول الثالث وهو الذي ذكرناه آنفًا أن النهي إنما يعني إفراده بالصوم لكننا نقول هذا تأويل لا وجه له لأننا قلنا أن كون الرسول صام يوم السبت في ثبوته نظر ثم على التسليم بثبوته فلم يثبت أنه صام بعد النهي فإذًا لا وجه لهذا التأويل ثم لا وجه لمثل هذا الاستدراك فنقول : "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" وإلا أن يصومه أحدكم بأن يصوم معه يومًا قبله أو يوما بعده أما أن الحديث كذب فقد قلنا بأنه أبطل ما قيل لأن للحديث ثلاثة طرق وكل طريق منها صحيح لذاته كيف يصح أن يقال في مثل هذا الحديث إنه كذب .