تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الكلام حول آداب طالب العلم . - ابن عثيمينالشيخ : نكمل في هذا اللقاء ما سبق من بيان آداب طالب العلم والذي سبق منها لنناقشكم فيها أولاً : من الحاضر ؟ نعم الطالب : ... الشيخ : الإخلاص لله في طلب ا...
العالم
طريقة البحث
تتمة الكلام حول آداب طالب العلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نكمل في هذا اللقاء ما سبق من بيان آداب طالب العلم والذي سبق منها لنناقشكم فيها
أولاً : من الحاضر ؟ نعم
الطالب : ...

الشيخ : الإخلاص لله في طلب العلم ، طيب الثاني
الطالب : ...

الشيخ : نية التقرب إلى الله تبارك وتعالى في طلب العلم
الطالب : ...

الشيخ : نعم بينا في اللقاء السابق أن طلب العلم يوازن الجهاد في سبيل الله واستدللنا لذلك بآية في كتاب الله
الطالب : ...

الشيخ : قوله تعالى
الطالب : ...

الشيخ : لا أول الآية ، وما كان المؤمنون لينفروا كافة
الطالب : ...

الشيخ : نعم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، طيب ليتفقهوا في الدين الضمير يعود على من؟ على الطائفة النافرة أو القاعدة
الطالب : ...

الشيخ : النافرة ، القاعدة أو النافرة أنا أسأل
الطالب : ...

الشيخ : القاعدة طيب ، وذكرنا أن هذه الآية تدل على فساد وهم من قال إن الجهاد يكون فرض عين على كل واحد، وجه الدلالة من الآية؟
الطالب : ...

الشيخ : أن الله قال : وما كان المؤمنون لينفروا كافة هذا مستحيل لا يمكن في الشريعة أن يقال للمؤمنين : انفروا كلكم للجهاد في سبيل الله .
ثم أرشد الله عز وجل أن ينفر من كل فرقة طائفة ويقعد طائفة
انتهينا في آداب طالب العلم إلى أنه يجب على طالب العلم أن يتجنب الحسد، فما هو الحسد؟ المعروف في تفسيره عند كثيرٍ من العلماء أنه: تمني زوال نعمة الله على عبده، يعني: إذا أنعم الله على شخص بعلمٍ أو مال أو جاه أو ولد أو غير ذلك، تتمنى أن تزول نعمة الله عليه، هذا المشهور عند كثيرٍ من العلماء.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: بل الحسد: كراهة نعمة الله على عبده وإن لم تتمنَ زوالها، يعني: متى كرهت أن الله أنعم على عبده فقد حسدته.
والحسد آفة عظيمة، فهو من كبائر الذنوب، لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ولأنه من خصال اليهود، كما قال الله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وقال تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ
ولأن الحسد حقيقته عدم الرضا بقدر الله عز وجل، فالذي أنعم على هذا العبد بهذه النعمة من هو ؟ الله، فإذا كرهت هذه النعمة فإنك لم ترض بقضاء الله عز وجل، ولأن الحسد يأكل القلب أكلاً، ويورث الحسرة والندامة، وكلما ازدادت نعم الله على عباده ازداد الإنسان تحسراً بهذه النعمة.
يرى أنه في مقامٍ لا يمكنه معه أن يدرك المنزلة التي حازها هذا المحسود فيستحسر ويقول: أنا لن أصل إلى هذا، وحينئذٍ يتأخر كثيراً عما أنعم الله على عباده.
ولأن الحسد يوقع الإنسان في همٍ وغمٍ دائماً، لأن نعم الله على عباده لا تُحصى، أفكلما أنعم الله على عبده تزداد هماً وغماً؟ إنك إن فعلت ذلك فقد قتلت نفسك.
وبناءً على هذا يجب على طالب العلم أولاً وعلى غيره من المسلمين ثانياً أن يتجنب الحسد، لا في قلبه، ولا في مقاله، ولا في فعاله: أما القلب: فحسده ما يقوم به من كراهة نعمة الله على العبد وتمنيه زوالها.
وأما القول: فأن يأخذ في عرض أخيه المحسود، ويستر كل نعمة أنعم الله بها عليه، فتجده مثلاً إذا رأى ضغط الناس الجماعي عليه وأنهم غير قابلين منه في هذا المحسود، تجده يثني على المحسود ويقول: هو الرجل الكريم، الشجاع، العالم، العابد، وما أشبه ذلك، ثم يقول: ولكن كذا وكذا.
وهذا يقع كثيراً فيأتي بمثلبة واحدة من مثالبه مقابل إيش؟ مقابل عدة مناقب لهذا، حتى ينزل من قدره، هذا عدوان بالقول على المحسود.
العدوان بالفعل على المحسود: أن يحاول عدم نشر كتبه، عدم نشر أشرطته، فلا يدل عليها من المكاتب، ولا في التسجيلات، وربما يُسأل: أفي المكتبة الفلانية كتاب فلان؟ أفي التسجيلات الفلانية أشرطة فلان؟ فيقول: لا، وهو يدري أنها موجودة، لكن حسداً يحسده، وهذا لا شك أنه من العدوان في حق أخيه ولهذا جاء في الحديث: إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ يعني: إذا وقع في قلبك حسد إنسان فلا تبغ عليه بكتم محاسنه والعدوان عليه. - يرحمك الله -
فالحاصل: أن العدوان والبغي من الحاسد يزيده، أي: يزيد حسده إثماً ووبالاً، إذا عرفنا ذلك فإنه ينبغي لطالب العلم إذا احتاج أخوه إلى شيء من الكتب، أو المذكرات، أو الأشرطة أن يساعده في تحصيلها ما دامت عنده، ولا يستجيب لداعي الشيطان الذي يقول له: إنك إن ساعدته غلبك وتقدم عليك، فاحرص على ألا تساعده، فإن هذا من وحي الشيطان، وهو من أسباب تأخر هذا الإنسان الحاسد، لأن الله تبارك وتعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فساعده فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته .
ومن المهم لطالب العلم أن يعتني بإفشاء السلام، وهذه الخصلة مع الأسف الشديد مفقودة عند كثيرٍ من طلاب العلم، فتجده يمر بأخٍ من زملائه أو غيرهم ولا يسلم، وهذه آفة عظيمة، لأن السلام شعار اللقاء بين المسلمين، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إذا لقيته فسلم عليه وقال صلى الله عليه وسلم: والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم .
والعجب أنه لا يخفى على طلاب العلم أن إفشاء السلام من السنة، وأن فيه أجراً إذا قلت: السلام عليكم، فعشر حسنات، ورحمة الله عشرون، وبركاته ثلاثون، ومع ذلك نرى كثيراً من طلبة العلم يتلاقون فلا يُسلم بعضهم على بعض، سواءٌ كان أصغر منه أو أكبر منه، وهذه آفة يجب على طلبة العلم أن يقضوا عليها، وليعلم طالب العلم أن الناس ينظرون إليه نظرة تقليد، ونظرة عتاب، أما نظرة التقليد: فإنهم يقلدون طالب العلم فيما يقول ويفعل ويترك.
وأما العتاب: فإنهم يعتبون على طالب العلم إذا ترك ما ينبغي فعله، أو فعل ما ينبغي تركه، وربما تكون الحسنة من طالب العلم حسنات، لأن الناس يعظمونه بها، ويتخذونه إماماً، وربما تكون السيئة سيئات، لأن الناس يعتبون عليه، وينفرون منه، ويحرم من فائدة العلم.
فعليك يا أخي طالب العلم! عليك أن تتقي الله عز وجل، وأن تتأدب بآداب العلم، وأن تحرص على نشر العلم ما استطعت، وأن تدعو إلى الله على بصيرة، والله يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير.
الآن إلى الأسئلة

Webiste