أحاديث في البر والصلة من بلوغ المرام .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : هذه أحاديث في باب البرّ والصّلة، ذكرها الحافظ ابن حجر في البلوغ منها: ما يروى عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّ رضا الله في رضا والديه، وسخط الله في سخط والديه :
يعني أنّك إذا أرضيت والديك صار ذلك من أسباب رضا الله عنك، وإذا أسخطت والديك صار ذلك من أسباب سخط الله عليك، وعلى هذا فيجب على الإنسان أن يلتمس رضا والديه بكلّ ما يستطيع إلاّ في المعصية فلا ترضهما ولا تطعهما كما قال الله تبارك تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، فلو أمرك والدك أن تشتري له دخّاناً ليشربه فإنّه لا يجوز لك أن تطيعه لأنّ هذا معصية إذا أطعته شاركته في هذه المعصية وأعنته عليها.
كذلك أيضًا لو أمرتك أمّك أن تهجر خالتك لأنّ بينهما سوء تفاهم فإنّه لا يحلّ لك أن تفعل فتقطع الرّحم لأنّ هذا أمر بمعصية إذا أمرتك بهجرك، فالمهمّ التمس رضا الوالدين إلاّ في المعصية فلا ترضهما.
كذلك أيضا تجنّب سخط الوالدين إلاّ إذا أسخطّهما في طاعة الله فلا حرج عليك، وذكر بعض أهل العلم -رحمهم الله- ضابطاً فيما تجب فيه طاعة الوالدين، فقال: " تجب طاعة الوالدين فيما فيه منفعة لهما ولا مضرّة عليك فيه "، أمّا إذا أمراك بما ليس فيه منفعة لهما بل فيه مضرّة فلا تطعهما أو أمراك بشيء ليس بمعصية لكن فيه ضرر عليك فلا تطعهما، ومن هذا لو أمرتك أمّك أن تطلّق زوجتك، لأنّه في بعض الأحيان يكون بين الأمّ والزّوجة سوء تفاهم فتقول: طلّق زوجتك وإلاّ فأنا أغضب، فإن كان أمرها بطلاق الزّوجة له سبب شرعيّ فطّلقها، وإن لم يكن له سبب شرعيّ فلا تطلّقها، " سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن رجل أمره أبوه أن يطلّق زوجته، فقال له: لا يطلّقها، قيل له يا أبا عبد الله أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلّق زوجته فأمره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يطلّقها؟ قال: بلى، ولكن هل أبوك عمر؟ " ، يعني أين الأب الذي لا يأمر ابنه بطلاق امرأته إلاّ لسبب شرعيّ؟!
فإذا كانت الزّوجة قد أعجبتك في دينها وخلقها وجمالها وقالت لك أمّك: طلّقها فلا تطلّقها، لكن تداري أمّك وتنصحها وتقول لها: إذا طلّقت مثل هذه المرأة فمتى أحصل على مثلها وما أشبه ذلك من الإقناع.
وأمّا الحديث الثاني فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أقسم أنّه لا يؤمن أحد حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويأتي إن شاء الله الكلام عليه في الدّرس القادم، والله الموفّق.
بسم الله الرّحمن الرّحيم:
هذه من أحاديث البرّ والصّلة، منها ما يتعلّق بالسّلام، ومنها ما يتعلّق بالإحسان، وغير ذلك.
فممّا يتعلّق بالسّلام حديث أبي أيّوب أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسّلام :
فالسّلام بين المسلمين تحيّة مباركة طيّبة توجب الإلفة والمحبّة وكمال الإيمان ودخول الجنان، قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: والله لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السّلام بينكم ، هذا السّلام الذي أصبح الآن مقتولاً بين كثير من المسلمين، تجد الرّجلين يلتقيان لا يسلّم أحدهما على الآخر ولا يهتمّ، وهذا غلط عظيم، كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو أشرف البشر عند الله عزّ وجلّ، كان يبدأ من لقيه بالسّلام، هو نفسه يبدأ بالسّلام، وكان يسلّم على الصّبيان إذا مرّ بهم صلوات الله وسلامه عليه.
وأكثر النّاس اليوم لا يهتمّون بالسّلام، مع أنّ الذي يسلّم له عشر حسنات، ولو قيل لأحدهم: سنعطيك على كلّ سلام ريالا واحدًا لرأيته يبادر بالسّلام ويتمنّى أن يلقى أحدًا يسلّم عليه، وعشر حسنات تبقى له يوم القيامة لا يهتمّ بها!
أمّا هجر المسلم فهذا فيما دون ثلاث ليال لا بأس به، ولكن إذا كان لسبب، وأمّا إذا لم يكن لسبب فلا يجوز هجره، لكن إذا كان لسبب كسوء تفاهم بينهما أو تأديب له أو ما أشبه ذلك فله حدّ ثلاثة أيّام، وما زاد على ذلك فلا يحلّ.
يعني أنّك إذا أرضيت والديك صار ذلك من أسباب رضا الله عنك، وإذا أسخطت والديك صار ذلك من أسباب سخط الله عليك، وعلى هذا فيجب على الإنسان أن يلتمس رضا والديه بكلّ ما يستطيع إلاّ في المعصية فلا ترضهما ولا تطعهما كما قال الله تبارك تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، فلو أمرك والدك أن تشتري له دخّاناً ليشربه فإنّه لا يجوز لك أن تطيعه لأنّ هذا معصية إذا أطعته شاركته في هذه المعصية وأعنته عليها.
كذلك أيضًا لو أمرتك أمّك أن تهجر خالتك لأنّ بينهما سوء تفاهم فإنّه لا يحلّ لك أن تفعل فتقطع الرّحم لأنّ هذا أمر بمعصية إذا أمرتك بهجرك، فالمهمّ التمس رضا الوالدين إلاّ في المعصية فلا ترضهما.
كذلك أيضا تجنّب سخط الوالدين إلاّ إذا أسخطّهما في طاعة الله فلا حرج عليك، وذكر بعض أهل العلم -رحمهم الله- ضابطاً فيما تجب فيه طاعة الوالدين، فقال: " تجب طاعة الوالدين فيما فيه منفعة لهما ولا مضرّة عليك فيه "، أمّا إذا أمراك بما ليس فيه منفعة لهما بل فيه مضرّة فلا تطعهما أو أمراك بشيء ليس بمعصية لكن فيه ضرر عليك فلا تطعهما، ومن هذا لو أمرتك أمّك أن تطلّق زوجتك، لأنّه في بعض الأحيان يكون بين الأمّ والزّوجة سوء تفاهم فتقول: طلّق زوجتك وإلاّ فأنا أغضب، فإن كان أمرها بطلاق الزّوجة له سبب شرعيّ فطّلقها، وإن لم يكن له سبب شرعيّ فلا تطلّقها، " سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن رجل أمره أبوه أن يطلّق زوجته، فقال له: لا يطلّقها، قيل له يا أبا عبد الله أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلّق زوجته فأمره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يطلّقها؟ قال: بلى، ولكن هل أبوك عمر؟ " ، يعني أين الأب الذي لا يأمر ابنه بطلاق امرأته إلاّ لسبب شرعيّ؟!
فإذا كانت الزّوجة قد أعجبتك في دينها وخلقها وجمالها وقالت لك أمّك: طلّقها فلا تطلّقها، لكن تداري أمّك وتنصحها وتقول لها: إذا طلّقت مثل هذه المرأة فمتى أحصل على مثلها وما أشبه ذلك من الإقناع.
وأمّا الحديث الثاني فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أقسم أنّه لا يؤمن أحد حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويأتي إن شاء الله الكلام عليه في الدّرس القادم، والله الموفّق.
بسم الله الرّحمن الرّحيم:
هذه من أحاديث البرّ والصّلة، منها ما يتعلّق بالسّلام، ومنها ما يتعلّق بالإحسان، وغير ذلك.
فممّا يتعلّق بالسّلام حديث أبي أيّوب أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسّلام :
فالسّلام بين المسلمين تحيّة مباركة طيّبة توجب الإلفة والمحبّة وكمال الإيمان ودخول الجنان، قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: والله لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السّلام بينكم ، هذا السّلام الذي أصبح الآن مقتولاً بين كثير من المسلمين، تجد الرّجلين يلتقيان لا يسلّم أحدهما على الآخر ولا يهتمّ، وهذا غلط عظيم، كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو أشرف البشر عند الله عزّ وجلّ، كان يبدأ من لقيه بالسّلام، هو نفسه يبدأ بالسّلام، وكان يسلّم على الصّبيان إذا مرّ بهم صلوات الله وسلامه عليه.
وأكثر النّاس اليوم لا يهتمّون بالسّلام، مع أنّ الذي يسلّم له عشر حسنات، ولو قيل لأحدهم: سنعطيك على كلّ سلام ريالا واحدًا لرأيته يبادر بالسّلام ويتمنّى أن يلقى أحدًا يسلّم عليه، وعشر حسنات تبقى له يوم القيامة لا يهتمّ بها!
أمّا هجر المسلم فهذا فيما دون ثلاث ليال لا بأس به، ولكن إذا كان لسبب، وأمّا إذا لم يكن لسبب فلا يجوز هجره، لكن إذا كان لسبب كسوء تفاهم بينهما أو تأديب له أو ما أشبه ذلك فله حدّ ثلاثة أيّام، وما زاد على ذلك فلا يحلّ.
الفتاوى المشابهة
- أليس كتاب المحرر لابن عبد الهادي رحمه الله خ... - ابن عثيمين
- شرح بعض الأحاديث من كتاب البلوغ ( كتاب القضا... - ابن عثيمين
- تتمة الشريط من شرح باب صلاة الجماعة من بلوغ... - ابن عثيمين
- تتمة من شرح باب صلاة التطوع من بلوغ المرام. - ابن عثيمين
- شرح مقدمة كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام. - ابن عثيمين
- قراءة الشَّيخ بعض الأحاديث من كتاب الصيام من "... - الالباني
- تتمة الشريط من شرح كتاب الأدب من بلوغ المرام. - ابن عثيمين
- حفظ كتاب ( بلوغ المرام ) - اللجنة الدائمة
- كتاب بلوغ المرام - اللجنة الدائمة
- تتمة الشريط من شرح كتاب البر والصلة من بلوغ... - ابن عثيمين
- أحاديث في البر والصلة من بلوغ المرام . - ابن عثيمين