تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ماذا يقصد بدعاء المسألة و دعاء العبادة ؟ - ابن عثيمينالسائل : قسم أهل العلم ، أن الدعاء ينقسم إلى قسمين : دعاء عبادة ودعاء مسألة ، ماذا يقصد بكل منهما ؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.الشيخ : يريد العلما...
العالم
طريقة البحث
ماذا يقصد بدعاء المسألة و دعاء العبادة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : قسم أهل العلم ، أن الدعاء ينقسم إلى قسمين : دعاء عبادة ودعاء مسألة ، ماذا يقصد بكل منهما ؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.

الشيخ : يريد العلماء رحمهم الله بتقسيم الدعاء إلى قسمين : دعاء مسألة ودعاء عبادة ما ذكره الله تعالى في قوله : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } .
فدعاء المسألة : أن تسأل الله تعالى حاجاتك ، بأن تقول : رب اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واجبرني ، وما أشبه ذلك .
ودعاء العبادة : أن تتعبد لله تبارك وتعالى بما شرع ، تصلي وتزكي وتصوم وتحج وتفعل الخير ، لأن هذا الذي يتعبد لله ما قصد إلا رضوان الله وثوابه ، فهو داع لله تعالى بلسان الحال لا بلسان المقال ، على أن بعض هذه العبادات التي يتعبد بها تتضمن دعاء المسألة كالصلاة مثلا ، ففي الصلاة يقول المصلي : اهدنا الصراط المستقيم ، وهذا دعاء مسألة ، ويقول : رب اغفر لي وهذا دعاء مسألة ، ويقول : السلام عليك أيها النبي السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اللهم صل على محمد اللهم بارك على محمد، أعوذ بالله من عذاب جهنم ، وهذا كله دعاء مسألة .
فالفرق بينهما إذا أن دعاء المسألة أن يسأل الله تعالى شيئا مباشرة ، سواء سأله حصول مطلوب أو سأله النجاة من مرهوب .
ودعاء العبادة أن يتعبد لله تعالى بما شرع رجاء ثوابه جل وعلا وخوفا من عقابه ، هذا هو معنى تقسيم أهل العلم رحمهم الله .
وقد علمنا أن الدعاء نفسه عبادة كما تدل عليه الآية التي تلوتها وهي قوله تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ولم يقل : عن دعائي ، وهذا يدل على أن الدعاء عبادة .
وقال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ودعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى يتضمن سؤاله بها مثل : يا غفور اغفر لي ، يا رحيم ارحمني ، ويتضمن التعبد لله تعالى بمقتضاه ، فإذ علمنا أنه غفور عملنا ما يكون سببا للمغفرة ، وإذا علمنا أنه رحيم عملنا ما يكون سببا للرحمة ، وإذا علمنا أنه رزاق عملنا ما يكون سببا للرزق وهلم جرا.

السائل : بارك الله فيكم.

Webiste