تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة رضي الله عنه... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم.هذا الحديث يبدو والله أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلّم دخل السوق ودخل معه الحسن، وكان الحسن صغيرا فلما انصرف كأنه التف...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت فقال : أين لكع ثلاثًا ؟ ادع الحسن بن علي فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا فالتزمه فقال : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه وقال أبو هريرة : فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم.
هذا الحديث يبدو والله أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلّم دخل السوق ودخل معه الحسن، وكان الحسن صغيرا فلما انصرف كأنه التفت فلم يجد أو فلم يرى الحسن معه، فقال: أين لكع؟ ، ولكع هذه في الأصل صفة ذم لكنها تُقال في مثل هذه المناسبات لا يُراد بها الذم، مثل ما يُقال تربت يمينك أو تربت يداك وهو لا يُراد بها المعنى، أو ثكلتك أمك.
قال: أين لكع ثم قال: ادع يعني صوّت له، فجاء الحسن، قام الحسن يمشي وفي عنقه السخاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم بيديه هكذا، الظاهر لي والله أعلم إنه قال هكذا، فقال الصبي أيضا هكذا، فالتزمه النبي صلى الله عليه وسلّم وقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من أحبه رضي الله عنه، وهذا من فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب. وله فضائل كثيرة، منها: قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن ابني هذا سيد وسيُصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين .
والعجب أن الرافضة يغلون بالحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أكثر مما يحبون الحسن مع أن الحسن أفضل منه بلا شك، وكلاهما سيدا شباب أهل الجنّة لكن لكل درجات مما عملوا، فرق بين من تنازل عن الخلافة للإصلاح بين المسلمين وجمع كلمتهم، وبين من حصل منه ما حصل حتى خذله أقرب الناس إليه، الناس الذين خرجوا مع الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هم الذين خذلوه حتى استولى عليه جنود من يُقاتلونه. فالحاصل إن هذا من فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب.
وفيه دليل على أن استعمال ما يفيد الذم إذا لم يُرد به الذم لا بأس به.
وفيه دليل على التزام الصبيان والرأفة بهم، لأن هذا لا شك يوجب الحنان والشفقة، والإنسان الذي لا يرحم لا يُرحم. بعض الناس ينفر من الصبيان نفوره من الأسد، ولا يُلاطف الصبيان أبدا، ولا يأتون حوله، حتى إذا جاءوا لمكان الرجال انتهرهم وقال انصرفوا فارقوا، هذا خطأ. فإذا نظرنا إلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام في التزام الصبيان ومحبتهم والتلطّف معهم عرفنا أنه هكذا ينبغي، وهذا بإذن الله يُليّن القلب تليينا عظيما لأن الإنسان يشعر سبحان الله الخلاق العظيم، أو سبحان الخلاق العليم، هذا صغير وهذا كبير، وهذا متوسط، وهذا ذكر وهذا أنثى، فيستدل بهذا على قدرة الله عز وجل، إذا شفت الأن الصف في الجماعة، ... هذا صغير وهذا شايب كبير وهذا وسط تعرف بهذا حكمة الله عز وجل وخلقه فيحدث لك زيادة إيمان وزيادة رقة.
صحيح أنه لا ينبغي للإنسان أن يُجرّئ الصبيان حتى يسيئوا الأدب، أما أن يجعلهم لا ينظرون إلى الرجال ولا ينظر الرجال إليهم وكأن الرجال ءاساد عندهم وهم قطط وإلا فئران، هذا خطأ، بل الواجب أن ينزّلون منزلتهم ويُدخل عليهم السرور من كل وجه. نعم.

السائل : شيخ؟

الشيخ : وفيه دليل على أنه ينبغي أن نحب الحسن بن علي بن أبي طالب محبة خاصة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لمن يحبه قال: وأحب من أحبه ولكن لا يعني ذلك أن نقدّم محبته على محبة أبي بكر وعمر وعثمان وأبيه علي رضي الله عنه، فإن هؤلاء أفضل منه بلا شك، والإنسان يُحب المؤمنين على قدر منازلهم لكن نحب هذا بصفة خاصة.
وقد مر علينا قاعدة مفيدة جدا وذكرناها في عقيدة أهل السنّة والجماعة أن من تميّز بميزة خاصة فإن تميّزه هذا لا يستلزم تميّزه على وجه الإطلاق، فقد يكون لبعض المفضولين مزيّة تفضل الفاضلين لكن هذا لا يوجب الفضل المطلق. نعم.

Webiste