تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إعادة قراءة حديثي أبي هريرة مع الشرح . - ابن عثيمينالقارئ : حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج أنهما حدثاه أن أبا هريرة قال :...
العالم
طريقة البحث
إعادة قراءة حديثي أبي هريرة مع الشرح .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج أنهما حدثاه أن أبا هريرة قال : استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم : والذي اصطفى محمداً على العالمين فقال اليهودي :والذي اصطفى موسى على العالمين قال فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل .
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : النبي صلى الله عليه وسلم : يصعق الناس حين يصعقون فأكون أول من قام فإذا موسى آخذ بالعرش فما أدري أكان فيمن صعق رواه أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث تقدم الكلام عليه إلى أن وصلنا إلى قوله : لا تخيروني على موسى أي لا تقولون أنا خير من موسى ، وهذا من تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولا سيما عندما ، عند ، أو لا سيما في حال المخاصمة ، والمفاضلة ، التي تؤدي إلى مفسدة ، و إلا فلا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام خير من موسى ، بل قال أنا ولد سيد بن آدم يوم القيامة عليه الصلاة والسلام ، ولكن فيما قال من المخاصمة والمغالبة ، لا ينبغي أن يقول قائل ، محمد خير من موسى ، لكن عندما نخبر خبراً مجرداً ، فإننا نقول محمد خير من موسى ، ومن جميع الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، مع أن في كلهم خيراً ، ويدل لهذا قوله تعالى : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض وقوله : ولقد فضلنا بعض النبيين بعضهم على بعض وقوله في آيات عامة : هم درجات عند الله وقوله في آيات أخرى خاصة : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا فالنبيون والصديقون والشهداء ، والصالحون كلهم يتفاضلون ، ولكن المقامات تختلف ، المقامات تختلف ، فعلى هذا نقول هذا النهي ليس على الإطلاق ، بل يكون في حال المخاصمة والمغالبة ، لأن ذلك يؤدي إلى مفسدة ، ويؤدي مع الغيرة والشحناء إلى أن يكون في نفس المفضِل تهوين لشأن المفضل عليه ، لأنه يغالب ويخاصم ، وفي هذا الحديث أيضاً فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، والظاهر أن هذا الصعق ، ليس هو الصعق النفخ في الصور ولكنه صعق آخر ، يكون في نفس اليوم ، يوم القيامة ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يعلم الغيب ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، حتى في يوم القيامة ، الذي يظهر فيه من مشاهد الغيب ، ما كان خفياً من قبل ، لا يعلم ، ولهذا يقول لا أدري ، أكان فيمن صعق ، فأفاق قبلي أو كان ممن أستثنى الله ، استثنى الله في أي شيء ؟ في قوله: فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وفي آيات النمل : ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله وما هذا المستثنى ؟ أولاً نقول : ما أبهمه الله ورسوله ولم يبين بنص فإن الواجب أن نأخذه على إبهامه ، فنقول إلا من شاء الله ، الله أعلم ولكن مع ذلك ، فيه أشياء قد يكون لدينا منها علم ، فمثلاً الحور في الجنة ممن استثنى الله ، لأن الحور في الجنة لا يمتن ، ولا يصعقن ، فهذا مما علمنا ، حملة العرش قيل أنهم كذلك لا يصعقون ، ولكن يجب أن نتوقف في التعيين ، حتى يتبين بنص ، لأن ذلك ليس من مجال الإجتهادات ، وفي هذا الحديث العمل بالاستثناء ، العمل بالاستثناء ، وأنه معتبر ، مخرج للمستثنى منه عموم المستثنى منه ، ولهذا قال : أو كان ممن استثنى الله والحديث الذي بعده مثله ، مثله ، نعم

السائل :هل يؤخذ يا شيخ من الحديث جواز لطم الوجه بغير مبرح ؟

الشيخ : هذا الحديث ليس فيه الإنكار ولا ندري هل لطمه على وجهه ولا على رأسه ، مافي شيء

السائل : على وجهه

الشيخ : نعم

السائل : على وجهه

الشيخ : فلطم وجهه اليهودي ، نعم ، صحيح ، أنا نسيت سبحان الله ، فلطم وجه اليهودي ، إما أن يكون هذا قبل النهي ، وإما أن يقال إن السكوت عنه ، لا يدل على جوازه ، لأن هناك أحاديث صريحة ، في النهي عن الضرب على الوجه ، أنظر عندك ألا ما استثنى الله
القارئ: قول الرجل بل نبقى

الشيخ : أو كان ممن استثنى الله
القارئ : فما أدري ..

الشيخ : هاه ، كم صفحة ، خذ يا مصطفى .

Webiste