تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح الحديث : حدثني معاذ بن فضالة حدثنا... - ابن عثيمينالشيخ : قلنا الجواب على هذا سهل المراد بقوله:  من نفس واحدة  أي من جنس واحد وجعل منها زوجها كقوله تعالى  لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أن...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح الحديث : حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصابها ولكن ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة وكلمه تكليمًا فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرةً
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قلنا الجواب على هذا سهل المراد بقوله: من نفس واحدة أي من جنس واحد وجعل منها زوجها كقوله تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته وليس المراد بالنفس الواحدة آدم بل المراد نفوس بني آدم والمعنى أنه خلقنا من جنس واحد وحصل ما حصل من الشرك بالله عز وجل وهذا يقع من بني آدم وليس من آدم واضح؟ ويدل لهذا قوله: فتعالى الله عما يشركون أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون ولم يقل فتعالى الله عما يشركان لو كانت خاصة بآدم وحواء لقال عما يشركان، ثم إن آدم وحواء لم يشركا ما لا يخلق شيئاً وإنما حصل الشرك لو صحت القصة بتسمية الولد عبد الحارث على كل حال هذه القصة غير صحيحة ولهذا نبهنا عليها.
قال: ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض في هذه الجملة الرابعة أو الخامسة؟ خلقك الله بيده أسجد لك ملائكته علمك أسماء كل شيء نعم الرابعة ذكر الخطيئة الخامسة يقول: ائتوا نوحاً ونوح هو الأب الثاني للبشرية لقول الله تبارك وتعالى: وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين فهو الأب الثاني للبشرية والأول آدم وقوله: أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض صريح أن آدم ليس برسول وأن أول رسول نوح ويدل على ذلك قوله تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ولو كان قبل نوح رسول لقال كما أوحينا إلى فلان والنبيين من بعده وقال الله تبارك وتعالى ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما يعني نوحاً وإبراهيم النبوة والكتاب وبهذا نعرف أيضاً كذب من قال من المؤرخين إن إدريس وشيتاً رسولان قبل نوح فشيت لم يذكر في القرآن لكن نأخذ الذي ذكر في القرآن وهو إدريس فإن بعض المؤرخين يذكر أن إدريس قبل نوح وهذا لا شك أنه كذب ولا يجوز تصديقه لأنه ليس أحد من الرسل قبل نوح أبداً والظاهر أن إدريس من أنبياء بني إسرائيل لأنه يذكر في سياق أنبياء بني إسرائيل فالظاهر أنه منهم فإن قال قائل لماذا لم يرسل أحد من قبل نوح فالجواب ما ذكره الله في قوله: كان الناس أمة واحدة يعني على الحق فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فكان الناس على الحق لكن لما كثروا وانتشروا في الأرض اختلفوا فحينئذٍ احتاجوا إلى الرسل ليحكموا بينهم بالحق وفيه إشارة إلى أن آدم نبي وقد جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاتم فيما رواه ابن حبان بإسناد صحيح أن آدم نبي مكلّم أوحى الله إليه بوحي بشرع يناسب الوقت الذي هو فيه فتعبد به وأولاده في ذلك الوقت قليلون على طبيعتهم وعلى فطرتهم فيأخذون بما كان عليه أبوهم ويتعبدون لله به حتى كثروا فاختلفوا.

Webiste