قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة , يشفع عند الله تعالى بإذنه , ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم و الكرب ما لا يطيقون , فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف : " ونؤمن بالشفاعة العظمى ". كلمة نؤمن ونقول يعني: معشر أهل السنة والجماعة لأن هذه العقيدة مبنية على ذلك.
" نؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم ". الشفاعة العظمى اسم تفضيل من العظمة، لأنها أعظم الشفاعات، نؤمن بها للرسول عليه الصلاة والسلام. وهذه الشفاعة العظمى اتفق عليها أهل السنة والخوارج والمعتزلة، كلهم يؤمنون بها، الشفاعة العظمى هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، لا يشاركه فيها أحد، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا أحد، للرسول وحده، وهي من المقام المحمود الذي قال الله فيه: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا فهو مقام يحمده عليه الأولون والآخرون، ويعترفون للرسول بالفضل صلوات الله وسلامه عليه.
" يشفع عند الله تعالى بإذن الله ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون ".
وم القيامة يوم مقداره خمسون ألف سنة، لا بناء ولا شجر ولا ثوب ولا شيء، مع الزحام الشديد العظيم وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا . هذا اليوم العظيم يلحق الناس فيه من الكرب والهم ما لا يطيقون، فيطلبون شفيعا إلى الله عز وجل ينجيهم من هذا الموقف، إلى أي شيء، يلهمون أن يذهبوا إلى آدم فيذهبون إليه ويذكرون من مناقبه وفضائله ليشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه عصى ربه بأكله من الشجرة، مع أنه تاب منه، لكن لما كان مقام الشفاعة مقاما عظيما لا بد أن يكون الشافع ليس بينه وبين المشفوع إليه ما يثلب مقامه اعتذر بأكله من الشجرة مع أنه تاب وحسنت حاله من بعد ذلك، لكن تعرفون أن الإنسان الذي قد عصى من يريد الشفاعة إليه سوف يكون في وجهه حياء وخجل، اعتذر بأكله من الشجرة.
فيلهمون أن يذهبوا إلى نوح.
طيب، قبل أن ننتقل إلى قصة نوح. اعتذاره بأكله من الشجرة يدل على أن ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أو غيره من أن قوله تعالى : هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أو غيره أن حواء لما حملت أتاها الشيطان وقال لها ولآدم: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، سمياه عبد الحارث الولد، وإلا فسيخرج ميتا، وفي النهاية سمياه عبد الحارث. هذه قصة لا شك أنها مكذوبة مائة بالمائة، كيف يأتي إليهما ليقبلا كلامه ويقول أنا صاحبكما ايش؟ الذي أخرجكما من الجنة، هل هذا كلام متوسل متضرع لقبول قوله؟ أو هذا مما يوجب النفور من قوله؟ الثاني بلا شك. وأيضا لو كان آدم فعل ذلك وحاشاه منه لكان شركا، والشرك أعظم من الكبائر، فضلا عن الصغائر، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر ممن يحتج بأكله من الشجرة. المهم أن هذه القصة مكذوبة وأظن أنا ذكرناها في شرح كتاب التوحيد، وذكرنا ثمانية أوجه أو قريبا منها يدل على بطلانها. طيب. أقول: يأتون إلى آدم فيعتذر بأكله من الشجرة.
يلهمهم الله أن يذهبوا إلى نوح ويسألونه أن يشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه سأل ما ليس له به علم حيث قال : ربي إن ابني من أهلي فقال الله تعالى: إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين وفي رواية : أنه اعتذر أنه دعا على قومه رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا .
يلهمون أن يأتوا إلى من؟ إلى إبراهيم ويذكرون من مناقبه وفضائله ليشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات. وهو لم يكذب عليه الصلاة والسلام، لكنه تأول وورى، والتورية حقيقتها صدق، وظاهرها كذب، لكن لكمال إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي وصفه الله بأنه وفى، لكماله عليه الصلاة والسلام رأى أن هذا يعني يوجب أن يخجل أن يشفع عند الله عز وجل.
يلهمون أن يأتوا إلى موسى فيعتذر بأنه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها. ما هذه النفس؟ القبطي الذي قتله حين استغاثه الإسرائيلي عليه، وكان موسى قويا، وكزه وكزة واحدة فقضى عليه، لأنه قوي. طيب. قوي.
يلهمون أن يذهبوا إلى عيسى، عيسى لا يعتذر بشيء، لكن يدل على من هو أفضل منه، وهو محمد عليه الصلاة والسلام. ويقول : اذهبوا إلى محمد. وكل واحد منهم يقول : نفسي نفسي نفسي.
فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الأمر الذي وقع بإلهام الله لهؤلاء الناس ليتبين به فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره، لأن أربعة منهم يعتذرون بشيء مما يوجب الخجل، وهم: آدم، نوح، إبراهيم، موسى، والرابع لا يذكر خطيئة، الخامس الخامس لا يذكر خطيئة، ولكنه يعترف بأن في الساحة من هو أفضل منه وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيشفع إلى الله عز وجل أن يخلص الناس مما هم فيه ويقضي بينهم، فيجيبه الله عز وجل ويقضي بين العباد.
هذه الشفاعة تسمى عند العلماء ايش؟ الشفاعةَ العظمى، وهي لكل الناس، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، ولم يختلف فيها أحد من أهل القبلة، كل أهل القبلة المبتدعة وأهل السنة كلهم يؤمنون بها.
قال المؤلف : " ونؤمن بالشفاعة العظمى ". كلمة نؤمن ونقول يعني: معشر أهل السنة والجماعة لأن هذه العقيدة مبنية على ذلك.
" نؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم ". الشفاعة العظمى اسم تفضيل من العظمة، لأنها أعظم الشفاعات، نؤمن بها للرسول عليه الصلاة والسلام. وهذه الشفاعة العظمى اتفق عليها أهل السنة والخوارج والمعتزلة، كلهم يؤمنون بها، الشفاعة العظمى هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، لا يشاركه فيها أحد، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا أحد، للرسول وحده، وهي من المقام المحمود الذي قال الله فيه: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا فهو مقام يحمده عليه الأولون والآخرون، ويعترفون للرسول بالفضل صلوات الله وسلامه عليه.
" يشفع عند الله تعالى بإذن الله ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون ".
وم القيامة يوم مقداره خمسون ألف سنة، لا بناء ولا شجر ولا ثوب ولا شيء، مع الزحام الشديد العظيم وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا . هذا اليوم العظيم يلحق الناس فيه من الكرب والهم ما لا يطيقون، فيطلبون شفيعا إلى الله عز وجل ينجيهم من هذا الموقف، إلى أي شيء، يلهمون أن يذهبوا إلى آدم فيذهبون إليه ويذكرون من مناقبه وفضائله ليشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه عصى ربه بأكله من الشجرة، مع أنه تاب منه، لكن لما كان مقام الشفاعة مقاما عظيما لا بد أن يكون الشافع ليس بينه وبين المشفوع إليه ما يثلب مقامه اعتذر بأكله من الشجرة مع أنه تاب وحسنت حاله من بعد ذلك، لكن تعرفون أن الإنسان الذي قد عصى من يريد الشفاعة إليه سوف يكون في وجهه حياء وخجل، اعتذر بأكله من الشجرة.
فيلهمون أن يذهبوا إلى نوح.
طيب، قبل أن ننتقل إلى قصة نوح. اعتذاره بأكله من الشجرة يدل على أن ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أو غيره من أن قوله تعالى : هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أو غيره أن حواء لما حملت أتاها الشيطان وقال لها ولآدم: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، سمياه عبد الحارث الولد، وإلا فسيخرج ميتا، وفي النهاية سمياه عبد الحارث. هذه قصة لا شك أنها مكذوبة مائة بالمائة، كيف يأتي إليهما ليقبلا كلامه ويقول أنا صاحبكما ايش؟ الذي أخرجكما من الجنة، هل هذا كلام متوسل متضرع لقبول قوله؟ أو هذا مما يوجب النفور من قوله؟ الثاني بلا شك. وأيضا لو كان آدم فعل ذلك وحاشاه منه لكان شركا، والشرك أعظم من الكبائر، فضلا عن الصغائر، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر ممن يحتج بأكله من الشجرة. المهم أن هذه القصة مكذوبة وأظن أنا ذكرناها في شرح كتاب التوحيد، وذكرنا ثمانية أوجه أو قريبا منها يدل على بطلانها. طيب. أقول: يأتون إلى آدم فيعتذر بأكله من الشجرة.
يلهمهم الله أن يذهبوا إلى نوح ويسألونه أن يشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه سأل ما ليس له به علم حيث قال : ربي إن ابني من أهلي فقال الله تعالى: إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين وفي رواية : أنه اعتذر أنه دعا على قومه رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا .
يلهمون أن يأتوا إلى من؟ إلى إبراهيم ويذكرون من مناقبه وفضائله ليشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات. وهو لم يكذب عليه الصلاة والسلام، لكنه تأول وورى، والتورية حقيقتها صدق، وظاهرها كذب، لكن لكمال إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي وصفه الله بأنه وفى، لكماله عليه الصلاة والسلام رأى أن هذا يعني يوجب أن يخجل أن يشفع عند الله عز وجل.
يلهمون أن يأتوا إلى موسى فيعتذر بأنه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها. ما هذه النفس؟ القبطي الذي قتله حين استغاثه الإسرائيلي عليه، وكان موسى قويا، وكزه وكزة واحدة فقضى عليه، لأنه قوي. طيب. قوي.
يلهمون أن يذهبوا إلى عيسى، عيسى لا يعتذر بشيء، لكن يدل على من هو أفضل منه، وهو محمد عليه الصلاة والسلام. ويقول : اذهبوا إلى محمد. وكل واحد منهم يقول : نفسي نفسي نفسي.
فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الأمر الذي وقع بإلهام الله لهؤلاء الناس ليتبين به فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره، لأن أربعة منهم يعتذرون بشيء مما يوجب الخجل، وهم: آدم، نوح، إبراهيم، موسى، والرابع لا يذكر خطيئة، الخامس الخامس لا يذكر خطيئة، ولكنه يعترف بأن في الساحة من هو أفضل منه وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيشفع إلى الله عز وجل أن يخلص الناس مما هم فيه ويقضي بينهم، فيجيبه الله عز وجل ويقضي بين العباد.
هذه الشفاعة تسمى عند العلماء ايش؟ الشفاعةَ العظمى، وهي لكل الناس، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، ولم يختلف فيها أحد من أهل القبلة، كل أهل القبلة المبتدعة وأهل السنة كلهم يؤمنون بها.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الشفا... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقوله (( قل لله الشفاعة جمي... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بشفاعة ال... - ابن عثيمين
- تتمة حديث الشفاعة العظمى - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف : بعد أن يتراجع الأنبياء... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : بعد أن يتراجع الأنبياء : آد... - ابن عثيمين
- أ - الشفاعة العظمى مع الدليل . - ابن عثيمين
- الكلام على حديث الشفاعة العظمى وما يستفاد منه. - ابن عثيمين
- بيان الشفاعة العظمى وأقسام الشفاعات الخاصة ل... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة... - ابن عثيمين