شرح قول المصنف: " وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل. أما السمع فقد تقدم في النصوص ما دل على إثبات زيادة الإيمان ونقصه.
وأما العقل فنقول للمرجئة: قولكم: " إن الإيمان هو إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت" ممنوع في المقدمتين جميعاً.
أما المقدمة الأولى: فتخصيصكم الإيمان بإقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الإيمان.
وأما المقدمة الثانية فقولكم: "إن إقرار القلب لا يتفاوت" مخالف للحس، فإن من المعلوم لكل أحد أن إقرار القلب إنما يتبع العلم ولا ريب أن العلم يتفاوت بتفاوت طرقه فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا، وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما أدركه بالمشاهدة فاليقين درجات متفاوتة وتفاوت الناس في اليقين أمر معلوم، بل الإنسان الواحد يجد من نفسه أنه يكون في أوقات وحالات أقوى منه يقيناً في أوقات وحالات أخرى "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ويقول : " وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل ". محجوج يعني أي مغلوب، مغلوب ومردود عليه حجته، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى أي: غلبه بالحجة.
" أما السمع فقد تقدم في النصوص ما دل على إثبات زيادة الإيمان ونقصه ". فنقول للمرجئة: أنتم تقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص والله عز وجل يقول : ليزداد الذين آمنوا إيمانا .
وكذلك نقول للخوارج والمعتزلة: أنتم تقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والله تعالى قد أثبت الزيادة له.
" وأما العقل فنقول للمرجئة : قولكم إن الإيمان هو إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت " ويش النتيجة؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، في عندنا مقدمتين الآن، الإيمان إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت. النتيجة؟ الإيمان لا يزيد ولا ينقص هذه النتيجة.
نقول : " أما المقدمة الأولى : وهي قولكم إن الإيمان إقرار القلب فتخصيصكم الإيمان بإقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الإيمان ".
وهذا مرّ علينا ولا لا؟ نعم، مر علينا أن الأعمال الصالحة من الإيمان، فإذا قلتم إن الإيمان إقرار القلب خالفتم النص.
" أما قولكم، وأما المقدمة الثانية، فقولكم : إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس ".
كذا يا ياسر ؟ " قولكم إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس والواقع ". كيف ذلك؟ قال : " فإن من المعلوم لكل أحد أن إقرار القلب إنما يتبع العلم، ولا ريب أن العلم يتفاوت بتفاوت طرقه، فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا ".
الآن إقرار القلب بالشيء وتصديقه به واطمئنانه به ويش يتبع؟ العلم، والعلم يتفاوت بحسب طرقه، فمثلا إذا جاءك شخص ثقة، وقال: إن فلانا قدم من السفر، تؤمن بهذا ولا لا؟ تؤمن،
لأنه ثقة، فإذا جاء آخر، وقال مثل هذا القول، تزداد ثقتك ولا لا؟ ولا كله واحد؟ تزداد، وإذا قال ثالث مثل هذا القول ازددت أيضا، حتى تصل إلى درجة اليقين.
إذن إقرار القلب يتفاوت ولا ما يتفاوت؟ يتفاوت، وهذا كل أحد يشهد به. إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال : رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي .
فتبين بهذا أن القلب تتفاوت طمأنينته بحسب ما حصل له من العلم.
طيب، يقول : " فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الإثنين وهكذا. وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما يدركه بالمشاهدة. وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما أدركه بالمشاهدة ". ويش عندكم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... طيب، انتبه.
ما تدركه بالخبر ليس كالذي تدركه بالمشاهدة، ولهذا قال إبراهيم : رب أرني كيف تحيي الموتى مع أنه يؤمن. لكن إذا شاهد فليس إدراكه لما شاهده كإدراكه لما أخبر عنه. ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ليس الخبر كالمعاينة فبينهما فرق.
ويقول : " فاليقين درجات متفاوتة، وتفاوت الناس في اليقين أمر معلوم. بل الإنسان الواحد يجد من نفسه أنه " عندكم أنه؟
الطالب : ... .
الشيخ : يجد في نفسه أن يكون أنه، أحسن أحسن أنه. .. حالات أقوى منه يقيناً في أوقات وحالات أخرى.
نعم، وقد جاء ذلك في حديث حنظلة الذي رواه مسلم أنهم إذا كانوا عند النبي عليه الصلاة والسلام يحدثهم يكون كأنهم يرون الجنة والنار رأي عين، فإذا ذهبوا وعافسوا النساء واشتغلوا بالأولاد نسوا أو غفلوا. فقال.
" أما السمع فقد تقدم في النصوص ما دل على إثبات زيادة الإيمان ونقصه ". فنقول للمرجئة: أنتم تقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص والله عز وجل يقول : ليزداد الذين آمنوا إيمانا .
وكذلك نقول للخوارج والمعتزلة: أنتم تقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والله تعالى قد أثبت الزيادة له.
" وأما العقل فنقول للمرجئة : قولكم إن الإيمان هو إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت " ويش النتيجة؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، في عندنا مقدمتين الآن، الإيمان إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت. النتيجة؟ الإيمان لا يزيد ولا ينقص هذه النتيجة.
نقول : " أما المقدمة الأولى : وهي قولكم إن الإيمان إقرار القلب فتخصيصكم الإيمان بإقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الإيمان ".
وهذا مرّ علينا ولا لا؟ نعم، مر علينا أن الأعمال الصالحة من الإيمان، فإذا قلتم إن الإيمان إقرار القلب خالفتم النص.
" أما قولكم، وأما المقدمة الثانية، فقولكم : إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس ".
كذا يا ياسر ؟ " قولكم إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس والواقع ". كيف ذلك؟ قال : " فإن من المعلوم لكل أحد أن إقرار القلب إنما يتبع العلم، ولا ريب أن العلم يتفاوت بتفاوت طرقه، فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا ".
الآن إقرار القلب بالشيء وتصديقه به واطمئنانه به ويش يتبع؟ العلم، والعلم يتفاوت بحسب طرقه، فمثلا إذا جاءك شخص ثقة، وقال: إن فلانا قدم من السفر، تؤمن بهذا ولا لا؟ تؤمن،
لأنه ثقة، فإذا جاء آخر، وقال مثل هذا القول، تزداد ثقتك ولا لا؟ ولا كله واحد؟ تزداد، وإذا قال ثالث مثل هذا القول ازددت أيضا، حتى تصل إلى درجة اليقين.
إذن إقرار القلب يتفاوت ولا ما يتفاوت؟ يتفاوت، وهذا كل أحد يشهد به. إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال : رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي .
فتبين بهذا أن القلب تتفاوت طمأنينته بحسب ما حصل له من العلم.
طيب، يقول : " فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الإثنين وهكذا. وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما يدركه بالمشاهدة. وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما أدركه بالمشاهدة ". ويش عندكم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... طيب، انتبه.
ما تدركه بالخبر ليس كالذي تدركه بالمشاهدة، ولهذا قال إبراهيم : رب أرني كيف تحيي الموتى مع أنه يؤمن. لكن إذا شاهد فليس إدراكه لما شاهده كإدراكه لما أخبر عنه. ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ليس الخبر كالمعاينة فبينهما فرق.
ويقول : " فاليقين درجات متفاوتة، وتفاوت الناس في اليقين أمر معلوم. بل الإنسان الواحد يجد من نفسه أنه " عندكم أنه؟
الطالب : ... .
الشيخ : يجد في نفسه أن يكون أنه، أحسن أحسن أنه. .. حالات أقوى منه يقيناً في أوقات وحالات أخرى.
نعم، وقد جاء ذلك في حديث حنظلة الذي رواه مسلم أنهم إذا كانوا عند النبي عليه الصلاة والسلام يحدثهم يكون كأنهم يرون الجنة والنار رأي عين، فإذا ذهبوا وعافسوا النساء واشتغلوا بالأولاد نسوا أو غفلوا. فقال.
الفتاوى المشابهة
- تفاوت المؤمنين في رؤية ربهم سبحانه - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وأن الإيمان يزيد بالطاعة وي... - ابن عثيمين
- قاعدة : أن كل ما فعل في عهد الرسول صلى الله... - ابن عثيمين
- هل هناك دليل لما يذهب إليه من يقول إن الإيما... - ابن عثيمين
- وتفاوت العلماء في أفهامهم*** للوحي فوق تفاوت... - ابن عثيمين
- باب : زيادة الإيمان ونقصانه ، وقول الله تعال... - ابن عثيمين
- قال المصنف :" أو إقرار مرتين ولا ينزع عن إقر... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " وأما الإيمان فهو لغة: التص... - ابن عثيمين
- حقيقة أصل الإيمان وتفاوت الناس فيه - ابن باز
- شرح قول المصنف: " وخالف في هذا الأصل طائفتان... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " وكل من هاتين الطائفتين محج... - ابن عثيمين