شرح قول المصنف: " القول الثالث: التفصيل فإن كان الاستثناء صادراً عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم، بل كفر، لأن الإيمان جزم والشك ينافيه، وإن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولاً، وعملاً واعتقاداً فهذا واجب خوفاً من هذا المحذور، وإن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله فهذا جائز.
والتعليق بالمشيئة على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة كقوله تعالى: ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ).
وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء بل لابد من التفصيل السابق والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حرر في 8 من ذي القعدة سنة 1380هـ والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " القول الثالث في المسألة : التفصيل فإن كان الاستثناء صادراً عن شك في وجود أصل الإيمان فهو محرم بل كفر ".
إذا قال أنا مؤمن إن شاء الله، وهو يريد بهذا الاستثناء أصل الإيمان، يعني أني متردد هل معي أصل الإيمان ولا لا؟ فأقول إن شاء الله مؤمن، هذا ما هو حرام فقط، حرام بل كفر، لأنه ينافي الإيمان الذي هو الجزم واليقين.
ولهذا نقول : " لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
وإن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وفعلا واعتقاداً فهذا واجب خوفاً من هذا المحذور ".
إذا كان الاستثناء يوم يقول: إن شاء الله لأن لا أزكي نفسي، ولئلا أشهد لها بأنها من المتقين الأبرار فالاستثناء هنا ها؟ واجب، لأن تزكية النفس حرام، وما أوقع في الحرام فاجتنابه واجب. طيب.
" وإن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله فهذا جائز ". وهذا فيما يظهر لي غالب ما يقع من الناس أنه يقول مؤمن إن شاء الله يريد بذلك التبرك وتحقيق ذلك بمشيئة الله.
وبناء عليه فيكون ما يقع من العامة من الاستثناء جائزا ولا غير جائزا؟ جائزا، لأنه لو سألت أي واحد من الناس العامة يوم تقول: إن شاء الله، أنت في شك؟ قال: والله ما في شك، لكن أريد التبرك بذكر المشيئة، فهذا لا بأس به، يعني: إن شئت فقل إن شاء الله وإن شئت فلا تقل.
شف يدلك على أنَّ إنْ شاء الله فيها شيء من التردد، أنك لو قلت لصاحبك أنت تجي عندنا الليلة قال: إن شاء الله، هل ترى أنه أعطاك وعدا محققا؟ لا، ولهذا بعض الناس يقول له: لا تقول إن شاء الله، نعم؟ قل أبجي، إن شاء الله ما هو جواب، أليس كذلك؟ أي نعم، لكن هو يقول إن شاء الله، لأنه ما يدري هل يوجد مانع أو ما يوجد أما أنا بنيتي إني جازم قد يوجد مانع.
" والتعليق بالمشيئة على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة، كقوله تعالى : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون .
دخولهم البيت الحرام ثابت ولا غير ثابت؟ ومحقق؟ ما الذي جعله محققا؟ لأن الله وعد به : لتدخلن المسجد الحرام وأكده بالقسم واللام والنون فهو لا بد أن يقع، ومع ذلك قال: إن شاء الله، مع أن الذي قال إن شاء الله هو الله عز وجل، لكن ليبين أن دخولهم إياه مرتبط بمشيئة الله.
ولهذا لما قال عمر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يحاوره في الشروط التي جرت بينه وبين المشركين، قال : يا رسول الله ألست تحدثنا بأننا نأتي البيت ونطوف به؟ قال : بلى. أحدثك بهذا لكن هل قلت أنك تدخل العام؟ قال : لا. قال : فإنك آتيه ومطوف به لأن الله قال : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم لكن مو هذه السنة.
وفيه دليل على أن عمر رضي الله عنه سيبقى حتى يدخل البيت ويطوف به، فهو شهادة له بأنه لن يموت حتى يتحقق له ما وعد الله.
وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء بل لابد من التفصيل السابق، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، نعم؟
الطالب : بقي باب يا شيخ.
الشيخ : ما شاء الله، بقي باب؟ وش هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : موجود عندك؟ لا.
الطالب : آي.
الشيخ : لا؟! ويش هو؟
إذا قال أنا مؤمن إن شاء الله، وهو يريد بهذا الاستثناء أصل الإيمان، يعني أني متردد هل معي أصل الإيمان ولا لا؟ فأقول إن شاء الله مؤمن، هذا ما هو حرام فقط، حرام بل كفر، لأنه ينافي الإيمان الذي هو الجزم واليقين.
ولهذا نقول : " لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
وإن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وفعلا واعتقاداً فهذا واجب خوفاً من هذا المحذور ".
إذا كان الاستثناء يوم يقول: إن شاء الله لأن لا أزكي نفسي، ولئلا أشهد لها بأنها من المتقين الأبرار فالاستثناء هنا ها؟ واجب، لأن تزكية النفس حرام، وما أوقع في الحرام فاجتنابه واجب. طيب.
" وإن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله فهذا جائز ". وهذا فيما يظهر لي غالب ما يقع من الناس أنه يقول مؤمن إن شاء الله يريد بذلك التبرك وتحقيق ذلك بمشيئة الله.
وبناء عليه فيكون ما يقع من العامة من الاستثناء جائزا ولا غير جائزا؟ جائزا، لأنه لو سألت أي واحد من الناس العامة يوم تقول: إن شاء الله، أنت في شك؟ قال: والله ما في شك، لكن أريد التبرك بذكر المشيئة، فهذا لا بأس به، يعني: إن شئت فقل إن شاء الله وإن شئت فلا تقل.
شف يدلك على أنَّ إنْ شاء الله فيها شيء من التردد، أنك لو قلت لصاحبك أنت تجي عندنا الليلة قال: إن شاء الله، هل ترى أنه أعطاك وعدا محققا؟ لا، ولهذا بعض الناس يقول له: لا تقول إن شاء الله، نعم؟ قل أبجي، إن شاء الله ما هو جواب، أليس كذلك؟ أي نعم، لكن هو يقول إن شاء الله، لأنه ما يدري هل يوجد مانع أو ما يوجد أما أنا بنيتي إني جازم قد يوجد مانع.
" والتعليق بالمشيئة على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة، كقوله تعالى : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون .
دخولهم البيت الحرام ثابت ولا غير ثابت؟ ومحقق؟ ما الذي جعله محققا؟ لأن الله وعد به : لتدخلن المسجد الحرام وأكده بالقسم واللام والنون فهو لا بد أن يقع، ومع ذلك قال: إن شاء الله، مع أن الذي قال إن شاء الله هو الله عز وجل، لكن ليبين أن دخولهم إياه مرتبط بمشيئة الله.
ولهذا لما قال عمر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يحاوره في الشروط التي جرت بينه وبين المشركين، قال : يا رسول الله ألست تحدثنا بأننا نأتي البيت ونطوف به؟ قال : بلى. أحدثك بهذا لكن هل قلت أنك تدخل العام؟ قال : لا. قال : فإنك آتيه ومطوف به لأن الله قال : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم لكن مو هذه السنة.
وفيه دليل على أن عمر رضي الله عنه سيبقى حتى يدخل البيت ويطوف به، فهو شهادة له بأنه لن يموت حتى يتحقق له ما وعد الله.
وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء بل لابد من التفصيل السابق، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، نعم؟
الطالب : بقي باب يا شيخ.
الشيخ : ما شاء الله، بقي باب؟ وش هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : موجود عندك؟ لا.
الطالب : آي.
الشيخ : لا؟! ويش هو؟
الفتاوى المشابهة
- الإيمان بمشيئة الله تعالى - الفوزان
- حكم الاستثناء في الحلف بغير إن شاء الله - ابن عثيمين
- " إن شاء الله " متى تكون للتبرك ؟ - ابن عثيمين
- حكم الاستثناء في الإيمان - ابن باز
- ما قولكم في من يقول :" إني صائم إن شاء الله... - ابن عثيمين
- حكم الاستثناء في الإيمان - ابن عثيمين
- ما حكم الاستثناء في الدعاء بقولنا إن شاء الله ؟ - ابن عثيمين
- حكم تعليق الإيمان أو الوعد بالمشيئة - ابن عثيمين
- ما حكم الاستثناء في الإيمان ؟ - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " فصل في الاستثناء في الإيما... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " القول الثالث: التفصيل فإن... - ابن عثيمين