القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : " المنافقون الذين منكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلنا : وكيف؟ قال : أولئك كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء أعلنوه ".
وأما السنة: فجاءت بالإخبار بمشابهتهم في الدنيا ، وذم ذلك ، والنهي عن ذلك وكذلك في الدين .فأما الأول : الذي هو الاستمتاع بالخلاق: ففي الصحيحين عن عمرو بن عوف " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال : " أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ فقالوا : أجل يا رسول الله فقال : أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها ، كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم ".
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يخاف فتنة الفقر، وإنما يخاف بسط الدنيا وتنافسها، وإهلاكها، وهذا هو الاستمتاع بالخلاق المذكور في الآية.
وفي الصحيحين عن عقبة بن عامر " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر فقال : " إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها " .
وفي رواية: " ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم " قال عقبة: فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر " [شرح حديث عقبة بن عامر وذكر بعض مسائله]
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : المنافقون الذين منكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلنا : وكيف ؟ قال : أولئك كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء أعلنوه .
وأما السنة : فجاءت بالإخبار بمشابهتهم في الدنيا ، وذم ذلك ، والنهي عن ذلك وكذلك في الدين .فأما الأول : الذي هو الاستمتاع بالخلاق: ففي * الصحيحين * عن عمرو بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال : أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ؟ فقالوا : أجل يا رسول الله فقال : أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها ، كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم .
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يخاف فتنة الفقر، وإنما يخاف بسط الدنيا وتنافسها، وإهلاكها، وهذا هو الاستمتاع بالخلاق المذكور في الآية.
وفي * الصحيحين * عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر فقال : إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - "
الشيخ : بالنصب
القارئ : سم " أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها .
وفي رواية : ولكني أخشى عليكم الدنيا " .
الشيخ : ولكن أخشى .
القارئ : عندي نسخة
الشيخ : ولكني
الطالب : بالياء .
الشيخ : بالياء
الطالب : في طبعة ولكن .
الشيخ : ولكن طيب .
القارئ : " ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم قال عقبة : فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر " .
الشيخ : هذا الحديث فيه مسائل المسألة الأولى هل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد صلاته على الميت بتكبيراتها وتوجهه إلى القبلة وما أشبه ذلك أو المراد الدعاء ؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني هو المراد لأن الصلاة على الميت الصلاة المعهودة إنما تكون قبل الدفن حين الموت ولا تكون بعد ذلك إلا إذا أعيدت الصلاة مرة ثانية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي كانت تقمّ المسجد فصلى عليها بعد دفنها
وفيه أيضاً في المسألة الثانية أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه فرط أمته أي مقدمها وذلك يوم القيامة فإنه صلوات الله وسلامه عليه يكون فرطا لهم وشهيداً عليهم وهو فرطهم على الحوض يقف حتى تشرب أمته منه جعلنا الله وإياكم منهم
وفيه أيضا من المسائل : أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يمثل له ما لم يكن في الدنيا وهو في الآخرة أعني الشيء في الآخرة ويمثل له في الدنيا كحوضه فإنه يقول : إني لأنظر إلى حوضي الآن فالحوض إذن موجود وكذلك رأى الجنة ورأى النار في صلاة الكسوف ومن مسائله : أنه عليه الصلاة والسلام يقول : لا أخاف أن تُشركوا فهل يعني ذلك انتفاء الشرك في أمته أو يعني ذلك أنه يخاف علينا أكثر من خوفه من الشرك بفتح الدنيا ؟ الجواب الثاني لأن الشرك وقع في أمته ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب ليس معناه أنه لن يقع الشرك فيها بل المعنى أن هذا كان ظن الشيطان حين رأى الفتح المبين وحلول التوحيد في الجزيرة ظن أنه لن يعود الشرك فأيس وهذا لا يعني أن الله تعالى لا يُقدر الشرك فلا يكون فيه حجة لمن طاف بالقبور ودعا أصحاب القبور في الجزيرة وقال هذا ليس بشرك لأن الشيطان أيس أن يعبد من دون الله في هذه الجزيرة نقول إن الإخبار عن وقوع الشيء لا يعني أنه جائز أرأيت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة ستركب طرق من كان قبلها قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : نعم فمن الناس إلا هؤلاء ؟ وهل هذا الذي أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام يعني أنه جائز أجيبوا
الطالب : لا
الشيخ : ليس بجائز أخبرنا بذلك تحذيرا وكذلك إخبارهم بأن الظعينة المرأة تخرج وحدها من كذا إلى كذا لا تخشى إلا الله ليس يعني ذلك أنه يجوز أن تسافر بلا محرم لكن هذا حكاية للواقع فالواقع شيء والشرع شيء آخر ومن المسائل في هذا الحديث التحذير من التكالب على الدنيا لأنها إذا فتحت على الإنسان أهلكته وهذا هو الواقع ولذلك تجد أنعم الناس بالا وأكثرهم خشوعا هم الأقلون لكن الأكثرون تلهيهم الدنيا وتشغلهم غصبا عليهم فيتنافسوا فيها فيهلكون نعم .
وأما السنة : فجاءت بالإخبار بمشابهتهم في الدنيا ، وذم ذلك ، والنهي عن ذلك وكذلك في الدين .فأما الأول : الذي هو الاستمتاع بالخلاق: ففي * الصحيحين * عن عمرو بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال : أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ؟ فقالوا : أجل يا رسول الله فقال : أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها ، كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم .
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يخاف فتنة الفقر، وإنما يخاف بسط الدنيا وتنافسها، وإهلاكها، وهذا هو الاستمتاع بالخلاق المذكور في الآية.
وفي * الصحيحين * عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر فقال : إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - "
الشيخ : بالنصب
القارئ : سم " أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها .
وفي رواية : ولكني أخشى عليكم الدنيا " .
الشيخ : ولكن أخشى .
القارئ : عندي نسخة
الشيخ : ولكني
الطالب : بالياء .
الشيخ : بالياء
الطالب : في طبعة ولكن .
الشيخ : ولكن طيب .
القارئ : " ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم قال عقبة : فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر " .
الشيخ : هذا الحديث فيه مسائل المسألة الأولى هل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد صلاته على الميت بتكبيراتها وتوجهه إلى القبلة وما أشبه ذلك أو المراد الدعاء ؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني هو المراد لأن الصلاة على الميت الصلاة المعهودة إنما تكون قبل الدفن حين الموت ولا تكون بعد ذلك إلا إذا أعيدت الصلاة مرة ثانية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي كانت تقمّ المسجد فصلى عليها بعد دفنها
وفيه أيضاً في المسألة الثانية أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه فرط أمته أي مقدمها وذلك يوم القيامة فإنه صلوات الله وسلامه عليه يكون فرطا لهم وشهيداً عليهم وهو فرطهم على الحوض يقف حتى تشرب أمته منه جعلنا الله وإياكم منهم
وفيه أيضا من المسائل : أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يمثل له ما لم يكن في الدنيا وهو في الآخرة أعني الشيء في الآخرة ويمثل له في الدنيا كحوضه فإنه يقول : إني لأنظر إلى حوضي الآن فالحوض إذن موجود وكذلك رأى الجنة ورأى النار في صلاة الكسوف ومن مسائله : أنه عليه الصلاة والسلام يقول : لا أخاف أن تُشركوا فهل يعني ذلك انتفاء الشرك في أمته أو يعني ذلك أنه يخاف علينا أكثر من خوفه من الشرك بفتح الدنيا ؟ الجواب الثاني لأن الشرك وقع في أمته ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب ليس معناه أنه لن يقع الشرك فيها بل المعنى أن هذا كان ظن الشيطان حين رأى الفتح المبين وحلول التوحيد في الجزيرة ظن أنه لن يعود الشرك فأيس وهذا لا يعني أن الله تعالى لا يُقدر الشرك فلا يكون فيه حجة لمن طاف بالقبور ودعا أصحاب القبور في الجزيرة وقال هذا ليس بشرك لأن الشيطان أيس أن يعبد من دون الله في هذه الجزيرة نقول إن الإخبار عن وقوع الشيء لا يعني أنه جائز أرأيت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة ستركب طرق من كان قبلها قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : نعم فمن الناس إلا هؤلاء ؟ وهل هذا الذي أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام يعني أنه جائز أجيبوا
الطالب : لا
الشيخ : ليس بجائز أخبرنا بذلك تحذيرا وكذلك إخبارهم بأن الظعينة المرأة تخرج وحدها من كذا إلى كذا لا تخشى إلا الله ليس يعني ذلك أنه يجوز أن تسافر بلا محرم لكن هذا حكاية للواقع فالواقع شيء والشرع شيء آخر ومن المسائل في هذا الحديث التحذير من التكالب على الدنيا لأنها إذا فتحت على الإنسان أهلكته وهذا هو الواقع ولذلك تجد أنعم الناس بالا وأكثرهم خشوعا هم الأقلون لكن الأكثرون تلهيهم الدنيا وتشغلهم غصبا عليهم فيتنافسوا فيها فيهلكون نعم .
الفتاوى المشابهة
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم - اللجنة الدائمة
- باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله علي... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يز... - ابن عثيمين
- حديث عمرو بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه... - الالباني
- الكلام على حديث عمرو بن عوف أن رسول الله صلى ا... - الالباني
- حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إسماعيل... - ابن عثيمين
- شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسو... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين